سايكس- بيكو، ومشروع كيسنجر… لعنات تلاحقنا من المهد إلى اللّحد – غادة المر

يا وطني…

نحن مثلك لسنا بخير. نحمل حقائبنا الشّمطاء ونتدثّر ثيابنا الرثّة، رداءً، ونغادر.
أيّتها الحياة، نستحقّ في هذا الوطن الجريح، ولو لمرّة، أن نحصل على فرصة للنّجاة.
أن نحصل على ضربة جزاء.
لم نعد نريد تحقيق أحلامنا، نريد فقط إكمال الواقع بأقلّ الخسائر الممكنة.
لعنة أبديّة تلتصق بتاريخ هذا الوطن المنكوب على مرّ العقود والعهود. لعنة موقعه الجغرافيّ وتعدّد الطوائف والأديان، ناهيك عن تعدّد الانتماءات، الثّقافات والعقائد والأحزاب.
يخطئ من يعتقد أنّ ما يجري في العالم وخاصّة في الشّرق الأوسط، لا ينسحب على إعادة رسم حدود دول المنطقة، وسياساتها بين الأطراف المتقاتلة أو المتحالفة فيما بينها، ولا تنسحب على مجرى الأحداث في لبنان.
ثمّة رابط خفيّ يحرّك هذه الأحداث ويرسم الحدود الجديدة لدول المنطقة، ولكبار الأطراف الفاعلة على السّاحتين السياسيَة والعسكريّة ودون شكّ الاقتصاديّة. وأبرز تلك المعطيات:
– جمود الاتفاقيّة السعوديّة- الإيرانيّة
بدأ يتكشّف، تعثّر تنفيذ بنود الاتفاقيّة السعوديّة – الإيرانيّة برعاية الصّين العام المنصرم. وبات واضحاً، الصّراع الشّرس بين الدّول الكبرى، لبسط نفوذها وسيطرتها على منابع الغاز والنفط، والاستحواذ على الصّفقات الاقتصادية والتّجاريّة والعسكريّة، وصولاً إلى فرض وجودها السّياسيّ. ولا يخفى الدّور الصّامت للولايات المتّحدة الأميركيّة في العمل على إفشال هذه الاتفاقيّة.
– حلف Maysa
ميسا، هو الاسم المختصر للتحالف الجديد في الشّرق الاوسط. يشمل هذا الاتفاق الأمن والاقتصاد.
ويضمّ 10 دول كأعضاء:
دول مجلس التعاون الخليجيّ، مصر، الأردن، إسرائيل وبالطبع الولايات المتّحدة الأميركيّة.
– يتعهّد بموجبها كلّ طرف، الالتزام بحفظ أمن كلّ مشترك في الحلف، وعدم التعدُي على أمنه واقتصاده.
– يؤّمن هذا التّحالف، استقراراً اقتصاديّاً قويّاً مربوطاً بالنظام المالي العالمي.
– يحصل الأعضاء على الأسلحة والإمدادات والمساعدات العسكريّة غير المحدودة من أميركا وإسرائيل، ما سيردع الخوف والخطر من إيران.
– قناة السويس ستفتح للبواخر والسّفن التجاريّة. وستكون هناك سكّة حديديّة تبدأ من سلطنة عمان وتنتهي في إسرائيل.
– هذا من الناحية الاقتصاديّةِ، أمّا من الناحيّة الجغرافيّة والحدود:
– فيعمل الأردن على ضمّ الضّفة الغربيّة وتصبح تابعة له، وبدورها، تمنح الفلسطينين الجنسيّة الأردنيّة ولن تسمح بمهاجمة إسرائيل.
– أمّا مصر، فتضمّ اليها سيناء، وعليه تبني وحدات سكنيّة لسكّان غزة غير الراغبين بالعيش في إسرائيل، ويُمنحون الجنسيّة المصريّة.
– أمّا إسرائيل، فتقوم بضمّ قطاع غزّة، ويتمّ تخيير السكّان بين البقاء فيه أو الرحيل، وستمنحهم الجنسيّة الإسرائيليّة. أمّا مدينة القدس فتكون تحت سيطرة إسرائيل، ما عدا الأماكن القديمة المقدّسة: كنيسة القيامة،المسجد الأقصى وحائط المبكى.
– يقوم الـ Neto بحماية الأعضاء وردع أيّ خطر داهم عليها. وردع خطر روسيا والصّين.
– حلف Bricks
تمّ إنشاء حلف بريكس عام 2011, لتعزيز الرّوابط التجاريّة والتعاون الاقتصاديّ، بالإضافة إلى الحوار السياسيّ والتّعاون في القضايا العالميّة.
يضمّ حلف بريكس كلّاً من الصّين، الهند، البرازيل، روسيا وجنوب أفريقيا. ويسعى هذا الحلف لضمّ المزيد من الدّول.
من أهداف هذا الحلف الجديد:
– الوقوف في وجه التفرّد الأميركيّ الذّي يسيطر على التجارة والاقتصاد العالميين.
– العمل على إنشاء صندوق بحجم صندوق النقد الدّوليّ.
– كسر أحاديّة العملة العالميّة المتّبعة في التداول العالميّ، أي الدولار الأميركيّ.
– مواجهة حلف الناتو، الولايات المتّحدة الأميركيّة، والعالم الغربيّ.
– هذا الحلف، يقوم على إرساء تدابير لضمان الاستقرار الماليّ والدوليّ وإصلاح النّظام الماليّ ليصبح أكثر تنوّعاً وتوازناً.
– تسعى دول هذا المحور- الحلف لتدويل عملاتها المحلّيّة.
طريق الحرير الصّينيّ، الانقلابات العسكريّة في أفريقيا، والعولمة ونشوء قوى جديدة، ليست ببعيدة عن هذا الحلف الجديد، ناهيك عن حرب سوريا والنزاعات المتنقّلة بين اليمن، العراق، لبنان، غزّة وإسرائيل. لعلّ ما تشهده سوريا من غارات، تكاد تكون يوميّة لمخازن الأسلحة والصّواريخ المهرّبة من إيران مروراً بالعراق، سوريا، لتصل لبنان، ليد “حزب الله”.
وأخيراً وليس آخراً الحرب الرّوسيّة – الأوكرانيّة، والمفتوحة على كلّ الاحتمالات. والمرشّحة للتصعيد ودخول أطراف ودول في الصّراع الدّامي والشرس هناك.
حروب باردة وحروب ساخنة تشقّ طريق هذا النزاع العالميّ والخفيّ الممزوج بلعنات داميّة وشرسة.
مأساتنا مدى الحياة.