بئس الظروف مع شخصية كانت هناك وقعت في حضن الصحافة والإعلام…

الأحد, 30 أبريل 2017, 22:40

رادار نيوز – لا أدري إن كان ما أريد طرحه سيجد قبولاً أم لا، ولكنني أنظر من الزوايا المختلفة، وأجد متعة في اكتشاف الفوارق في الإفهام، كما أن ذلك يمنحني قدرة أكبر على فهم تصرفات الآخرين.

أسعدنا رعاية وحضور وكلام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في مؤتمر الاتجاهات الحالية والمستقبلية للنظام المصرفي في المنطقة، في فندق الفور سيزينز – بيروت يوم الجمعة الواقع في 28 نيسان 2017.

وبعد، شاهدنا شخصية انسان رفيع المستوى ومن أصحاب القرار في مصرف لبنان، معاكس كلياً لشخصية الحاكم، فقد اعتلى منبر هذه المناسبة، مرحباً بعبارة مهترئة في العرض والطرح (كيف الجماعة)، فاعتبرنا وبحسب تفكيره، أنه يعتمد هذه العبارة كاداة من أدوات القيادة المتميزة، لتلزم الحضور بالإنصات والإستماع والإنجذاب لها.

وبعد أن عرض ما عنده لفترة قصيرة، التفت الى احدى الحاضرات في اثناء تكلمها مع زميلها بشكل خافت، حتى وجه لها عبارات، فاجأت الحضور، ما جعلتها تخجل من دون أي تعليق.

وهنا الخطأ الذي وقع فيه حضرة المسؤول الرفيع المستوى،  في حفر الخنادق وتسييج ما بيننا بالأسلاك الشائكة، فأعادني للذاكرة في مطالعتي لبعض الكتب، أن أكثرية المفكرين قد صبّوا اهتمامهم على الانسان، دماغاً وعقلاً ووعياً وأخلاقاً، وهذه الأخيرة تبين أنها الأساس لما سبقها، فلا احترام للعقل ولا قيمة للوعي إذا لم تصاحبهما الأخلاق.

 فرأيت في افتعاله هذه الحركة، أنه يعيش شخصيتين في آن واحد، واحدة حقيقية والثانية وهمية. وبدأت مقالتي هذه مع تحديد كلماتها ومعانيها، وانطلاقاً من هذا التحديد، قلبت خلاصة حددها شكسبير حين قال: “كن صادقاً مع نفسك تكن صادقاً مع الناس” الى “اذا لم تكن صادقاً مع نفسك فلا يمكن ان تكون صادقاً مع الناس” وجوهر هذا الكلام انه لا ينسجم مع الممثل حتى لو أعطى كل التبريرات، فإنه يبقى من شريحة الممثلين.

إذا لم تستح فإفعل ما تشاء

وفي انتقاده الصحافة ومحللي الصحف والاعلام، وعدم قراءته للجرائد والصحف لأنهم يحللون على ذوقهم كما وصف،  فهو مخطىء ان اعتقد أنه بالإمكان تجاهل ما سمعناه عن لسانه، أن يمر علينا مرور الكرام، في تلك المناسبة.

كيف يريدنا أن نتجاهل حديثه، وهو لم يكن خفيفاً ولا قريباً، بل متسلّطاً وطاغوتاً، في حضوره وسلوكه…

لا نلومه، لأن من لا يخجل من نفسه ومن محيطه يرتكب المعاصي من دون أن يرف له جفن، ولكن هل هذه الميزة تدوم؟ فقد كانت دوافع تصرفاته جلية للحضور ولكنها  مبهمة بالنسبة له، اظهر ذلك الجانب المظلم الذي هو لا يراه، بينما يدركه من هم حوله من الناس.

كما وسنعلمه لحضرة المسؤول الرفيع المستوى معنى كلمة إعلام التي تعني أساس الإخبار وقديم المعلومات، ويتضح إن عملية الإخبار هي رسالة إعلامية تنقل في إتجاه واحد من مرسل الى مستقبل، ويعني نقل معلومات والأخبار في نفس الوقت وكل ما يمكن تلقيه أو اختزانه من أجل استرجاعه، وبذلك ان الاعلام  يعني تقديم الأفكار والتوجهات والمعلومات.

ان مفهوم الإعلام هو التعريف بقضايا العصر ومشاكله وكيفية معالجة هذه القضايا في ضؤ النظريات والمبادىء التي اعتمدت لدى كل نظام أو دولة من خلال وسائل الاعلام المتاحة وبالأساليب المشروعة، كما يعني مصطلح تقديم الاخبار والمعلومات الدقيقة للناس، والحقائق التي تساعدهم على إدراك ما يجري حولهم وتكوين آراء صائبة في كل ما يهمهم من أمور.

فهنا نرى كيف أن الاعلام يساهم بإرتفاع درجات الوعي المجتمعي في عملية التغيير الاجتماعي. ويلعب دور كبير المرئي والمسموع والمكتوب في التأثير على الرأي العام وتشكيل توجهاته واتجاهاته.

نصيحة قبل الأخيرة، على الإنسان أن يحافظ على مكانته حين يكون في الأعلى لأن أصعب مافي القمة أن يعرف كيف يصمد عليها، وحتى العودة عن القمة تحتاج الى اصول لئلا يتدهور المرء ويكون سقوطه عظيماً الى الحضيض.

ختاماً، أريد أن الفت نظره بالقول: ان من تعود على الطبقات السفلى كيف له أن يبلغ المرتفعات ويصل الى القمم، عند أهل الصحافة والاعلام.

وللبقية تتمة…

اترك تعليقاً

إضغط هنا

Latest from Blog

أم عبدالله الشمري تتحدث عن الشهرة والعائلة والتحديات في أولى حلقات “كتير Naturel”

استضاف برنامج “كتير Naturel” في حلقته الأولى، الذي يُعرض عبر تلفزيون عراق المستقبل من إعداد وتقديم الإعلامي حسين إدريس، خبيرة التاروت أم عبدالله الشمري. وتحدثت أم عبدالله بكل صراحة عن مسيرتها، الشهرة،

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop