الهروب الى الماضي – عماد جانبيه

الإثنين, 2 نوفمبر 2020, 2:02

رادار نيوز – مازال اللبناني يعيش في ظل طموحات ومشاريع سياسية مختلفة، ولم يعد أي زعيم يمكنه تجاوز حدود طائفته.

هذا أمر يجب أن يعرفه أصحاب الشأن ويفهموا أنهم يستقطعون البلد وأهله ويحمّلونه ما لا يحتمل من شهواتهم السياسية والنفعية.

حمل اللبناني قضايا وطنية وعربية وإنسانية، ومازال يحمل معها طموحات لها كل المشروعية والمصداقية… أما الفجوة العميقة التي كانت سبباً في إخفاقه، هي بين الفكر والسياسة، بين المشروع وأدوات تحقيقه، بين الخيال والواقع.

قضايا الديمقراطية والعروبة وفلسطين لا يختلف فيها عاقلان في المبدأ، إلا القلة القليلة من أصحاب المصالح الضيّقة.

انقسم اللبنانيون فيها وحولها طوائف وأحزاباً وصار لأعدائها جمهور يجاهر برفضها، وقد صار يتطلّع إليها كمطايا لأهداف فئوية أخرى.

جرّب اللبنانيون سياسة القوة والإستقواء فأفشلوا مشروعهم الوطني وخسروا ارثهم الإنساني التقدمي وذهبوا صاغرين إلى طوائفهم يحتمون بشرعيتها البدائية وينسجون حولها الأساطير والأوهام.

كذب اللبنانيون على أنفسهم لكي يتجرأوا على العيش متجاورين كقبائل طائفية متناحرة.

اخترعوا خرافة العيش المشترك وجعلوا منها قيمة حضارية إنسانية. حولوا خوفهم وقلقهم من حروبهم المستمرة إلى حداء العابر بين القبور الموحشة.

ألا يجب على اللبنانيين أن يجدوا حلولاً واقعية لمواجهة المستقبل… لا أن يهربوا إلى الماضي، إلى ما قبل الكيان والدولة والنظام الديمقراطي.

 

اترك تعليقاً

إضغط هنا

Latest from Blog

أم عبدالله الشمري تتحدث عن الشهرة والعائلة والتحديات في أولى حلقات “كتير Naturel”

استضاف برنامج “كتير Naturel” في حلقته الأولى، الذي يُعرض عبر تلفزيون عراق المستقبل من إعداد وتقديم الإعلامي حسين إدريس، خبيرة التاروت أم عبدالله الشمري. وتحدثت أم عبدالله بكل صراحة عن مسيرتها، الشهرة،

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop