الله، خالق السموات والأرض، واعجز ما خلق، الكائنات والحياة فيها، والام هي ينبوع الحياة.
اي عاطفة انبل من المحبة، واي عطاء اعظم من التضحية، واي جمال اجمل من الزهور؟ عيد الام هو عيد ملاك المحبة، وعيد رمز التضحيات، واشراق فصل الزهور.
الأم، هي عطاء الرب الينا…
جميعنا سنكتب ونكتب عنها، في يوم عيدها، علنا نستطيع ان نوفي بعض افضالها…
لن نسأل كم هي غالية عندنا… حب نكنّه لها بلا تفكير وبلا تنظيم، ولا يعرف لقواعد الكلام شيئاً…
امي، يا اروع ما تنطق به الافواه وتغني بها الاشعار…
يا مصباح الرؤية في حبر الكتابة، يا اطلالة النور ومصدر الوجود، يا امرأةً تغمرنا بالمحبة والحنان، يا طائر الحب والكمال، يا انشودة الربيع والجمال، يا كل شيء. وحده ظلالها اختراق فصول ورائحة الارض، وزهرة العمر والفؤاد.
اتساءل عما كان يحدث… لو ان الله عز وجل… لم يرسل حواء لآدم. ماذا كان سيحدث لو ان امنا حواء ما اغوته لنكون نحن، بناة الحياة، وامتداد اصول… لننشئ الامم.
الأم كانت وما زالت رمزاً للتضحية، للهداية، وطريق النور. راسمة الدروب… الحب والامل… والطمأنينة. هي صانعة الرجال، قادة وأبطال، اهل علم وفكر وقلم، وكل البشر. دونها تسقط المعاني وتموت اللغة، هي البنّاءة في تطوير المجتمع، والكفوءة الواثقة بقدراتها وحسن الاداء، هي منظمة للسلوك اليومي والحياتي. نرصد حركتها، فنراها اماً تصافح المجد.
تقرأ قصص التاريخ، ترويها لأطفالها في الليالي، فتسكّن في خواطرهم حكايات الامجاد والبطولات، لتفتح اذهانهم على عدالة السماء والارض…
في مشاتل الورد، نراها، حيث تستفيق الاحلام مرتدية ابهى الالوان، مرتدية عباءة الحب، المسكون بالخوف على اطفالها، فما ارادت لهم الا رغد العيش وانبلاجات الصباح.
هي امرأة ممزوجة بدمنا وعواطفنا. نهنئها على ما فعلت على ما صنعت، على جعلنا رجالاً. فرجولتنا لا تكتمل الا عندما نستجدي نظرات الرضى من عينيها…
نرى فيها الوطن والسعادة، في ضحكتنا نراها، دائماً امامنا ومعنا، صوتها لا يفارق مسامعنا..
صدقاً هي المعجزة الموجودة في ربيع حياتنا، هي القصيدة، هي الشعر والنثر، هي القلم والالهام…
فلأجلها احببنا الحياة، وهي للحياة خير مثال.
عماد جانبيه