حلقة نقاش لمركز الزيتونة للدراسات والإستشارات بعنوان: “مئة عام على سايكس بيكو: خرائط جديدة ترسم”

الخميس, 26 مايو 2016, 12:05

رادار نيوز – نظم “مركز الزيتونة للدراسات والإستشارات”، حلقة نقاش بعنوان: “مئة عام على سايكس بيكو: خرائط جديدة ترسم”، في فندق كراون بلازا، حضرها النائب عماد الحوت، وشارك فيها خبراء وأكاديميون وإخصائيون من عدة دول عربية، مسؤول حركة حماس في لبنان علي بركة، ومسؤول العلاقات الدولية في الحركة اسامة حمدان وشخصيات.

بداية كلمة تقديم من الباحث في المركز وائل سعد، ثم تحدث مدير المركز محسن صالح الذي شدد على “دور المثقفين في أن يكونوا شهود صدق لا شهود زور إزاء ما يتم تحضيره لخرائط المنطقة، ولكي يكونوا نبض هذه الأمة، لأن التحديات كبيرة وهائلة، والمخاطر التي تواجهنا كبيرة”.

ثم تولى الإعلامي نافذ ابو حسنة إدارة الجلسة الأولى والتي تحدث فيها المؤرخ علي محافظة، والكاتبان صقر ابوفخر ومحمود حيدر والباحث جواد الحمد.

وقال محافظة الى “ان سايكس بيكو” ليست الأولى في تاريخنا، إذ انه منذ الحروب الصليبية والغرب يعمل على تقسيم منطقتنا والى هذه الساعة”، لافتا الى انه “ما ان ضعفت الدولة العثمانية حتى عادت مشاريع الهيمنة والتقسيم للمنطقة:.

وأشار الى “الثورات التي قامت منذ الإنتداب الفرنسي في سوريا ولبنان، لكنها باءت بالفشل لعدم التنسيق بينها، عكس ما حققه أتاتورك في تركيا في المرحلة عينها”.

وتطرق الى “مشاريع الشرق الأوسط الجديد عبر طروحات برنار لويس، ثم مع شمعون بيريز، ثم مع الرئيس السابق بوش الإبن وهدفها المزيد من تقسيم منطقتنا”، لكنه أعرب عن تفاؤله “بنهضة حقيقية تغير معالم المنطقة”.

ابو فخر
وتحدث الباحث ابو فخر عن “الدولة والهوية القطرية في بيئة سايكس-بيكو”. ولفت الى “اربع هويات نجمت عن هذه التقسيمات وهي: الفلسطينية، اللبنانية، السورية والأردنية”. اشار الى “صعود الهوية الفلسطينية في صراعها ضد المحتل الإسرائيلي، في حين ان الهوية اللبنانية رافقها التباسات مع مسحة مسيحية لبنانية الطابع وصلت في بعض الأحيان الى التنافر مع محيطها. أما الهوية الأردنية فلم تكن موجودة، انه نهر تسكنه عشائر الى ان أقيمت إمارة شرق الأردن، في حين ان الهوية الأردنية اليوم استندت الى مشروعية الثورة العربية ولاحقا في صدامها مع الفلسطينيين.أما سوريا فقد اتخذت دورا قوميا يعمل على وحدة الكيانات المجاورة”، مؤكدا انه “ما لم يكن وحدة للعرب فإنهم سيعيشون التفتيت”.

حيدر
وتطرق الكاتب محمود حيدر في بحثه “صراعات النفوذ على المنطقة والتغيرات الإستراتيجية في مركز القوى الدولية”، فركز على “صورة الجيوبوليتيك العربي حاليا في ضوء منطق سايكس-بيكو بما يتصل بخيط جوهري بين هذه الإتفاقية وما يجري اليوم في عالم الجغرافيا العربية والإسلامية، وكإنه امتداد له دون ان يقلب عليه”.

وذكر “ان منطق سايكس-بيكو بمثابة خلاصة المذهب الغربي في رؤيته لمنطقتنا”، مشيرا الى “وجود ثلاث سياقات: سياق الإستتباع، سياق المقاومة وسياق التغيير الملتبس، وهو ما وجد صورته استتباعا في الربيع العربي”.

وقال: “ما فعله سايكس-بيكو كان أشد خطورة على الماضي والحاضر والراهن، تقوم فلسفته على الإنسداد الحضاري العربي.

الحمد
وتحدث مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في عمان جواد الحمد عن “قيام الكيان الصهيوني بتكريس التجزئة في بيئة سايكيس -بيكو”، مبديا مخاوفه من “نتائج جديدة لهذه الإتفاقية بسبب الواقع العربي وتشرذمه وصراعاته الداخلية”، داعيا الى “الخروج من ارتهان العرب للخارج”.

