جمال الروح هو الشيء الوحيد الذي يستطيع الاعمى أن يراه.
من أهم مخلوقات الله هي الروح، شرفها وكرمها غاية التشريف والتكري، فنسبها لذاته العلية في كتابه الكريم بقوله تعالى: (ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليلا ).
إختص علمها بالله ولا نعلم عنها إلا بما أخبرنا به. قوة مغناطسية تحرك أحاسيسنا الجسدية، والعاطفية، هي تلك الحواس الخمس، وتلك العاطفة التي تتحكم بالشوق، البعد والكره..
في احرفها الفتح، الضم، الفرج في الشدة والقوة على كل شيئ،
وفي مضمونها وجودنا.
“الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها أئتلف وما تنافر منها أختلف ”
قول للرسول (ص).
تتآلف الارواح فيما بينها فتوجد السعادة من مبدأ انسجام الظاهر والباطن فنرى أننا نتواصل مع من يشبهنا بالصفوة وصدق الشعور الذي يحكيه الفؤاد، بأنامل السمو، وألوان النقاء، هي جوهر الانسان مع نفسه وحقيقة مراده في المقابل فيستوي مفهوم (الأنا) و (الأنت) لتتكامل فيها مفاهيم التضحية، الايثار، الأحلام والامال، فتتمازج الآلام والأحزان، وتتلائم الجروح في انعقاد الروح بالروح.
من هنا نرى رابط الحب الذي يولد فينا علاقات متعددة منها الصداقة ومنها الزواج.. فإذا رأيت الإنسجام بالجوهر رأيت جمال الروح التي تبحث عنها، والتي لا تستطيع أن تبصرها بالعين، لأنها إحساس وليست مادة.
الأصل في جمال الروح البعد عن المعاصي والتقرب إلى الله بصدق محبته، فالأرواح المشرقة بالرضى تنعكس على الأرواح المماثلة لها.
الروح الطيبة لا يملكها الا الشخص الطيب، والسيرة الطيبة هي أجمل ما يتركه الإنسان في قلوب الآخرين.
من يقتل الروح لا تدري به البشر، إذا لم تستطع أسعاد أحد لا تكن السبب في قتله.