رادار نيوز – آن الآوان لكي أكتب في كل الإتجاهات، عن الصالح وعن الطالح وعن مجريات الأمور.
آن الآوان، أن أكتب عن وطني الذي يذخر بالمكرمات والتضحيات، بقلب نابض وعقل جديد ونفس مسالمة.
آن الآوان أن أكتب عن مجتمعنا الذي يحلم بتصحيح وإصلاح الأمور، لأمنح كل من حولي بكلماتي وأفكاري مشاعل من نور.
آن الآوان أن أكتب عن الحرية التي ترفض العبودية ومختلف أنواع السيطرة والهيمنة… ففي سبيلها تكافح كل الكائنات لتحقيقها، وفي سبيلها أيضاً ناضل الانسان من أجل قوته ورزقه، كافح بعقله وعلمه وإدراكه، وفي سبيلها قامت الانقلابات وثارت الشعوب الضعيفة.
انها أعز ما تصبو إليه النفس البشرية، وبدونها لا قيمة للحياة وللإنسان. ان مستقبل أي دولة يقوم على الحوار والتفاعل والتواصل بين أفراد الشعب ورأس الهرم، وهذا معناه ضرورة السعي وايجاد حوار بنّاء بين الشركاء في الوطن وعلى مختلف مستويات الشعب في اختلاف ميولهم ومذاهبهم والوانهم.
ما أعظم الحرية حين تكون اداة من ادوات الديمقراطية والتغيير، ما أعظمها تصنع التقدم وتعيد انتاج الحياة السياسية، وتحريكها وتصحيح مسارها ومسيرتها، وتصون البلاد من الاحباط والركود.
ما أعظم الحرية حين نعتمدها، لتقرير المصير ولتعزيز السلام الدائم، التي تستظل بها أجيال المستقبل، بعيداً عن الأنانية والأحادية في القرار. ولأننا نكره التنازلات، دعونا نحلم ودعوا أهدافنا تصيب.
الكل له مطالب… والكل مُطالب… لذلك نحن في حاجة الى ثقافة اجتماعية تعيد النظر بالمسلمات والانماط السياسية السائدة، كفى مفاوضات على ربط المصير،
فلننتصر على الذات، ولنتعلم العمل الجماعي، ولننخرط جميعاً في بناء الوطن، لأن التعاون من أقوى الدعامات التي يقوم عليها المجتمع العادل، ولتكن ثوراتنا اجتماعية عادلة، للحفاظ على عدم هجرة الأدمغة والمفكرين.
الحرية هي ثمرة لتقدم ونضج التاريخ البشري وحصيلة لتجارب وخبرات مجتمعية وقيم حضارية للأوطان، فلا تتحقق الا من خلال تطبيق الأنظمة والقوانين، ويتوقف الفساد بالمساءلة والحساب.
نتمنى على الدولة أن تكون قيّمة في تكوين واقعنا، بالقول والفعل، ان تكون ناشطة وقادرة على اخراجنا من المصائب والمصاعب الاقتصادية، والخلافات السياسية التي نعيش فيها الفوضى، لقلب المعايير، فتصبح المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة، وان تسعى لتحقيق ما نرجوه من حياة كريمة…