رئيس الجمهورية: قانون انتخابي على اساس النسبية يشكل باباً للاصلاح وتأمين العدالة

الرئيس عون : سنسير بنضالنا حتى الوصول الى تمثيل شعبي صحيح ونوجد نظاما قويا

رادار نيوز – جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التأكيد على ان اقرار قانون انتخابي قائم على اساس النسبية “يشكّل باباً للاصلاح ويؤدي الى تأمين العدالة بين الاكثرية والاقلية”، لافتا الى ان الجدال الكلامي لا يوصل الى نتيجة لأن الازمة السياسية مرفقة بازمة اقتصادية وبالتالي فإنّ التأجيل من شأنه ان يضاعف من حجم الازمة بينما المطلوب هو ايجاد حل فعلي.

واكد الرئيس عون خلال استقباله وفدا من الحزب الشيوعي اللبناني برئاسة امينه العام حنا غريب انه التزم احداث التغيير المنشود، الذي يتوق اليه اللبنانيون، لافتا الى ان ذلك لن يكون بعصا سحرية، لأن المطلوب بدايةً هو وضع الارضية وتجهيز البنية للانطلاق في ما بعد بالسرعة اللازمة.” واضاف: “سنسير بنضالنا حتى الوصول الى تمثيل شعبي صحيح والى حُكمٍ متجرّد من المصالح الشخصية، لنبني الدولة ونوجد نظاما قويا لا يقوى عليه بعد اليوم الافراد بمصالحهم الشخصية فيصبحوا اقوى منه.”

وكان الامين العام غريب هنأ الرئيس عون معتبراً وصوله الى سدة الرئاسة “أعطى أملاً للبنانيين بإمكانية جدية لخروج لبنان من أزمته وفتح باب التغيير الحقيقي والفاعل. ونوّه غريب بمواقف الرئيس عون لاسيما في موضوع قانون الانتخابات النيابية، ثم قدم له رؤية الحزب الشيوعي في الاوضاع والحلول المقترحة التي حملت عنوان” بيان وزاري بديل” مجدداً دعم الحزب للنسبية خارج القيد الطائفي.

تصريح غريب

وتحدث بعد اللقاء الامين العام غريب فقال: “تشرفنا كوفد من المكتب السياسي للحزب بزيارة فخامة الرئيس وتقديم التهنئة باستلامه سدة الرئاسة، وتم طرح بعض القضايا السياسية الملحة، وأوضحنا في البداية موقفنا من الملف السياسي واسباب الازمة المرتبطة بجوهر هذا النظام الطائفي المسبّب للحروب والفتن والذي نعتبره أصل العلّة في البلد.”

أضاف:” إن ما نشهده في هذا المجال ليس إلا من افرازات هذا النظام الطائفي والمذهبي العاجز عن بناء دولة قادرة على حل مشاكل اللبنانيين على المستويات كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي، لا بد من أن ترتبط المعالجات بوضع الاصبع على الجرح، من خلال التخلّص من هذا النظام الطائفي والمذهبي، وإحداث خرق في بنيته. وقدمنا، كحزب شيوعي، رؤيتنا حول ملف الاصلاح السياسي وكيفية بناء الدولة الوطنية، الديموقراطية، المقاومة من خلال ما طرحناه منذ فترة حول البيان الوزاري البديل.”

وأوضح أنه تم “التداول في عدة نقاط، الاولى تتعلق بقانون الانتخابات، حيث شرحنا اسباب تمسكنا بقانون النسبية خارج القيد الطائفي، ولبنان دائرة واحدة، لأن الطائفية والمذهبية هما علةّ العلل، ولا يمكننا تعزيز الطائفية والمذهبية عندما نقوم بعملية الاصلاح. وفي الوقت نفسه طالبنا بالدائرة الواحدة في لبنان كي يصبح التمثيل بحسب الاحجام وعلى اساس المواطنة.”

وقال غريب: ” نحن نريد دولة فاعلة قادرة على معالجة الازمة الاقتصادية الاجتماعية، ومن غير المقبول ان لا تتمكن دولتنا من تقديم خدمات للمواطنين، من مياه وكهرباء وهاتف. فيجب على الدولة أن تسترجع الاملاك العامة وان تقدم بنفسها الخدمات العامة للمواطنين، لأنه تم إفقار اللبنانيين وتهجيرهم، خصوصاً الشباب منهم. وطرحنا ايضاً خلال اللقاء مسألة الكوتا النسائية وحق النساء في التمثيل، إضافة الى ملف قانون الايجارات، حيث طلبنا من فخامته أن يعيد هذا القانون لأنه تهجيري بالنسبة للمستأجرين ويضرب حقوق المالكين الصغار ويصب في مصلحة الشركات العقارية الكبيرة. وشرحنا لفخامته، أن تظاهرة الخامس من شباط،  يوم الاحد الساعة 12، التي ستنطلق من تقاطع النهر- مار مخايل باتجاه ساحة رياض الصلح هي تحت عنوان: ايها اللبنانيون لننتقل من هذه الدولة الفاشلة الى الدولة الوطنية الديموقراطية المقاومة في وجه اسرائيل والارهاب، حيث يكون الجيش اللبناني والقوى الامنية الاساس، والشعب اللبناني أجمع يكون داعماً لهذه الدولة صاحبة القرار المستقل غير التابع للخارج.”

