الوطن السليم… في التفكير السليم – ميشال جبور

السبت, 14 مارس 2020, 18:13

رادار نيوز – ميشال جبور

الملفت للنظر هو أنه قد كثرت في اليومين الأخيرين الإطلالات السياسية للكلام في أمور صحية تداهم الوطن، غير أن ما قيل وما يقال سياسياً بلفحة طبية لا أكثر ولا أقل ولا نضعه إلا في خانة رفع العتب، لأن المجتمع والمواطن ينتظر من المسؤول الفعلي أكثر من تنظيرات وادعاءات وتفسيرات وتحليلات عن الكورونا، وكأن الجميع أصبح عالماً بعلم الجراثيم والميكروبات والكل انتقل من السياسة إلى الطب فأصبحوا مرشدين طبيين وتوعويين، حتى أن بعضهم بدأ مساراً جديداً وأخذ منعطفاً جديداً في سعيه للدعاية الإعلامية وظهّر نفسه كباحث في علم الكورونا… هذا عيب… هذا استخفاف بالأزمة الداهمة… هذه جريمة صحية بحق الناس الذين يجب أن يستمعوا فقط إلى إرشادات وزارة الصحة والأطباء المخولين الحديث عن كيفية الوقاية والتصدي لفيروس كورونا.

أما السؤال الذي يسأل، أيعقل، أن البعض من السياسيين يحاول لعب دور الجار الذي يعرض الدواء الشافي لجاره من دون استشارة طبيب أو تشخيصه للحالة الصحية… وهذا عار…

لكن الملفت للنظر أكثر، في صحة الموقف السليم، لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في القرار الصائب الذي اتخذه اليوم، بالوقوف وراء الدولة الممثلة بوزارة الصحة ورفدها بكل الدعم والإمكانات المتوفرة لدى تياره.

الموقف السليم هو بالوقوف وراء الدولة وتجيير كل امكاناته لخدمة الناس والمجتمع عبر الدولة، وبذلك يكون قد حوّل كل كادره وتياره ومناصريه إلى خدمة الناس عبر الدولة أي أن اليوم وبصريح العبارة، أطلق جبران باسيل وزارة كبيرة من تياره لدعم الدولة ومساعدة الناس على تخطي هذه الأزمة الصحية التي لم يعرفها لبنان ولم يشهدها منذ أكثر من مئة عام.

مجرد قوله بأنه سيسّخر كل قدراته تياره لإيصال الحاجات للناس ومنهم المسنين وذوي المناعة الضعيفة، ومجرد القول بأنه سيعمل من خلال تياره لمساعدة الدولة على الإستحصال على بعض أجهزة التنفس من أجل دعم من هو بحاجة ويلتزم الحجر المنزلي هو أمر يكبر القلب فيه، ومن يدعم الدولة وزارة الصحة في كل قرارتها ويقف خلف مرجعيتها حتى لو وصل الأمر الى إعلان حال الطوارئ وتطبيق الحجر العام إنما هو أمر تُرفع له القبعة ونحن على يقين بأنه قادر على إقران أقواله بأفعاله لأن الموقف وطني بامتياز والكل سيكون بمثابة الجندي المستبسل الذي سيقف وراء القرار السليم للعودة إلى الوطن المعافى والسليم.

إضغط هنا
Previous Story

دولة أبوابها مخلّعة… وقوامها سياحة سوداء… ميشال جبور

Next Story

درهم وقاية أو درهم عقل – ميشال جبور

Latest from Blog

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop