/

حفل تخريج الدفعة الأولى من الدركيين المتمرنين “دورة الإنتماء الوطني”

4 views

رادار نيوز – أقيم قبل ظهر يوم السبت الواقع في 9 نيسان 2016، في معهد قوى الأمن الداخلي – ثكنة الرائد الشهيد وسام عيد ـ عرمون، حفل تخريج الدفعة الأولى من دورة الدركيين المتمرنين (945 دركيا) الذين تابعوا دورة تنشئة مسلكية وعسكرية.
جرى حفل التخريج برعاية وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ممثلا بالمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، وحضور ممثل قائد الجيش جان قهوجي العميد فيصل عساف، المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، ممثلين عن قادة الأجهزة الأمنية، ممثل محافظ جبل لبنان فؤاد فليفل قائمقام المتن مارلين حداد، قادة الوحدات في قوى الأمن الداخلي، ممثلين عن السفارات من دبلوماسيين وأمنيين، وعدد كبير من ضباط قوى الأمن الداخلي.

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم رحب عريف الاحتفال رئيس شعبة العلاقات العامة العقيد جوزف مسلم بالحضور، وألقى كلمة قال فيها: “في ظل الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، لا بد من وجود ركيزة مضمونة تشكل محور التقاء الدولة بالناس، ركيزة تولي جانبا كبيرا للأمن، بمقدار احترام القانون، ورعاية الجانب الإنساني، ولا عجب في أن تكون مؤسسة قوى الأمن الداخلي هي المشروع الذي يستوعب هذه القضية الأساسية في حياة المواطن. لا تنتظر قوى الأمن أي إيذان لتلجأ إلى التفكير بالتطور، لأن هذا السلوك هو خارطة عملها، وقاعدته الرئيسة استيعاب الشباب، ليكونوا واجهة الوطن، وهذا صلب عمل معهد قوى الأمن الداخلي”.

أضاف: “فمواجهة التحديات لهذه الوحدة المتميزة في قوى الأمن الداخلي، ألجأها إلى الانفتاح على ما وصلت إليه أرقى الدول في هذا المجال. لذلك، تقرر تنمية القدرات الفاعلة، والتدريب المتخصص على أنواعه، وكل ما من شأنه أن يتحسب لأي طارىء يهدد الأمن والمواطن، وكل ما يسجل نجاحا أمنيا تحت مظلة القانون وانسجاما مع مبادئ حقوق الإنسان. وقد انكبت قيادة المعهد على التحديث والتطوير الذي يحقق موازين التفوق؛ لذلك، كان التطور الجديد في التعامل مع الدورات التدريبية التي أفادت من خبرات عالمية، وإدخال التخصصات التي تتيح السيطرة على كل المجالات، وأدركت أن هذا النهج هو الذي يفعل دورها ضمن الدور الأمني الشامل الملقى على عاتق قوى الأمن الداخلي”.

واردف: “ان تجسيد المعهد الحلم الى واقع ملموس جعله نبع الاحلام في مؤسستنا.إن مجتمعنا ينتظر منا الكثير، ونحن على موعد مع كل استحقاق، ما دمنا نؤمن بهذا الوطن الغالي، وبأهمية الأمن وقيمته، وبوجوب احترام القانون، وهذا ما يجعل قوى الأمن الداخلي من الناس، ومعهم، ولهم”.

ثم جرت مراسم تسمية الدورة بإسم: “دورة الإنتماء الوطني”، وقدم قائد معهد قوى الأمن الداخلي العميد أحمد الحجار درعا تذكارية للواء بصبوص.

