قنديل الحب – ريتا الفغالي

الإنسان صنيعة أنثى، فالكل قد تخلّق في رحم أنثى وتغذى من جسدها ودمها وتربّى في أحضانها وتعلم أولى خطوات الحياة على يدها.
نحن صنيعتها وكل ذرة تشدو بالولاء لها، والشكر لعطائها… ما كنا لنكون لو لم تكن، وما كنا لنحيا لو لم تقتسم معنا حياتها ودمها ونبض قلبها.

دورها في الحياة كبير

أحياناً نعتقد، أنّنا نخوض المعارك وحيدين. وأحيانا نعتقد، أنّنا نتجاوز آلامنا بنفسنا. نسقُطُ مراراً وتكراراً ونحمِلُ أسراراً وفي الأسرارِ أوجاعاً. وهنا نبدأ بالبحث عن الدواء… الدواء الذي يشفينا من كل إيذاء، وفي لمسة يديها نجد الشفاء… وفي نظرة عينيها نشعر بالآمان…
هي رجائنا في أوقات الحزن وهي قوتنا في أوقات الضعف… هي النور الذي يضيء طريقنا وهي فعلاً الصديق وقت الضيق… وهي العدالة والإنصاف في حياتنا…، وهي في فشلنا تؤمن بنا.

هي ينبوع الحنان والطمأنينة والسكينة، ومن دونها لا قيمة للحياة، ففي غمراتها نلتمس النجاة… انها لا تعرف العيوب لذلك أوجدها الرب الإله، لنا كي تكون درعنا عندما تشتدّ الصعوب.
نكتب دائما عن أمور ومشاكل الحياة، والسؤال الذي يسأل، لما لا نكتب عن أساس الحياة؟ لما لا نكتب عنها، عن التي تظلم نفسك كي تنصف أولادها.

تحيّة لكل أم، وتحية لأمي قنديل الحب والحياة. تحية لست الحبايب لمعة الحياة، ولا حياة لنا من دونها.

لن أنتظر عيد الأم كي أحييها وأقدرها، لأنها تستحق التقدير كل يوم، وفي كل يوم عيدها.