في عالم يمتلئ بالأفكار المكرّرة والألعاب التقليدية، يطلّ علينا المخرج دانيال موسى بابتكار لعبة “Top Stop” المميزة.هذه اللعبة التي ولدت من شغفه الكبير بالألعاب منذ الطفولة، حيث أنها تجمع الاصدقاء والرفاق في جو من الالفة والفرح، وسرعان ما تحوّلت إلى مشروع يجمع بين الترفيه والتثقيف ويضع لبنان على خريطة صناعة الألعاب العالمية.في هذا الحوار، يكشف دانيال موسى عن مسيرته، وتفاصيل ابتكاره، والتحديات التي واجهها، وصولاً إلى المشاركة في أوّل معرض للألعاب في الشرق الأوسط في دبي.- بدايةً، من هو دانيال موسى، وكيف وُلد شغفه بعالم الألعاب؟درست الإخراج وأعمل في هذا المجال. ومنذ صغري كنت شغوفاً بالألعاب، وأعتبر أنّ من يعرف كيف يلعب لعبة محدّدة، يتدرب من خلالها على مواجهة التحديات في اي مجال. ولكي لا تصبح اللعبة مملة، كنت دائماً أبتكر مستويات جديدة وصعوبات إضافية للألعاب التي ألعبها، ومع الوقت تحوّل هذا الشغف إلى مشروع حقيقي.- كيف كانت البداية الفعلية لفكرة لعبة Top Stop؟جاءت البداية بشكل عفوي… في أحد الأيام كنت أعمل في مدرسة، وطلبت الإدارة أن أحلّ مكان أستاذ بسبب غيابه.. أردت أن أشغل التلاميذ بشيء مفيد، فطلبت منهم ورقة وقلماً، واخترعت لهم لعبة يقومون فيها بكتابة كلمات تبدأ بحرف معيّن. أحبّها التلاميذ كثيراً، ومن هنا انطلقت فكرة لعبة Top Stop.- ما الذي يميّز لعبة Top Stop عن غيرها من الألعاب المعروفة مثل “إنسان، حيوان، شيء…”؟إن اللعبة تبدو في البداية شبيهة بلعبة “إنسان، حيوان، شيء”، لكنّها أعمق بكثير وأكثر ديناميكية. فهي تحتوي على 10 مستويات مختلفة “Level Cards”، بالإضافة إلى بطاقات بأّوسي Ba Oossee Cards”” التي تضيف عنصر الحظّ والتحدّي.كما أنّها تعتمد على قاعدة كتابة كلمات تبدأ بحرف معيّن، لكن من دون استعمال أسماء بلدان أو أشخاص أو علامات تجارية، ما يجعلها أكثر صعوبةً وتحدّياً وتُبرز الخلفية الثقافية والمعرفية لكل لاعب.والأجمل أنّها توسّع قاموس الكلمات لدى المشاركين وتثير الضحك بسبب الكلمات الغريبة التي قد تُكتب وهي أحياناً غير متداولة بكثرة. لكن سعي اللاعب الى الربح يدفعه الى اكتشاف كلمات جديدة دائماً.- لمن تناسب هذه اللعبة، وكم عدد اللاعبين الذين يمكنهم المشاركة؟تناسب اللعبة جميع الفئات العمرية، بدءاً من 7 سنوات وما فوق، ويمكن أن تُلعب بين شخصين حتى 20 لاعباً. وقد لاحظت أنّها تلقى إقبالاً كبيراً من الصغار والمراهقين وحتى الكبار والعائلات، لأنّها تجمع بين الترفيه والتفكير.- كيف واجهت صعوبة الإنتاج في ظل الأزمة الاقتصادية والثورة وجائحة كورونا؟خلال فترة جائحة كورونا، صمّمت اللعبة وطوّرتها. وبعد الثورة في لبنان، كان من المستحيل تقريباً التواصل مع المصانع في الخارج. عندها قررت خوض التحدّي وصناعة اللعبة في لبنان. وهذا ما جعلني أكتشف قدرة المصانع اللبنانية على انتاج ذي جودة عالية، الامر الذي مكنني من إنجاز اللعبة Top Stopبمواصفات ومعايير عالمية.- متى أبصرت اللعبة النور لأول مرة؟شاركت في معرض “Made in Lebanon” عام 2024 رغم أنّني واجهت صعوبات كوني لم أكن أملك خبرة سابقة في مجال الاعمال أو تأسيس شركة، وتخطيّتها. لاقت اللعبة بعدها ترحيباً واسعاً ونجاحاً من مختلف الأعمار.- ما الذي يميّز تصميم اللعبة من حيث المواد والشكل؟اللعبة مصنوعة من الـPlexi مع أقلام حبر مرتّبة وأوراق خاصة، لتكون عملية وممتعة وجميلة في آن. والأجمل أنّها تُلعب بالإنجليزية والفرنسية وكل اللغات التي تعتمد الحروف اللاتينية، وفي المستقبل سأعمل على إصدارها بلغات أخرى.- ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟يسرّني أن أعلن أنّني سأشارك مع فريقي في أوّل معرض ومؤتمر للألعاب اللوحية في الشرق الأوسط “Tabletop.me”، الذي سيُقام من 7 إلى 9 تشرين الثاني المقبل في دبي، حيث ستكون Top Stop اللعبة اللبنانية الوحيدة بين أكثر من 50 مشاركاً من دول العالم والعلامات التجارية العالمية، مع توقّع حضور كبير جداً . أنا سعيد جدا بهذه الفرصة لتمثيل لبنان وإظهار قدرته على الابتكار.- ما هي رسالتك للجمهور اللبناني؟أدعو جميع اللبنانيين للمشاركة في هذا الحدث الكبير، وتجربة لعبة Top Stop التي ستُباع بأسعار مدروسة تراعي جودة الانتاج والقدرة الشرائية للراغبين بالحصول عليها .هي لعبة للتعلّم، للضحك، ولتوسيع الخيال، والأهم أنّها صناعة لبنانية نفتخر بها.