الحجار

بعدها ألقى العميد الحجار كلمة، جاء فيها: “أرحب بكم في معهد قوى الأمن الداخلي في عرمون، في حفل تخريج الدفعة الأولى من الدركيين المتمرنين، تسعمئة وخمسة وأربعون متطوعا من المناطق اللبنانية كافة تم اختيارهم وفقا لمعايير الكفاءة الخالصة، وتابعوا التدريب في المعهد خلال أربعة أشهر، ليتخرجوا رجالا أقوياء يحفظون الأمن ويحمون المواطن”، لافتا الى ان “المقاربة عبر المهارات، آلية جديدة تم اعتمادها في إعداد برامج التدريب. ضباط متخصصون من المعهد قاموا بزيارة قطعات قوى الأمن الداخلي لتحديد مهارات الدركيين المطلوبة في مزاولة عملهم, وعلى أساس ذلك أعيد، بناء برامج التدريب، أفلام تدريبية من إنتاج المعهد استخدمت في تطوير قدرات المتمرنين على التحليل والمناقشة، وفي مساعدتهم على اكتساب المعرفة بشكل أفضل. سيناريوهات تحاكي الواقع نفذها المتمرنون تحت إشراف مدربيهم. تدريبات متخصصة خضعوا لها وفقا لمراكز استخدامهم المرتقبة في السجون والمطار والسير والقوى السيارة وغيرها. الإنضباط والإلتزام بأخلاقيات المهنة واحترام حقوق الإنسان وحرياته، مفاهيم أساسية كانت حاضرة في برامج التدريب. ويبقى الهدف إعداد دركيين متميزين مهنيا وأخلاقيا يسهمون إلى جانب من سبقهم من رفاق السلاح، في خدمة الوطن والمواطن، بعزة وكرامة وعزم لا يلين، في ظل ظروف دقيقة تشتد فيها الحاجة إلى جهود أبناء لبنان المخلصين من أجل حفظ أمنه واستقراره، ودرء أي خطر أو اعتداء يهدد أمنه ومقدرات شعبه”.

وأضاف: “تحية إلى حضرة اللواء المدير العام لقوى الأمن الداخلي، إن وجودكم بيننا، إلى جانب الزملاء الكرام، يعد رسالة مهمة وقوية، نؤكد من خلالها العمل سويا لمجابهة التحديات التي تواجه مؤسستنا ووطننا. إن الدعم الكبير الذي دأبتم على تقديمه للمعهد وللعاملين فيه، كان له أبلغ الأثر في تحقيق تطور نوعي في سير العمل ورفع مستوى التدريب، إضافة إلى تحفيز الضباط والعناصر على بذل أقصى الجهود من أجل إعطاء أفضل النتائج. الشكر والتحية للضباط والرتباء المدربين في المعهد، وللعاملين في مختلف قطعاته، الذين عملوا بكد وإخلاص لإنجاز ما تحقق من نتائج طيبة. أشد على أيديهم وأدعوهم إلى الإستمرار في بذل الجهود لتحقيق المزيد من التقدم والنجاح”.

وختم: “أيها المتخرجون، أتقدم بخالص تهنئتي لكم, بعد أن نلتم شرف الإنضمام إلى صفوف قوى الأمن الداخلي، متسلحين بمختلف أدوات العلم والعمل.أدعوكم الى أن تكونوا قدوة في الإنضباط والإلتزام، ومثالا يحتذى به في الإنتماء إلى الوطن والتضحية من أجله. تنتظركم تحديات كبيرة. كونوا على قدر المسؤولية, ومارسوا مهامكم بكل مناقبية. تصرفوا وفقا للقوانين والأنظمة، واحرصوا على احترام حقوق المواطنين وصون حرياتهم. إبتعدوا عن الفساد، واتعظوا من المحاسبة الصارمة بحق الفاسدين. لا تخونوا القسم الذي أديتموه، واجعلوا مؤسستكم وأبناء وطنكم يفخرون بكم”.

بصبوص

وكانت كلمة للواء بصبوص، قال فيها: “يشرفني أن أكون اليوم بينكم في المقر الجديد لمعهد قوى الأمن الداخلي في عرمون، ممثلا معالي وزير الداخلية والبلديات الأستاذ نهاد المشنوق راعيا لحفل تخريج دفعة من الدركيين المتمرنين. هذا الصرح العظيم الذي كان حلمنا لسنوات عديدة مضت أصبح اليوم واقعا وأصبح لدينا معهد نموذجي حرصت منذ تسلمي زمام المسؤولية في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وقبل ذلك أثناء قيادتي لوحدة المعهد على تحقيق هذة المؤسسة التربوية التدريبية الأمنية ضمن الإمكانيات المتاحة وفق رؤية عصرية متقدمة، تلبي حاجات التدريب والتأهيل، بدءا بالبنى التحتية، وانتهاء بقاعات التدريس، مرورا بميادين التدريب، وحقول الرماية الخارجية والداخلية، ومسارح تحاكي مختلف أنواع الجرائم، وإتقان أصول التحقيقات العدلية، بما يراعي ويضمن حقوق الإنسان، كما أنني حرصت على إعداد المدربين الأكفاء من مختلف الإختصاصات، وعلى توفير أحدث وأفضل المعدات والتجهيزات والمختبرات والأعتدة والأسلحة، ومختلف وسائل التدريب”.

