رادار نيوز – ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس أحد مدخل الصوم الكبير في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المشرف على رابطة كاريتاس – لبنان من قبل مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك المطران ميشال عون، المطران عاد ابي كرم، أمين سر البطريرك الأب بول مطر، رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب بول كرم في حضور سفير لبنان في الاونيسكو الدكتور خليل كرم، قائمقام المتن مارلين حداد، عائلة كاريتاس، عائلة المرحوم طانيوس سمعان بو مرعب حرب، وفد من أهالي بلدة حملايا، رئيس تجمع الشباب اللبناني فايز حمدان، عائلة المرحوم رياض انطون شديد، القنصل ايلي نصار، رئيس الرابطة المارونية في بلجيكا المهندس مارون كرم، الشيخ سعد فوزي حماده على رأس وفد، المحامية ريجينا قنطرة، باتريك الفخري وحشد من المؤمنين.
وخلال القداس، أطلقت كاريتاس حملة المشاركة السنوية التي تتزامن مع زمن الصوم تحت شعار “لأنو في بواب ما عم تندق”.
ثم كلمة للاب كرم قال فيها: “يأتي شعار في رابطة كاريتاس لبنان في حملة المشاركة لصوم 2017، منسجما مع دعوة قداسة البابا فرنسيس في رسالته للصوم بعنوان “الكلمة هي عطية،الآخر هو عطية”. هذا الآخر هو كل إنسان بحاجة إلى بسمتنا وعطفنا ودعمنا ومحبتنا كي لا يبقى من محتاج. فيقول قداسته متطرقا إلى مثل الرجل الغني ولعازار الفقير (لوقا 16/19-31): “إن الفقير عند باب الغني ليس حملا مزعجا، إنما دعوة إلى الإرتداد وتغيير الحياة. إن الدعوة الأولى التي يوجهها هذا المثل إلينا هي الدعوة لنفتح باب قلبنا للآخر، لأن كل شخص هو عطية، أكان قريبنا أم الفقير المجهول؛ والصوم هو الزمن الملائم لنفتح الباب لكل محتاج ونرى فيه أو فيها وجه المسيح. كل منا يلتقي بهم في مسيرته الشخصية. كل حياة نلتقي بها هي عطية، وتستحق الإستقبال والإحترام والمحبة”.
أضاف: “مع مسيرة الصلاة والصوم والصدقة غدا، نقدم إليكم مطويتين: الأولى عن “تحديات ال40 يوم مشاركة” التي تحضنا على التضامن الروحي والمعنوي والمادي من أجل صنع الخير؛ والثانية عن شعارنا الذي يجسد مسيرة ال45 سنة من خدمات كاريتاس مستمرين بذلك قرع الأبواب التي لم يقرعها أحد لندخل ونضع يدنا بيد كل محتاج دون تعب أو كلل. ندعو جميع الخيرين إلى ملاقاتنا في فتح العديد من الأبواب المغلقة، فنرى وجه إخوتنا ونشعل قلوبنا بالمحبة التي تنقص في مجتمعنا.معا نستطيع أن نستمر برسالة العطاء التي تقوم بها كاريتاس منذ أكثر من ربع قرن”.
وتابع: “إن حملةالمشاركة والتضامن السنوية لكاريتاس لبنان التي تبدأ مع زمن الصوم المبارك في 26 شباط وتستمر لغاية 23 نيسان 2017، تصب في خانة العمل الإنساني والمجاني وتترجم بالعطاء والخدمة بغية تجسيد لغة المحبة ولمس قلوب القريبين والبعيدين، من محتاجين أو مسنين أو مرضى أو متألمين أو متروكين أو مهمشين. لذا ندعوكم مع ندائي قداسته وصاحب الغبطة والنيافة ماربشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى، رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان لا سيما في رسالته لصومنا، إلى الإلتفات نحو الآخرين، لأننا وبعد مضي 45 سنة من العطاء المجاني، نواصل زرع المحبة ونشر السلام وتفعيل الخدمة بتفان. نرجو أن يتحسس ويتشجع أساقفتنا وإخوتناالكهنة والمؤمنون في الأبرشيات والرعايا والطلاب في الجامعات والمدارس، فيتضامنوا مع إخوتهم بالإنسانية خلال فترة الصوم ليقوموا بواجبهم الضميري تجاههم، مجسدين أفعال المحبة مع الآخر عبر فتح قلوبهم أولا ثم التبرع وتأمين المساعدة لمن يحتاجها ثانيا. فكاريتاس هي جسر عبور بين الميسور والأكثر عوزا. فبإيمان كبير نتوجه إليكم، آملين إحداث فرق مميز ينتظره الكثيرون من “إخوتنا هؤلاء الصغار”، كي تنمو ثقافة اللقاء في الأسرة البشرية الواحدة فنفتح أبوابنا للضعيف وللفقير، ونتمكن من أن نحيا ونشهد بالكامل لفرح الفصح”.
