رادار نيوز- عقد في صالون النواب في مجلس النواب، لقاء بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب جورج عدوان، حضر النائب ياسين جابر جانبا منه.
وعلى الاثر، عقد عدوان مؤتمرا صحافيا قال فيه: “جميعنا يدرك حجم المعضلة التي تتخبط فيها البلاد خصوصا في ظل انسداد الافق سواء بانتخاب رئيس جديد للجمهورية او بالحلحلة عبر التفاهم على قانون انتخابات، انما الاخطر ان كل ذلك يتم في ظل ظروف اقتصادية ومالية تتفاقم سلبيا وبالتالي لم نعد نستطيع كلبنانيين هدر الوقت المتبقي لنا بانتظار ما سيحدث وكأننا مسلمون أمرنا لله عز وجل وننتظر وصول الفرج من مكان ما. وكلنا يعرف ان لا فرج سيأتي الا منا نحن كلبنانيين”.
أضاف: “قيل اليوم اننا كنا بانتظار مبادرات او حلول دولية، لكني أعتقد اننا كلنا موقنون بأن لا احد يأبه بحالنا اولا، وثانيا اذا كنا فعلا راشدين كلبنانيين فعلينا نحن انتخاب رئيس للجمهورية، انما ما يظهر في الافق اليوم لا يشجع، فإما ان يكون هناك تفاهم على انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية يمر بتفاهم بين عون وتيار المستقبل بصفته الفريق المعارض منذ الاساس لعون ونذهب لانتخاب رئيس للجمهورية، وإما في حال استمر انسداد هذا الافق فنذهب لانجاز قانون انتخابات جديد تجري على اساسه الانتخابات النيابية ونجري بعد ذلك مباشرة انتخاب مبكر لرئيس الجمهورية لان الوقت الذي يفصلنا اليوم عن الانتخابات النيابية وموعدها بعد سنة هو وقت يدفع اللبنانيون ثمنه غاليا جدا عبر تعطيل المؤسسات”.
وتابع: “في ظل الوضع السيء للحكومة والمجلس النيابي شبه المعطل، يسجل تراجع خطير للوضع المالي والاقتصادي، وفي النهاية اللبنانيون هم من يدفع ثمن كل التأخير الحاصل والذي يتحمل مسؤوليته جزء كبير من السياسيين، لان اللبنانيين اختاروا نوابهم وممثليهم ليؤديوا مهامهم الدستورية ويراقبوا الحكومة التي يفترض ان تقوم بواجبها لا أن تتراشق بتهم التعطيل والفساد والافساد”.
وقال عدوان: “من هذا المنطلق، أدعو الى السير بأحد هذين الحلين: فإما ان ينطلق حوار سريع بين تيار المستقبل والعماد ميشال عون لعله يؤدي الى نتيجة وتفاهم، وإما علينا التفكير جديا في المبادرة التي أطقلها الرئيس نبيه بري لجهة اقرار قانون انتخاب جديد سريعا، خصوصا ان هناك قانونين متشابهين والاكثرية تناقشهما وهما قانون الرئيس بري والقانون الذي تقدم به الاشتراكي والمستقبل والقوات اللبنانية. وبإمكاننا بإرادة صلبة وبتسريع الخطوات ان نجد قواسم مشتركة ونذهب الى قانون انتخابي جديد تجرى على اساسه الانتخابات النيابية، واذا امكن قبل وقتها حتى لا نضيع على اللبنانيين سنة. وبعد الانتخابات النيابية وبمجلس نيابي منتخب وفق قانون جديد، ننتخب رئيسا للجمهورية، وعلى الجميع الالتزام بذلك عندها تسقط كل الذرائع وتنتهي كل الحجج”.
أضاف: “في ظل قانون انتخابي عادل يؤمن للجميع التمثيل الصحيح نتحدث عن التمثيل الصحيح ليس للمسيحيين فحسب بل لكل مكونات المجتمع، فالقانون الموجود اليوم اي قانون الدوحة، يحرم المسيحيين من التمثيل الصحيح. إذا كنا نؤجل الانتخابات لكي تجرى على اساس قانون الدوحة فكأننا بذلك نمدد للوضع الحالي. ورسالتي التي اريد ان أوجهها اليوم، انه لا مجالا في الافق لترك الامور تعيد نفسها، وعلينا أخذ المبادرة بأيدنا وعدم السماح بالتأجيل المتكرر”.
وسأل: “اجتمع وزيرا الخارجية الفرنسية والايرانية وتطرقا الى الموضوع اللبناني وطرح مبادرة لامكانية الوصول الى حل في موضوع رئاسة الجمهورية، فهل يمكن ان ترى هذه المبادرة النور؟.
وقال: “يمكن لهذه المبادرة ان تساعد اللبنانيين انما أنا مقتنع بأن التفاهم اللبناني يجب ان يكون هو الاساس والاسرع، وعلينا ألا ننتظر لقاء وزراء الخارجية ليقرروا مصير اللبنانيين، والاجدى بنا ان نجلس جميعا ونتحدث بكل صراحة وبشكل مباشر والمشكلة باتت معروفة اليوم، وأنا شخصتها تماما بأن يجلس تيار المستقبل للتفاهم مع العماد ميشال عون أو الذهاب الى إقرار قانون انتخابات جديد تجري على اساسه الانتخابات والمجلس الجديد ينتخب الرئيس، وهذا هو المسار الاسلم”.
وعن اللقاء الذي جمعه مع السنيورة، قال عدوان: “عرضنا الواقع، والجميع متفق على تشخيص الوضع انما الحلول فلكل منا مقاربته لها. كذلك الجميع متفق على أن الوقت يمر بسرعة وان الخطر المالي والاقتصادي يتفاهم ولا يمكن الانتظار اكثر، وطالما اتفقنا على التشخيص تبقى الحلول ويمكن لكل منا أن يفكر بالحل الذي يناسبه ويطرحه”.
سئل: هل لمستم لدى الرئيس السنيورة اي استعداد لمحاورة العماد ميشال عون؟
أجاب: “لا أريد الدخول في هذا التفصيل، انما لمست لدى الرئيس السنيورة تخوفا من الوضع العام والمالي والاقتصادي، وضرورة السعي لايجاد حلول فهو يدرك تماما أن الواقع لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه”.
وردا على سؤال عن مبادرة رئيس المجلس، قال: “أكرر ان الرئيس بري اطلق مبادرة تتعلق بقانون انتخاب جديد وبالتالي الذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية من خلال مجلس نواب جديد، ولابأس من الوقوف بجدية أمام هذه المبادرة، واذا استطعنا الوصول بسرعة ومن دون تأجيل طويل سواء للحوار او لجلسات اللجان المشتركة لان هناك مريض اسمه لبنان في العناية الفائقة، وكل يوم تأخير ستزداد حاله سوءا وأخشى ان نصل الى مكان لا تنفع معه المعالجة”.
وختم: “اليوم طرحنا افكارا وعندما نناقش موضوعا ما ليس بالضرورة ان نحصل على أجوبة مباشرة، لان الاهم اليوم تشخيص خطورة الوضع من الجميع، والامر يحتاج الى وقفة مسؤولة ووقفة تحسس بالوطنية لاننا نعالج ظروفا غير عادية وبأعصاب باردة وكأن الامور بألف خير، وأنا اقول ان الامور ليست بخير وعلينا جميعا ان نتداعى للانقاذ”.