الحوت
ثم تحدث النائب الحوت الذي قال:”لقد هزت ثورات الربيع العربي أهم الركائز الصلبة للنظام العربي الذي كان يقوم على أنظمة سلطوية، كما أدت الثورة المضاة التي واجهت الربيع العربي الى تكشف الطبيعة غير المتجانسة للنسيج الإجتماعي في عدد من الدول العربي، وفي العلاقة الهشة بين هذا الواقع الإجتماعي وبين الدول نفسها”، معتبرا ان “الأنظمة السياسية لعدد من الدول في الشرق الأوسط تتآكل وتنهار وتتفتت المجتمعات حيث كانت الجماعات الطائفية والعرقية والقبلية المختلفة، حتى وقت قريب، تتعايش في بيئات اجتماعية أشبه بالفسيفساء، في الغالب ضمن نظم دولة قومية شديدة المركزية”.

وعدد مجموعة من عوائق تنفيذ مشاريع التقسيم الطائفي والمناطقي ومنها: فشل التجربة التاريخية لفكرة الكانتونات الطائفية التي فرضها الفرنسيون بالقوة العسكرية، التحديات الديموغرافية: واختلاط سائر المكونات السكانية ببعضها بصورة تجعل عملية الفرز الإثني أو الطائفية شبه مستحيلة، ولا تمتلك مناطق تجمع الأقليات فرصة لتأسيس دويلة مستقلة أو إقليم مستقل من حيث الموارد، غياب القيادة التقليدية أو المرجعية الدينية: فبخلاف لبنان والعراق لا تمتلك الأقليات السورية أية زعامة قبلية أو مرجعية سياسية معتبرة داخل القطر السوري، وخاصة لدى الطائفة العلوية، مقاومة النخب السياسية: فعلى الرغم من تباين أفكارها واختلاف منطلقاتها، إلا ان أغلب القوى الشعبية والسياسية والعسكرية ترفض هذه الأطروحات وتدعوة الى استعادة الدولة وصيانة مؤسساتها، باستثناء بعض المجموعات الكردية، المعارضة الإقليمية: فتركيات التي لا تحتمل وجود اقليمين كرديين مستقلين على حدودها، والعراق لا يحتمل كيان كردي يمثل امتداد لكردستان للعراق، والأردن يخشى انسحاب أزمة سوريا عليه، رفض ايران لتقسيم سوريا كي لا تفقد ورقة جيو-استراتيجية جيدة، عدم توافر ارادة وقوة عسكرية خارجية على غرار الحملة الفرنسية عام 1920 لفرض الإنتداب وتطبيق مشروع الكانتونات الطائفية”.

واعتبر “ان المشاريع التفتيتية تتغذى من ثلاثة عوامل هي: ضعف السلطة المركزية، التدخل الخارجي المرتبط بالمشاريع الإقليمية والدولية ومنها خطوط إمداد الغاز التي تتقاطع في سوريا، نزوع الأقاليم الى تشكيل أجهزة إدارة مستقلة لمعالجة المشكلات الأمنية والإقتصادية والمجتمعية الناتجة عن غياب الدولة واضمحلالها”.

اضاف:”يرجح ان تكون فكرة التقسيم في بلاد الشام ما تزال بعيدة عن الواقع بسبب مجموعة من العوامل أهمها:التداخلات الديموغرافية والإختلاط القائم داخل هذه الدول، تقسيم أي واحدة من تلك الدول، سيفتح الباب أمام تقسيم الدول الأخرى، مما يعني صراعات ومهجرين ولاجئين، يحتاجون جهدا ومالا لن يستطيع العالم بأكمله تحمله، عدم وجود حامل سياسي واجتماعي محلي أو إقليمي لفكرة التقسيم”.

وختم: “ان التحدي الأكبر للثورة السورية لا يقتصرعلى إسقاط نظام بشار، بل يتمثل في القدرة على استعادة القرار الوطني عبر: تشكيل منظومة سياسية رشيدة، تشكيل حراك وحدوي ناضج، صياغة هوية جامعة وإنتاج عقد اجتماعي يضبط إيقاع العلاقة بين مختلف مكونات المجتمع”.

إضغط هنا
Previous Story

سرقة مطعم ماكدونالد في عمشيت

Next Story

المانيا :الاتحاد الاوروبي بصدد محادثات صعبة بشأن العقوبات على روسيا

Latest from Blog

رئيس مجلس إدارة شركة HSC حسين صالح:* نتمسّك باليد العاملة اللبنانية ونصر على استقطابها لأنها ضمانة استمرارنا ونجاحنا كخلية نحل لا تهدأ

*رئيس مجلس إدارة شركة HSC حسين صالح:* نتمسّك باليد العاملة اللبنانية ونصر على استقطابها لأنها ضمانة استمرارنا ونجاحنا كخلية نحل لا تهدأتواصل شركة HSC عملها الدؤوب لتقديم أفضل الخدمات لزبائنها، متحدّيةً كل

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة
Go toTop