أضاف: “نشكر وسائل الإعلام على النقل المباشر لهذا القداس، مقدرين سلفا اللفتة التضامنيةالتي سيقومون بها خاصة لجهة عرض الفيلم الوثائقي الترويجي لحملة المشاركة. ونشكر شبيبة كاريتاس المتطوعين والغيارى على حماسهم وخلقهم ذهنية جديدة للعطاء، آملين تخطي حرج الأيام التي نعيشها، خاصة في مجتمعنا اللبناني. كما وأشكر فريق العمل وأعضاء المكتب والمجلس وكل المتطوعين والقدامى، راجيا الدعم اللازم والتعاون البناء لنعزز روح التضامن وذهنية العطاء والعمل التطوعي في وطننا، فتبقى رسالة كاريتاس، مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية في لبنان الرسمية والوحيدة للعمل الإجتماعي فاعلة ورائدة في الحقل الإنساني، خاصة مع خطتها الإستراتيجية الجديدة التي عرضناها لغبطتكم منذ أيام”.
وفي الختام، نتوجه من غبطتكم ومع السادة الأساقفة والكهنة وهذا الجمع الحاضر، “بأحر التهاني القلبية في ذكرى عيد مولدكم الـ77 الذي إحتفلتم به البارحة”.
العظة
بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان :”حول يسوع الماء إلى خمر فائق الجودة”
(راجع يو2: 9-10)، وقال فيها:”تفتتح الكنيسة مع هذا الأحد زمن الصوم الكبير، وهو الرحلة الفردية والجماعية بالصلاة والصوم والصدقة نحو العبور الفصحي مع موت المسيح وقيامته لفدائنا وتقديسنا. فنموت عن “الإنسان القديم”، إنسان الخطيئة، ونقوم “بالإنسان الجديد”، إنسان النعمة، بحسب تعبير القديس بولس الرسول (راجع أفسس4: 22-24). وللمناسبة تقرأ الكنيسة إنجيل آية تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة، كآية أولى أظهر فيها يسوع ألوهيته من جهة، وقدرته على تحويل الإنسان من الداخل من جهة أخرى، بحيث يستعيد ويحتفظ ببهاء صورة الله فيه”.
أضاف: “يسعدنا ان نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية. فنرحب بكم جميعا وبخاصة برابطة كاريتاس-لبنان، وبالآنسة مرلين حداد قائمقام المتن مع وفد من أهلنا في حملايا العزيزة، وعلى رأسهم رئيس البلدية والمجلس والمختار . كما نرحب بعائلة المرحوم طانيوس سمعان بو مرعب حرب من تنورين الذي ودعناه منذ أسبوع، وبعائلة المرحوم رياض انطون شديد من بشعله، وقد ودعناه منذ أسبوع أيضا. نصلي لراحة نفسيهما وعزاء الأهل والأنسباء جميعا”.
وتابع: “لقد وجهنا رسالة راعوية لزمن الصوم ككل سنة، توزع عليكم بعد القداس وفي الرعايا والأديار والمؤسسات. فكشفنا في قسمها الأول عن مفهوم الصوم وغايته وثماره، وأعطينا في قسمها الثاني توجيهات راعوية لحفظ شريعتي الصوم والقطاعة. وتقودنا في هذه المسيرة الروحية كلمة القديس أغسطينوس: “اتريد أن تصعد صلاتك إلى السماء؟ فامنحْها جناحين: الصوم والصدقة”.
