رادار نيوز – معركة تدمر واهميتها في هذا الوقت ليس محض صدفة، بل التوقيت تماهى مع مفاوضات في جنيف تحت غطاء اممي كبير.
في مقال سابق كنت نوهت الى مسارين على سكة الحل في سوريا، وعن تلازمهما في الوقت نفسه وتجزئتهما الى قسمين:
القسم الاول: إيجاد ارضيه ثابته في المناطق التي صنفت تحت لواء المعارضة المعتدلة.
والثانية: المناطق الخاضعة لسيطرة داعش والفصائل التي في ركبها.
فمن تدمر سابقا ولاحقا دير الزور ومن ثم الرقة، سيبقى (الستاتيكو) ضمن نطاق عمليات مفتوح ومسرح لحرب ضروس لا هواده فيها.
اما المفاوضات في جنيف فهي ستضع الكل في خانة لوضع قواعد جديدة للاشتباك في المناطق الخاضعة للمعارضة المعتدلة، وهذا ما نلحظه بخفض الصوت حول معركة حلب الكبرى التي مهد لها تحالف (روسيا_ ايران): وخاضها الجيش السوري وحلفاءه والتمهيد لها بالريف الشمالي.
فالحديث عن قطع الامداد على الحدود التركية قد وضع على الرف مرحليا، وهذا ما دفع الى فتح جبهة تدمر ولاحقا دير الزور، لقطع شريان الممر العراقي اللوجستي في منطقة القائم الحدودية، ومن ثم الانتقال الى تجفيف مواردها من منطقة الانبار، وبتنسيق مع الجهة العراقية، وكتلازم للمسارين.
كثير من المراقبين يجزمون بأن تدمر ستكون بداية مرحلة جديدة تؤسس لقرب أفول الدولة الاسلامية (داعش).
كما ذهب البعض الى ان هناك سباق محموم للانقضاض على ارث هذه الدولة وتقسيم حصصها.
فالتلميح والاجهار بالفيدرالية الكردية، وقد سال لعاب من راودهم الحلم في اقامة دولة تمتد من العراق شمالا حتى البحر المتوسط يلحظ هذا وبوضوح. وقد يكون للمصادفة ان تركيا التي تعتبر الاب الروحي لهذه الدولة التي تسمى (داعش) وانهيارها، هي المتضرر الكبير من اقامة دولة كردية على تخومها!
هذا مع التذكير بأن لواء الاسكندرون سيكون ضمن دائرة التجاذب.
فلا بد هناك تفاهمات واتفاق شبه متطابق بين اللاعبين الاساسيين على الساحة السورية وهم اميركا وروسيا، وسنرى في قادم الايام تقطيع مراحل في المفاوضات الجارية الآن في جنيف، وضغط للبقاء على الطاولة لكن ليست هناك حلول ناطجة في المدى المنظور، حتى تتبلور الوقائع على الارض.
لا بد هناك تغييرات جذرية ستحصل، ان كان على الخريطة ورقعة الصراع في سوريا، وام في المعادلة برمتها.
وهنا اجمع مراقبون ان التسوية لن تحصل الا بعد تبلور وانقشاع غبار المعارك حتى يبنى على الشيء مقتضاه.