الوزير ميشال فرعون

          سياسياً أيضاً، استقبل الرئيس عون وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون وأجرى معه جولة افق تناولت شؤوناً سياسية مختلفة، ولاسيما منها الاتصالات الجارية للاتفاق على قانون جديد للانتخابات،فضلاً عن الترتيبات المتعلقة بعمل وزارة الدولة لشؤون التخطيط.

حاكم مصرف لبنان

          وتابع الرئيس عون الاوضاع المالية والاقتصادية في البلاد مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي أكد لرئيس الجمهورية ان الاوضاع المالية مستقرة، عارضاً له الواقع المالي مؤكداً أن الامكانات متوافرة لتمويل الاقتصاد.

حزب “الوعد”

كذلك استقبل الرئيس عون وفداً من الحزب الوطني العلماني الديموقراطي (وعد) برئاسة السيد جو حبيقة الذي القى كلمة عبّر فيها عن تأييد الحزب للمواقف التي يتخذها رئيس الجمهورية ولاسيما لجهة موقفه من قانون الانتخابات، معتبراً أن هذه المواقف تؤمّن العدالة والمساواة بين اللبنانيين.

وأكد الرئيس عون لوفد حزب “الوعد” ان المسيرة الاصلاحية بدأت ولن تتوقف لأنها تستجيب لتطلعات الشعب وآماله في التغيير والاصلاح في مختلف المجالات. واشار رئيس الجمهورية الى ان جميع اللبنانيين مدعوون الى المساهمة في هذه الورشة لأن نتائجها ستكون خيراً لهم.

 رئيس المركز الوطني في الشمال

          واستقبل الرئيس عون رئيس المركز الوطني في الشمال السيد كمال الخير الذي اوضح انه بحث مع رئيس الجمهورية في موضوع قانون الانتخابات مقترحًا اعتماد النسبية على اساس الدائرة الواحدة. كذلك تم التطرق الى حاجات منطقة المنية-الضنية لاسيما منها الطرق والكهرباء والمياه وغيرها. واشار الخير الى انه لمس كل دعم وتأييد من الرئيس عون للمطالب الاجتماعية والتنموية لمنطقة المنية-الضنية.

لجنة تجار الاشرفية

اقتصادياً، استقبل الرئيس عون لجنة تجار الاشرفية برئاسة السيد انطوان عيد الذي نقل الى رئيس الجمهورية ارتياح السوق لانتخاب العماد عون رئيساً وعرض لعدد من المطالب التي تهم التجار في مختلف المجالات.

وشكر الرئيس عون رئيس وأعضاء الوفد على تهنئتهم مؤكداً العمل على تحسين الظروف السياسية والامنية في البلاد لأنها تنعكس ايجاباً على الاوضاع الاقتصادية فيها. واشار الرئيس عون الى سلسلة اجراءات سوف تتخذ للمساعدة في تجاوز الظروف التي يعاني منها الاقتصاد اللبناني حالياً بمختلف قطاعاته الانتاجية. وشدد على ان مكافحة الفساد هي جزء لا يتجزأ من الاصلاحات التي يعمل الحكم على تحقيقها.

رئيس المؤسسة العامة للاسكان

          واستقبل الرئيس عون رئيس مجلس الادارة–المدير العام للمؤسسة العامة للاسكان المهندس روني لحود، مع أعضاء مجلس الادارة السادة عبد الله حيدر وسعيد نصر الدين، وباسم عاصي والسيدة ريا طعمه الذين اطلعوه على عمل المؤسسة. وأوضح المهندس لحود ان المؤسسة تلبي في معدل سنوي 5 آلاف طلب اسكان تبلغ قيمتها الف مليار ليرة، وأنه تم منذ انشاء المؤسسة من 16 عاماً وحتى اليوم تلبية 75 الف طلب بقيمة 8500 مليار ليرة.

          واشار لحود الى ان الوضع المالي للمؤسسة تحسن وأن مشروع ملاكها الجديد انجز على امل اقراره قريباً. وقال إن المؤسسة دخلت مرحلة المكننة ومن جديدها اعطاء قروض لسكان البلدات الريفية والنائية لتشجيعهم على البقاء فيها، وإفادة المغتربين من القروض ضمن معايير محددة.

وأكد المهندس لحود أن الطلبات التي ترد الى المؤسسة يتم انجازها خلال مهلة اقصاها 10 ايام من دون اي وسيط.

          ونوّه الرئيس عون بعمل المؤسسة مركزاً على أهمية المساعدة في التخفيف من الاعباء على المواطنين وذلك عبر تسهيل حصولهم على قروض لتأمين المساكن لهم. وأكد أن تطوير عمل المؤسسات والادارات العامة سيشهد نقلة نوعية بعد اقرار الحكومة الالكترونية التي يتم حالياً وضع النصوص والتنظيمات المناسبة لها.