رادار نيوز – دائماً هناك أزمةٌ سياسيةٌ تبلغُ فوهةَ البركان، ودائماً هناك مخاطرٌ مالية تبلغ حافةَ الوديان، ودائماً هناك حدودٌ للفلتان!
لاشيءَ جديد، انها المعادلة التي يمكن توصيفَ كلِّ حكومةٍ يعملون على تشكيلِها في لبنان.
دائماً هناك اشتباكٌ أو خلافٌ سياسي، حتى يبلغَ مرحلةَ الإنقسام ويلغي الدولة…
دائماً هناك تعطيلٌ لمجلسِ الوزراء وخطفِ للبلد…
دائماً هناك مخاطرٌ إقتصادية ومالية…
دائماً هناك جرعاتُ مهدئة وتطميناتٌ كافية لتخدير اللبنانيين.
عجباً لهؤلاءِ البشر ما بالُهم لا يعتبرون ولا يستيقظون قبل العطب، ولا يتّعظون ولا يعقلون ما هم به يتخبطون، ولا يدرون ماذا يفعلون.
نسوا خالقَهم وأصبحوا لأنفسِهم يعبدون. يتجبرون ويتكبرون… عاصفةٌ تأخذهم وكارثةٌ تحلُّ بهم وتلفظُهم، والأرضُ تميل وترجُّ تحت أقدامِهم، فتراهم في مستنقعِ أوحالٍ أنفسَهم يُغرِقون، وفي مساوىءِ نواياهم يتعثّرون، وهم ساهون لاهون كالأنعامِ في المراعي يأكلون ويشربون ثم يكفرون، فليروا بعضَ ما يستحقون…
يزجرها الراعي فترفع رؤوسَها قليلاً ثم تعود كما كانت، لا يشغلُها سوى إشباعِ غرائزِها وشهواتِها وملءِ الآفاقِ بفسادِها وملوثاتِها؛
إنها الحضارةُ القاتلة التي صنعها إنسانُ هذا العصر، فأودَت به إلى أقصى هاويةِ الإنتحارِ الذاتي والخاسر، إلا الذين آمنوا وأنعموا على أنفسهم بالتزام التمسك بالسلوك القويم والصراط المستقيم وتواصوا بالحق والصبرِ، وتحرّروا من أسرِ الزمان وعرفوا تقلباتِه ومنعطفاتِه الأخطرَ في تاريخ البشرية.
في أكثريةِ المراحل، يبقى لبنان قائماً على عوارضٍ تقود إلى مضاعفاتٍ عديدة متفاوتةِ الحدّة، منها السخونةِ السياسية، والحرارةِ التي ترتفع وتنخفض ببطء وتؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان الوعي، أو إلى حدوث نوباتِ ألمٍ تصيبُه.
برأيكم هل ما زالت الفرصةُ متاحةً قبل فواتِ الآوان وصريرِ الأسنان؟
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.