وقال: “إن رابطة كاريتاس – لبنان، المنبثقة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وهي جهاز الكنيسة الرسمي لخدمة المحبة على كل من المستوى الإنساني والاجتماعي والإنمائي، تبدأ اليوم وطيلة زمن الصوم الكبير حملة التبرعات، وهي التصدق الذي تفرضه شريعة زمن الصوم الكبير. فيتطوع العديد من الشبان والشابات مشكورين للقيام بهذه الحملة في الرعايا والمدارس والجامعات والمؤسسات وعلى الطرقات العامة. فنطلب من إخواننا السادة المطارنة الإيعاز إلى كهنة الرعايا أن يسهلوا مهمة المندوبين، ويحثوا المؤمنين على التصدق حبا بالمسيح. كما نطلب من رؤساء المدارس والجامعات العمل على توعية الطلاب على روح المشاركة والعطاء، وتنظيم جمع تبرعاتهم بالتنسيق مع شباب كاريتاس ومندوبيها”.
أضاف: “تتخذ حملة كاريتاس موضوع: “لأنو في بواب ما عم تندق”. وقد استمدته من رسالة البابا فرنسيس لهذه السنة بعنوان: “الكلمة هي عطية، الآخر هو عطية” وقد توسع بها انطلاقا من مثل الغني ولعازر في إنجيل لوقا (لو16: 19-31)، للوصول إلى وجوب فتح قلوبنا للآخر الذي هو محتاج، سواء ماديا أم روحيا أم ثقافيا أم معنويا. ويذكرنا قداسة البابا أن فتح قلوبنا بالتصدق ومساعدة المحتاجين من ذات أيدينا، إنما يأتي نتيجة توبة داخلية عميقة نحققها في زمن الصوم. فإنه يختم رسالته بالدعوة التالية:
“أشجع جميع المؤمنين كي يعبروا عن هذا التجدد الروحي من خلال مشاركتهم في حملات الصوم الكبير التي تعززها منظمات كنسية عديدة في مختلف أنحاء العالم، كي تنمو ثقافة اللقاء في الأسرة البشرية الواحدة: فلنصل من أجل بعضنا البعض لكي نعرف كيف نفتح أبوابنا للضعيف وللفقير”.
وتابع: “إننا نحيي شاكرين رابطة كاريتاس لبنان بشخص سيادة أخينا المطران ميشال عون، مطران جبيل، المشرف عليها من قبلنا كرئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، ورئيس كاريتاس الخوري بول كرم وأعضاء مكتبها ومجلسها والعاملين في فروعها وأقاليمها.
بفضل مساعداتكم وبفضل المحسنين من الداخل ومن الخارج، تتمكن رابطة كاريتاس من تحقيق خدمات المحبة باسم الكنيسة ومحبة المسيح. تتوزع هذه الخدمات على ستة قطاعات كبيرة:
الصحة في مراكز وبواسطة عيادات جوالة تطبق الطب العلاجي والوقائي على مختلف الأراضي اللبنانية.
الخدمات الاجتماعية وفيها برنامج العمر الثالث، والمساعدة في الحالات الطارئة، ومائدة الصداقة وهبات عينية ودار للمسنين.
التعليم حيث تتوفر المساعدات لتأمين التعليم للجميع، مع رعاية الأشخاص وذوي الاحتياجات الخاصة في أربعة مراكز متخصصة.
شبيبة كاريتاس تضم 700 متطوع من شبان وشابات يقومون بعدد كبير من النشاطات الثقافية والرياضية والبيئية والترفيهية لمسنين ومرضى وأطفال ومساجين وسواهم.
التنمية وفيها برنامج قروض لاستثمارات صغيرة، ومعمل للتصنيع الغذائي يؤمن فرص عمل وتصريف منتوجات زراعية، بالإضافة إلى تعاونية ريفية لتسويق الإنتاج الأهلي.
العمال الأجانب واللاجئين، تؤمن لهم مساعدات اجتماعية وصحية ونفسية وقانونية.
إننا ندرك جسامة عمل المحبة الذي تقوم به كاريتاس كجهاز الكنيسة الاجتماعي في لبنان. وندرك ايضا أهمية مساعدتنا لها ودعمها ماديا وروحيا ومعنويا، لكي تتمكن من تلبية رسالتها الواسعة الأرجاء. نسأل الله أن يباركها ويبارك جميع العاملين فيها بفيض من نعمه وخيراته”.
وقال: “بدأ الرب يسوع رسالته الخلاصية بحضور عرس في قانا الجليل، فأعاد إلى الزواج كرامته وقدسيته، ورفعه إلى رتبة سر، يتم فيه حضور الله في حياة الزوجين والعائلة. فالله بفعل الروح القدس يسكب حبه في قلب الزوجين فيقدس حبهما البشري، ويشركهما بحبه، فينقلون الحياة البشرية، مكملين عمل الخلق. في هذا السر، يمنح المسيح، بعمل الثالوث القدوس، نعمة تقدس حياة الزوجين والعائلة، وتعضد الجميع في الضعف، وتهدي في الضياع، وتعزي في الحزن، وتثبت في الرجاء، وتنفي اليأس، وتنتزع الخوف”.
