جعجع: النزعة السيادية ستبقى الأقوى ونسعى لتدوير الزوايا بين القانون المختلط وما طرحه بري

الأربعاء, 28 ديسمبر 2016, 12:52

رادار نيوز – أمل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، خلال مقابلة مع قناة Orient News، “أن تأتي الأعياد المقبلة ويكون الوضع في سوريا أفضل مما هو عليه في الوقت الحاضر، فالأجواء الحالية ليست أجواء عيد ولكن في النهاية لا بد وأن يستقيم الوضع في سوريا”.

وردا على سؤال، أشار الى ان “لبنان ينعم باستقرار لا بأس به في خضم كل ما يحصل في المنطقة وفي رأيي سيستمر هذا الاستقرار بإذن الله”.

وعن اعتراض البعض على مشاركة “القوات” في الحكومة، قال جعجع: “البعض لم يرغب بمشاركة القوات بهذا الشكل في الحكومة، فالقوات هي نوعية مختلفة في ممارسة السياسة في لبنان وأكبر دليل هي عدم مشاركتها في أكثر من حكومة لأنها لم تكن لديها قناعة بذلك، كما ان “القوات” هي خارج مواضيع الفساد بمختلف أشكاله”.

وأضاف: “البعض ربما عارض وجود القوات في الحكومة لأسباب سياسية نظرا لآرائنا المعروفة ومطالبتنا بقيام دولة في لبنان، والبعض الآخر لأسباب عملية لأنه يعلم أننا لا نساوم ولا يمكن أن نرى صفقات ونسكت عنها، لهذه الأسباب مجتمعة اعترض من اعترض على مشاركتنا في الحكومة”.

وعن تسمية هذه الحكومة بـ”حكومة حلب”، أجاب جعجع: “أنا كليا ضد هذه التسميات، بإمكان أي كان أن يسمي الأشياء كما يريد فهو حر، فإحدى الوسائل الاعلامية أحبت أن تسميها “حكومة حلب” ولكن هذه الحكومة ليست كذلك، فهي في الدرجة الأولى حكومة لبنان وتوجهها السياسي أبعد ما يكون عن أن تكون “حكومة حلب”، فمنذ استلام العماد ميشال عون رئاسة الجمهورية حتى الآن، فلنراجع كل أحاديثه من خطاب القسم وصولا لآخر حديث له، لا يوجد أي شيء إلا ويعبر عن موقع الرئاسة اللبنانية بمعنى منطق الدولة وحياد لبنان الإيجابي باستثناء ما له علاقة بالقضية الفلسطينية، وانطلاقا من هنا لا أوافق رأي كل من يقول ان هذه “حكومة حلب” على الإطلاق، كما أرى أن السياسة الخارجية للعهد الجديد والتي ستعتمدها الحكومة والتي تتجلى في البيان الوزاري ستكون خير دليل على عدم صدقية كل هذه المقولات”.

ورأى جعجع ان “البيان الوزاري للحكومة يجمع بين خطاب القسم للرئيس عون وبين البيان الوزاري للحكومة السابقة، ولكن ستبقى النزعة السيادية في لبنان أقوى من أي أصوات أخرى مهما علت”.

واذ أعرب عن عدم قلقه من المستقبل، دعا جعجع الى “الانتظار لرؤية ما ستقوم به هذه الحكومة من انجازات”.

وعن التحالفات الانتخابية المقبلة، اعتبر جعجع ان “قنوات الاتصال مفتوحة بين رئيس الجمهورية والقوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، ونتفق حول مواضيع كثيرة”، لافتا الى ان “القانون الذي يحاول “حزب الله” طرحه لا يملك حظوظا لإقراره، بينما القانون المختلط الذي طرحناه مع تيار المستقبل والاشتراكي والذي لاقانا الرئيس نبيه بري بقانون يشبهه مع بعض الاختلافات تتوافر له حظوظ أكبر، ونسعى الى تدوير الزوايا بين القانونين”.

وعن الخشية من احتكار “حزب الله” وحركة “أمل” للتمثيل الشيعي في الحكومة وامكانية تعطيلهما لأي قرار، قال: “هذا الأمر ينطبق أيضا على بقية الأفرقاء، فتيار المستقبل يمثل السنة، و”التيار الوطني الحر” و”القوات” يمثلان أكثرية مسيحية، وهذا من فرادة الصيغة اللبنانية…”

وعن كيفية اتخاذ مجلس الوزراء للقرارات، أكد جعجع “أننا سنعتمد على الآلية المنصوص عنها في الدستور، فالقرارات تتخذ بالاجماع والتوافق، وفي الأماكن التي لا نتوصل فيها الى إجماع يطرح الموضوع على التصويت”.

اما عن السياسة الخارجية، قال: “لا شك أنه يوجد خرق كبير هو قتال “حزب الله” في الحرب السورية، ولكن باستثناء هذا الخرق سيعتمد لبنان سياسة خارجية متوازنة وفعلية للنأي بالنفس”، موضحا أن “وزير الخارجية لا يمكنه اتخاذ القرار من عنده بل يستمد قراره من قرار الحكومة التي سترسم ملامح السياسة الخارجية للبنان والتي تظهر في بيانها الوزاري وفي خطاب القسم، فأول زيارة سيقوم بها رئيس الجمهورية الى الخارج ستكون الى السعودية ودول الخليج، وبالتالي ستكون السياسة الخارجية متوازنة”.