وتابع: “ما كان لهذا المعهد أن يكون على حالته الراهنة، لولا الدعم المتواصل الذي وفرته لنا السلطة السياسية، وعلى رأسها دولة الرئيس تمام سلام، ومعالي وزير الداخلية والبلديات الأستاذ نهاد المشنوق، اللذان وضعا نصب أعينهما توفير كل الدعم المعنوي والمادي لقوى الأمن الداخلي ولباقي المؤسسات الأمنية والعسكرية في مختلف المجالات، ولم يألوا جهدا في التواصل مع الجهات المانحة داخليا وخارجيا، وفي هذا الإطار كان لمعالي وزير الداخلية والبلديات الفضل الكبير في إيجاد مصادر التمويل لإنشاء وترميم وتأهيل بعض السجون، وعدد لا بأس به من مراكز قوى الأمن الداخلي المنتشرة في مختلف أنحاء الأراضي اللبنانية، وتحقيق الآليات والأسلحة والمختبرات الطبية والجنائية وغيرها من التجهيزات الفنية الضرورية والملحة. كما كان للدعم الذي قدمته بعض الدول الصديقة والشقيقة الاثر الواضح في إستكمال ما بدأناه لنصل إلى ما نحن عليه، وهنا لا بد لي إلا أن اعرب عن جزيل الشكر والإمتنان بإسمي وبإسم ضباط وعناصر قوى الامن الداخلي لكل من ساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة في تحقيق وتطوير هذا المعهد”.

ورأى “ان التطور التكنولوجي الذي شهده العالم، خاصة في قطاعي الإتصالات والكومبيوتر، سهل للمجرمين وللتنظيمات والجماعات الإرهابية التواصل في ما بينهم ومكنهم من إرتكاب جرائمهم في أي مكان من العالم، وهذا ما وضع القوى العسكرية والأمنية أمام تحديات جسام، وحتم عليها مواكبة التطور الإستفادة من كل ما هو متاح من إمكانيات لتنمية قدراتها ومهاراتها وتطوير أدائها لتتمكن من مجابهة الإجرام. وهذا ما دفعنا أيضا إلى التركيز على التدريب والتأهيل، باعتبارهما الأرضية الصالحة لتنشئة رجل الأمن وتحصينه وإعداده، كي يكون على قدر المسؤوليات الملقاة على عاتقه، وذلك على يد مدربين أكفاء وبواسطة معدات وتجهيزات متطورة تتطلبها نشاطات هذا التدريب والتأهيل، وحرصنا على اعتماد منهجية تدريب شاملة ومتكاملة، وفق مسارات ثلاث، تتوزع ما بين تدريب تأسيسي يخضع له جميع المتطوعين الجدد، وآخر متخصص يهدف إلى إعداد رجال أمن على درجة عالية من الاحتراف في مجالات محددة حيث أخضعنا العاملين في المكاتب المختصة في مكافحة نوع معين من الجرائم لدورات تدريبية نوعية داخل وخارج البلاد، كجرائم الإرهاب، والمخدرات، والاتجار بالبشر، والجرائم الاقتصادية والمالية، وسرقة السيارات، وجرائم المعلوماتية، وغيرها من الجرائم التي تتطلب مكافحتها والتحقيق فيها خبرات عملية عالية ومهارات احترافية. إلى أن أضحى لدينا ما يكفي من الخبراء والفنيين الذين يتقنون أصول العمل في مسارح الجريمة المعقدة. إضافة إلى سعينا لتعميم التدريب المستمر الذي يقتضي متابعته من عناصر مختلف القطعات ليكونوا على جهوزية تامة ومستمرة لمواجهة الجريمة بكافة أشكالها”.

وتابع بصبوص: “لا يخفى عليكم أن وطننا الحبيب لبنان يمر في مرحلة حرجة سياسيا واقتصاديا وأمنيا، أملتها الظروف السياسية الدولية والإقليمية والمحلية، والتي يمكن توصيفها على أنها في غاية الحساسية، تفاقمت في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط برمتها، والنزاعات السياسية والعسكرية المعلنة وغير المعلنة، والتي ترجم بعضها على شكل صراعات داخلية مسلحة، تدور رحاها في بعض الدول العربية المجاورة، حيث أدت إلى لجوء أعداد كبيرة من النازحين إلى لبنان، فاقت التوقعات، ولا تتناسب مع إمكانات وظروف لبنان الجغرافية والسياسية والاقتصادية والأمنية. كل ذلك يدعونا كما يدعو الجميع للتعقل والتحلي بالمسؤولية، والتحسب لأي طارئ، كي نجنب لبنان مغبة الإنزلاق في متاهات قد لا يسلم منها”.

