لطالما اعتدنا على أيام الأسبوع أن تأتي منتظمة، ودائماً ما تكون البداية بنهار الإثنين حتى يختتم اسبوعنا بالأحد، قاعدة عرفناها منذ الصغر، الا ان النجمة وجمهورها أبوا إلا أن يكون أحدهم البداية ورسموا معادلة جديدة تحت شعار: بدأنا الأحد.. وسنبقى للأبد
فما الذي حدث يوم أمس في ملعب صيدا البلدي؟
كالعادة حزمنا أمتعتنا وسرنا، والوجهة كانت صيدا في مهمة لتغطية مباراة نادي النجمة ونادي طرابلس ضمن الجولة الرابعة عشر من بطولة الدوري اللبناني لكرة القدم، ولا نخفي بأن المهمة كانت بمثابة رحلة الى حديقة غابت عنها أشجارها وورودها، حديقة لا يسمع فيها صوت طيور أرسلوا الى كرة القدم لجعلها جنة، كيف لا تكون الحديقة بدون ألوان وجمهور النجمة غائب عن اللقاء
وصلنا عند الثانية ظهراً، لكن المفاجئة كانت بأن الجماهير احتشدت خارج أسوار الملعب وراحت تهتف لناديها، تسابقت وسائل الإعلام لتغطية الحدث الأبرز الذي طغى على المباراة، فالجمهور يريد الدخول ولو بالقوة، واتحاد اللعبة يقف بالمرصاد بمساعدة من القوى الأمنية. ثلاث ساعات والجمهور النجماوي يهتف دون توقف من خارج الملعب، حتى وصلت أصواتهم الى أرض الملعب، فما كان من اللاعبين الا أن انتفضوا وردوا الجميل بتسجيلهم هدفين أفرحوا من لم تتعب حناجرهم بالخارج. وحده الملهم بدت علامات التأثر واضحة على وجهه، فتارةً يلتفت الى المدرجات علّه يرى عشاقه وتارةً يصرخ على لاعبيه كي يفرحوا قلوب النجماويين، وصار الجميع أمام مشهد لن يحدث الا في نجمة لبنان الأب موسى حجيج حيث لا حيلة له وأولاده الذين يستنجدون به من الخارج دون فائدة.
مع نهاية الشوط الأوّل سئم المنتظرون وقرروا الدخول الى الملعب، هذا القرار ترافق مع شعور القوى الأمنية بالظلم الذي يلحق الجمهور النبيذي، دقت ساعة الصفر واقتُحم الملعب، ابتسم الملهم وبكى الكثير من النجماويين، وتسمّر الجميع أمام واقع فرضه النجماويون، الذين استطاعوا من التغلب على الشاعر كيف لا وهم أرادوا حياتهم (النجمة) فكسروا القيد.
عارض الإتحاد دخول الجمهور وهدد بايقاف المباراة، فجاء الرد من المايسترو وبدل من الدخول الى غرفة الملابس بين الشوطين توجه الى أبنائه ووعدهم بعدم اللعب من جديد بغيابهم. تعنّت الإتحاد بقرار الإيقاف، أما القوى الأمنية تعاطفت مع الجمهور ولم تخرجه، لكن الكلمة الحسم كانت لرئيس الإتحاد السيد هاشم حيدر حيث سمح للجمهور بالبقاء، وأمر بمتابعة المباراة.
استطاع جمهور النجمة من كسر القيد برعاية القوى الأمنية التي تستحق التحية، ولقنوا من يتآمر على الكرة اللبنانية درساً في استرداد الحقوق. في النهاية لابد من التنويه بقرار رئيس الإتحاد على الموقف الرجولي.