خلال الاشهر الماضية، وفي عزّ انشغال العالم بالتمدّد السريع لجائحة كورونا، كان لبنان ينصرف الى تطبيق خطة ناجحة لصدّ هجوم كورونا. لكن دولاً اخرى، من بينها اسرائيل، انصرفت لما هو اكثر. فلقد عمدت مؤسساتها الى وضع الدراسات حول التأثيرات التي ستحدثها جائحة كورونا على الدول العربية المحيطة بها اضافة الى ايران. ولا شك في انّ لبنان شكّل احد ابواب هذه الدراسات. وقد تحدث الصحافي الاميركي الشهير توماس فريدمان عن ذلك، في لقاء نظمته غرفة التجارة الاميركية في القاهرة، حيث قال، إنّ البيت الابيض تسوده فوضى عارمة وتشتت كبير، وبلغ الامر انّ ملف ايران ووجودها في اربع دول عربية بات يهمّ رئيس الوزراء الاسرائيلي اكثر من الرئيس الاميركي، وفق تعبير فريدمان. ولكن لا عجب ان بدا انّ الحزب الديموقراطي باشر في وضع التصور الاولي للفريق الذي سيتولّى حلقات الشرق الاوسط، وفي طليعتها الملف الايراني، بعد الخسائر الكارثية التي تعرّضت لها حملة الرئيس دونالد ترامب خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة.
فالاستطلاعات تشير الى تآكل مستمر في شعبية ترامب، والى تقدّم جو بايدن عليه بفارق اكبر من الفارق الذي كانت سجلته هيلاري كلينتون على ترامب في الوقت نفسه منذ 4 سنوات.
فحتى ملف تراجع العلاقة الاميركية – الاوروبية دخل على الخط أخيراً، لينتزع كثيراً من الاميركيين من اصول اوروبية من خانة المؤيّدين لترامب.
لكن هذا يعني انّه سينبغي علينا الانتظار حتى الشتاء المقبل، مع تصاعد ضغوط ادارة ترامب على ايران. وهو ما يعني توقّع رفع واشنطن مستوى الضغوط الى الحد الاقصى لتقييد الإيرادات المالية لإيران ولخنقها اكثر داخل ايران وخارجها، بغية دفعها الى التفاوض على اتفاقية شاملة، يبدو ترامب في حاجة ماسة اليها الآن.