رادار نيوز – الحروب المتكررة في دولنا العربية واستمرار النزاعات الطائفية المسلحة وعدم الاستقرار المادي والسياسي وانخفاض اسعار النفط والركود الاقتصادي اثرت سلبا على واقعنا الاجتماعي، مما أوجد أزمات متفاقمة وخاصة بعد هول الدمار والرعب المستشري والتهجير للمواطنين الذين نزحوا بالآلاف، بل بالملايين الى الدول العربية المجاورة وغيرها من بلدان العالم، هربا” من الأوضاع المتردية، عدا المهاجرين الذين يعرضوا انفسهم للخطر للوصول الى الدول الاوروبية. مما أثّر سلبا” على واقع البلدان القريبة بسبب الضغط والكثافة على الحدود، بشكل جعلهم امام مستلزمات واتخاذ خطوات عملية واجراءات ضرورية لتأمين سلامة النازحين، وهذا بدوره يخلق ايضا” أزمات “كتأمين المياه وعدم توافر شبكات الصرف الصحي”، ومشاكل الطبابة والاستشفاء والسكن والغذاء لكمّ هائل من المهجّرين مما يصبح عبئا عليها.
ان المواطن العربي لديه الشهامة والمروءة للوقوف والتضامن مع أخوته من الشعوب المنكوبة، خاصة فيما الّم بهم من محن وما نتج عنها من قتل وتدمير وتشريد وخوف، ليقفوا مذهولين امام هول الكارثة، لكن هذا كله اتى على حساب حياته ومعيشته وحريته وأمنه من خلال الاضرار البيئية الناتجة عن كثافة السكان والنفايات المنزلية المتراكمة ومخلفات اخرى مع عدم وجود شبكات مدروسة للصرف الصحي، مما يؤدي الى تلوث المياة الجوفية عداك عن ارتفاع مستوى المخاطر الاقتصادية من بطالة وتأثيره على سوق العمل في البلاد.
من هنا علينا التكاتف جميعا خصوصا المنظمات المدنية ووسائل الاعلام، لتقديم انواع المساعدات الممكنة ومناشدة الجهات المختصة لاسيما الانسانية العالمية كمنظمات مشهورة ودول قوية راسخة مستقرة قادرة متمكنة، للقيام باعمال الاغاثة الفوربة المطلوبة لتخفيف الكارثة الانسانية، التي حلت بالنازحين وذلك من خلال تحسين أوضاعهم المعيشية والصحية، لأنه من حقهم التمتع بعدالة اجتماعية تليق بهم. ويفرض على الدول المانحة ان تلتزم بتعهداتها تجاههم وتأمين سبل العمل لهم من خلال انشاء مؤسسات لتحويلهم من عبأ على الدول المضيفة الى قوة ناتجة، وايجاد حلّ جذري للحروب في المنطقة لعودة كل مهجر الى ارضه ودياره. والا يتحول النازحين الى شعوب فوضوية تؤثر سلبا على المجتمعات الاخرى، ليستشري من بعدها الفساد وتكثر السرقات والجرائم في البلاد..
وهذا ما بدأت تعاني منه الدول الاوربية، غير المخاطر وانتقال فوضى التنظيمات، الارهابية التي بدأت تغزو بلدانهم وتؤثر سلبا على امنهم من خلال منافذ متعددة لا يمكن استبعاد قضية اللاجئين واستغلال معاناتهم للنفوذ تحت جنحها.
في وقت لاحق، اهتز العالم الغربي اثر انفجار باريس، الذي حصد وفقا لتقديرات رسمية ما لا يقل عن 150 قتيل و180 جريح، بصورة ماساوية حثت أغلب الدول الاوروبية والاميركية على الاستنكار، في وقت لم تتحرك ضمائرهم لكل الانفجارات السابقة التي ضربت العراق وسوريا واليمن ومصر وتونس والكويت وغيرها الكثير.. وليس اخيرا في لبنان ببرج البراجنة.. التي عدت استمرار لمسلسل الاعتداءات وتنفيذ الاجندات التي بعضها اخذ يدفع الثمن كما كان متوقع.. وما تفجير باريس الا بداية ربما لاعتداءات اخرى.. للاسف لم ياخذ البعد الغربي حسبانها بتساهله مع الارهاب. مع انه كان هذا التفجير متزامنا” مع تفجيري الضاحية الجنوبية في بيروت مما اسفر عن قتل وجرح العديد من الأبرياء وليس من مستنكر، وهذا ما يجعلنا متمسكين بقدرة الشباب والمقاومين للارهاب لجعل هذه المعركة مستمرة، رغم انها طويلة الأمد.