وتابع: “عندما رفع الرب يسوع الزواج من حالة طبيعية أوجدها الخالق إلى رتبة سر مقدس بعمل الفداء، أصبح عقد الزواج عهدا بين الزوجين من جهة، وبينهما مع الله والكنيسة من جهة ثانية. وقد وضع الله في الكتب المقدسة شرائع للزواج، نظمتها الكنيسة في قوانينها التي توجب على المسيحيين أن يعقدوا زواجهم وفقا للصيغة التي تضعها، من أجل أن يكون هذا الزواج سرا مقدسا. فلا يستطيع المسيحي المؤمن أن يعقد زواجه مدنيا من دون أن يرتكب خطيئة جسيمة ضد الله الذي جعل الزواج المسيحي سرا مقدسا لا عقدا اجتماعيا مدنيا صرفا، كما يخطأ ضد قدسية هذا السر. وإذا اضطر أن يعقد زواجه مدنيا لسبب أو لآخر، عليه أن يصححه بعقده كنسيا لكي يعيش في سلام مع الله والذات، ويتجنب البقاء في حالة الخطيئة الدائمة التي تفصله عن حياة الكنيسة وتحرمه من نعمة الأسرار المقدسة”.
أضاف: “لقد علمنا الرب يسوع، بحضوره في عرس قانا وبآية تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة، أن يواصل كل واحد وواحدة منا العمل المزدوج الذي أتمه: فنسبب الفرح والسعادة حيثما نتواجد، ونحول كل شيء إلى وجه جميل ومليء بالجودة، قدر الممكن. فإن الرب “ترك لنا قدوة لنعمل كما عمل هو” (راجع يو12: 15).
وتابع: “أود، في ضوء هذا المفهوم، أن أوجه نداء إلى الجماعة السياسية، طالبا من المسؤولين عندنا أن يسببوا الفرح للشعب بنشاطهم التشريعي والإجرائي والإداري والقضائي، ويخرجوه من قلقه وقهره وحاجاته وظلمه. ونطلب منهم أن يكون أداؤهم وافر الجودة. لا يجوز أن يستمر الشعب في مظاهرات وإضرابات مضرة للجميع لكي يطالب بحقوقه، فيما الواجب الوطني يوجب على المسؤولين تأمينها.
فينبغي الخروج من القباحة. فإهمال الواجب وصم الآذان عن سماع صراخ الشعب قباحة.الفساد والرشوة وسرقة المال العام وهدره والتهريب والرشوات قباحة. عدم ضبط المال العام وإعادته إلى خزينة الدولة وبالمقابل تحميل الشعب المزيد من الضرائب والرسوم من أجل وضع الموازنة وإصدار سلسلة الرتب والرواتب قباحة أيضا. وقباحة كذلك عدم إصدار قانون الإنتخابات بعد اثنتي عشرة سنة من الدرس والتمحيص وأخذ القياسات الشخصية والفئوية. قهر الناس في الإدارات العامة وهدر أوقاتهم وتوتير أعصابهم مثل معاينة الميكانيك على سبيل المثال قباحة. يقول أحد الكتاب المعروفين: “وحده الجمال يخلص العالم”، وبالطبع جمال الأعمال والاداء والمبادرات، جمال الأخلاق والقيم، جمال العدالة والمحبة التجرد والتفاني والسلام”.
وختم الراعي: “زمن الصوم، بما يتضمن من أصوام وصلوات وأعمال محبة ورحمة، هو الزمن المقبول لاستعادة جمال صورة الله فينا. فكما الطبيعة، بالتلازم مع زمن الصوم، تعيش ربيعا تلبس فيه ثوبها الجديد، كذلك نحن نرجو أن نلبس، بالنعمة الإلهية وبكلام الله، جمال “الإنسان الجديد” (أف4: 24)، فنرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.
استقبالات
بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية. كما التقى رئيس واعضاء المجلس البلدي والمخاتير وأهالي بلدة حملايا الذين قدموا له درعا تكريمية.
وتسلم من الكاتب جوزف الخوري طوق نسخة عن كتابه الجديد بعنوان “مار بشارة بطرس الراعي بطريرك الشركة والمحبة”.