واردف: “لقد آمنا منذ دخولنا السلك بأن رجل الأمن ينبغي أن يكون رمزا للنزاهة، وعنوانا للعطاء والتفاني، وقد أخذنا على عاتقنا منذ أن تولينا سدة المسؤولية في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي مهمة متابعة النهوض بها وتطويرها ومكافحة الفساد فيها، وتطهيرها من دنس الفاسدين، ولكن بصمت حفاظا على هيبة المؤسسة وسمعتها، وصونا لكرامة الشرفاء فيها وهم الأكثرية الساحقة، وبادرنا إلى اعتماد المساءلة المسلكية والعدلية إن اقتضى الأمر، وأحلنا عددا من الضباط والعناصر أمام مجالس التأديب، وأخضعنا بعضا آخر لتدابير عقابية مشددة، تتناسب مع خطورة الأفعال والإرتكابات والسلوكيات المنحرفة لكل منهم، ولما تبين لنا أن حجم الفساد أكبر من أن يكتف بعقوبات مسلكية منفردة، أمرنا بفتح تحقيقات معمقة، توصلت بعد جهد كبير إلى تحديد مواضع الخلل، وكشف حقائق مريرة، وصلت أصداؤها إليكم، وإن كنا لا نرغب في التداول بها عبر وسائل الإعلام ووسائط التواصل الإجتماعي، إلا أننا نستدرك لنقول أنه لا عيب في التصالح مع الذات، ولا في النقد الذاتي البناء، ولا في الإعتراف بوجود الخلل وتحديد مواضعه، إنما العيب كل العيب يكمن في التعامي عن الواقع، والتستر على الفساد، والخشية من كشف الفاسدين أو التردد في ملاحقتهم”.

ولفت الى ان “كشف بعض الفساد القديم في قوى الأمن الداخلي ينبغي ألا ينسينا إنجازاتها الباهرة في كل مجالات عملها وبخاصة في إطار مكافحة الإرهاب والإتجار غير المشروع بالمخدرات، والإتجار بالبشر ومختلف انواع الإجرام المنظم وغير المنظم، وحماية الأفراد والمؤسسات وحفظ الأمن والنظام، كما انه لا يعني انها المؤسسة الوحيدة في لبنان التي تعاني هذه الظاهرة، إنما برأينا أن جميع إداراتنا هي بحاجة إلى وقفة مع الذات واتخاذ القرار الشجاع لمحاربة الفساد بكل أشكاله وصوره، سيان أكان فسادا سياسيا أم بنيويا أم ماليا أم على صورة استغلال السلطة لمآرب مشبوهة”.

وختم متوجها إلى المتخرجين بالقول: “أنتم رجال المستقبل، أنتم غدنا الواعد، فتحلوا بالمسؤولية، ولا تهابوا الصعاب، وتزينوا بالقيم والأخلاق والمناقبيات التي أنشئتم عليها، وتسلحوا بالعلم فهو أمضى من أسلحتكم الحقيقية في مجابهة الإنحراف الفكري والإجرامي، إلا أنه عليكم ألا تتوانوا عن استعمالها في معرض الدفاع المشروع عن الأبرياء كما عن أنفسكم، واحرصوا على أن تكونوا دائما المثال الصالح والمواطن المسؤول، وترفعوا عن كل الإصطفافات الفئوية، والشهوات الغرائزية، والأطماع المالية، وأية مغريات قد تودي بكم إلى منزلاقات يصعب عليكم النهوض من مستنقعاتها. وأختم بالتوجه لقيادة المعهد ولجميع الضباط والرتباء والعناصر العاملين فيه بالشكر لما بذلوه من جهد خلال تنشئة الدورة التي نحن في صدد تخريجها اليوم، ولكل ما يبذلونه في الدورات التي يتابعها ضباط وعناصر آخرون في ميادين واختصاصات متنوعة، متمنيا لهم جميعا المزيد من النجاح والتوفيق”.

ثم نفذ المتخرجون محاكاة لعدة مهمات وعمليات أمنية متسلسلة، تلاها عرض عسكري على وقع موسيقى قوى ألأمن الداخلي، ثم أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة والتقطت الصور التذكارية.

Previous Story

الشرطة التركية تفجر حقيبة في ميدان تقسيم بإسطنبول

Next Story

أجندة الاحد 10 نيسان 2016

Latest from Blog