وردا على سؤال، قال جعجع: “نحن صراحة لدينا إشكال بأن يقوم مسؤولون لبنانيون بزيارة بشار الأسد في سوريا أو أن يقوم هو بزيارة لبنان، ففي سوريا لا وجود لدولة قائمة، الأسد هو رئيس نظام، فنحن مثلا لسنا ضد أن يزور رئيس الجمهورية إيران لأنها دولة قائمة، بينما في سوريا بشار الأسد بنظري وبنظر الكثيرين لا يمثل الدولة في سوريا إذ لم يعد من وجود لهذه الدولة، ولا سيما بعد أن قتل نصف مليون سوري حتى الآن…”

وتابع: “يجب أن ننتظر قيام دولة سورية لدراسة العلاقات معها ولكن هذا الأمر لا ينطبق الآن”.

ووصف جعجع ما يجري في حلب بـ”نظرية الـTransfer” التي كانت مطروحة في وقت من الأوقات في اسرائيل لاستبدال السكان العرب باليهود، وللأسف ما نراه في حلب يتخطى المشهد السياسي، فهو إنسانيا غير مقبول واستراتيجيا لا أعرف كيف سنجمع الشعب السوري مع بعضه البعض مجددا، كما أنني لا أعرف ماذا بقي من سوريا الدولة طالما يوجد جيوش غريبة على أرضها تقاتل وتتخذ القرارات تحت غطاء اسمه بشار الأسد، في حين أنني لا أرى ان هناك دولة سورية في الوقت الراهن، فاذا استعرضنا كل ذلك يتبين لنا ان موضوع حلب هو مأساة كبيرة على المستويات كافة، ولكنني مؤمن أن النظام لن يبقى بعد انتهاء الأزمة السورية، فمن يحكم في الشام حاليا ليس بشار الأسد بل ايران وروسيا، وفي شمال سوريا نضيف اليهما تركيا، وبالتالي الحديث عن وجود دولة سورية غير موضوعي على الإطلاق، فعلى سبيل المثال الحكومة في موسكو اتخذت قرارا بتوسيع القاعدة في طرطوس مكان الحكومة السورية وليس العكس”.

وردا على سؤال عن النفوذ الروسي في المنطقة ولا سيما في سوريا، قال جعجع: “لا يمكنني الاجابة عن هذا السؤال قبل أن أرى السياسة الأميركية الجديدة كيف ستكون، فهذا الأمر متوقف كليا على السياسة الجديدة لأميركا، فإن كانت سياسة ديناميكية مختلفة عن سياسة الرئيس باراك أوباما تحاول إثبات ذاتها، عند ذلك ستتغير كل الصورة، أما اذا كنا سنشهد استمرارا لسياسة أوباما فسيستمر الوضع الحالي في المنطقة”.

واكد جعجع انه “لا يمكن للبنان ان يكون ترضية لأحد”، وقال: “هو ترضية لمواطنيه فقط، والأحداث الأخيرة تثبت ذلك، فالانتخابات الرئاسية حصلت بدون أي تدخل خارجي، مع العلم انه كان في حسابات ايران وجوب ترك الانتخابات الرئاسية الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية وتسلم الرئيس الاميركي الجديد لتبيان حقيقة موقفه والمعادلة الجديدة في الشرق الأوسط من أجل ادخال السياسة اللبنانية في هذه الحسابات، ولكن هذا ما لم يحصل، أما في ما يتعلق بالإقليم والى جانب كل المشكلات الموجودة من سوريا واليمن وصولا الى العراق فيجب انتظار تطور العلاقة الاميركية-الايرانية، اذ ليس مضمونا على الاطلاق ان تستمر هذه العلاقة كما كانت أيام اوباما، وهذا المعطى كفيل بترك انعكاسات جذرية على المشاكل الاقليمية كافة، نحن في مرحلة انتقالية علينا الانتظار قليلا لتبيان السياسة الاميركية الجديدة ولا سيما تجاه ايران كي نتمكن من بعدها استطلاع واستكشاف ما سيكون عليه الموقف في سوريا والعراق واليمن”.

وعن التغيير الديموغرافي الحاصل على الحدود اللبنانية وصولا الى القصير وسواها، اعتبر جعجع “ان أي تغيير ديموغرافي يحتاج لعشرات من السنين اذ لا يكفي ان تنقل مجموعة من الناس من مكان لآخر ليصبح هذا أمرا واقعا، فأهالي مضايا مثلا ما زالوا موجودين وسوف يعودون لاسترداد منازلهم وسيطردون من يسكن فيها، وبالتالي في هذا الوقت القصير لا أعتقد أن المعطى الديموغرافي سيصبح أمرا واقعا فعليا”.

وشدد جعجع على أن “اللبنانيين لا يؤيدون استقرار النازحين السوريين في لبنان على الإطلاق ولكن في نفس الوقت لسنا مع إعادة أي نازح إلا نحو منطقة آمنة، وهذه معضلة كبيرة يجب دراستها ومعالجتها”.

وردا على سؤال، رأى جعجع ان “معركة حلب ليست إلا معركة في خضم حرب كبيرة”، وقال: “ان حرب تغيير النظام والواقع في سوريا انطلقت ولن يتمكن أحد من إيقافها، قد يخسر السوريون معارك ولكن لن يخسروا الحرب أبدا، اللهم إذا ما استمر المواطن السوري بالإيمان بربه وبتوقه للحرية نحو بلد ديموقراطي تعددي يعيش فيه كل الناس بحرياتهم ومعتقداتهم وأديانهم وكراماتهم”، داعيا المواطنين السوريين الى “عدم فقدان الأمل أبدا، لا قبل معركة حلب ولا بعدها، فهذا صراع مستمر بدأ مع بداية التاريخ وكما تحرر كثير من الشعوب بعد طول نضال، سيتحرر الشعب السوري في آخر المطاف بعد نضال طويل”.

إضغط هنا
Previous Story

الحكومة نالت الثقة ب 87 صوتا

Next Story

الأمن العام: توقيف سوري لانتمائه الى تنظيم ارهابي

Latest from Blog

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop