رادار نيوز – في حقبة القطبين وعندما كان الاتحاد السوفياتي سابقا قد ارث بعد الحرب العالمية الثانية الكثير من التركات والنفوذ الذي خلفه فراغ انهيار (الرايخ )وحلفاءه وتمدده الى اقاصي الشرق، اخذ الصراع شكل آخر لتوجس حلفاء الامس من القوة البولشيفية ومدى تأثيرها على حركات وثورات تناهض الرأسمالية وتأخذ من ماركس مثال للتحرر والانعتاق من هيمنة رأس المال.
وما ثورات جنوب اميركا الا مثال.
فمن بوليفيا الى كوبا وتشيلي حتى فييتنام لاحقا كلها شكلت خطر وتجاذب بامتداد الصراع بين القطبين ووضع قواعد اشتباك جديد حول العالم.
من يرى كيف كان التأثير الفكري للثورة التي قادها (تشي غيفارا) ورفاقه في بوليفيا والتأثير الواضح لشعارات وفكر الحزب الاحمر حينذاك يعي الاهمية (للجيوغرافيا السياسية) التي امدد عليه هذا الفكر.
ففي الستينات كان العالم قاب قوسين او أدنى من اندلاع حرب عالمية ثالثة من خلال الازمة الكوبية والحرب في (خليج الخنازير) والتي عرفت حينذاك بأزمة الصواريخ.
لا اريد اطالة في مقدمة شرح النزاعات التي ولدت ثورات وأفكار متناقضة كان لها التأثير الكبير في جماعات انقلبت على مصنعها وجلبت الويل والخراب للكثير من الشعوب. هذا مع عدم الاعتراف بأن كان هناك حسنات لتحرر الكثير من الشعوب وطي صفحات من الهيمنة والتسلط بهكذا دعم أتى لخدمة اهداف نبيلة وسامية.
واستتباعا في الصراع بين القطبين كان نصيب افغانستان كرقعة شطرنج جديدة، وادرك الامريكي ان رد الصاع لهزيمته في فييتنام قد نضج.
كانت افغانستان تنعم بنظام علماني وكان الرئيس نجيب الله قد ارث نظام متماسك وجيش قوي لكنه جنوحه نحو العولمة وانفتاحه على الغرب اوجد قاعدة متشددة، وجدت الدعم المالي والفكري ولاحقا ارض للجهاد، قد شدت من عضدهم وانقلبوا على الرئيس بحروب طاحنة دمرت كل شيء.
هنا اخذ الغرب بأنشاء ما يسمى لاحقا بالجهاديين واخذ بجذب الكثيرين تحت شعار الحرب المقدسة وارض الجهاد!
اخذ الشباب المسلم التدفق على افغانستان واستنبطت فكرة قتال التكفيريين في ارض الميعاد والرباط (افغانستان).
انقلاب الصورة
بعد انسحاب الروس وجد هؤلاء بانهم قد اخذوا على حين غرة! فهم قد ادوا قسطهم للعلا ولا بد من انهاء ما وجدوا لاجله.
هذا الفكر انقلب على ما اسس عليه ووجد الكثيرون وخصوصا المؤسسين بانهم قد حوصروا ووضعوا في خانة الفكر الضال.
ارض الجهاد
بعد احداث ايلول كاد هذا الفكر ان يضمحل ويتلاشى وتأثيره اصبح محدود وغير فعال، وخصوصا بعد مقتل زعيمهم واعتقال الكثير من مسؤوليه.
وجدت هذه الجماعة ضالتها مع بداية الازمة في سوريا فجمعت شملهم واستعادة مقولة (ارض الرباط) ثانية، لكنها اليوم في سوريا!!
سوريا اليوم تعد المورد لهؤلاء الذين يعبثون بأمن العالم كله، وهذا الخطر يأتي باستغلالهم لازمة انسانية لا يستطيع العالم تجاهلها!
لا بد من تكاتف لردء المخاطر التي هي انذار لكل من تأذى بآفة الارهاب المتوحش.
ان احداث باريس واليوم بروكسل ليست سوى كما اخطاء سابقة في افغانستان وبعدها العراق وليبيا وغيرها، هل ان التاريخ دائما يعيد نفسه!
وهل من متعظ……