رادار نيوز – بيروت، في 13أيار 2013 بمناسبة الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الجلد، نظّمت شركة روش لبنان جلسة حوارية تثقيفية جمعت خلالها عدداً من ممثلي وسائل الإعلام سلّطت فيها الضوء على كيفية الحماية من أشعة الشمس لتخفيف مخاطر الإصابة بهذا المرض. وتمحورت الجلسة حول التدابير الوقائية وسبل الكشف المبكر، وشدّد المشاركون على أهمية إثارة الموضوع في وسائل الإعلام نظراً لكون صحّة الجلد أولويةً للجميع.
يمكن لسرطان الجلد أن يصيب أياً كان في أيّ موضع من الجسم، بصرف النظر عن العمر أو لون البشرة، وغالباً ما يكون مرئياً. فالتغييرات في الجلد، مثل الكتل، أو البقع الحمراء، أو البقع الخشنة الملمس، أو الشامات المتفاوتة، أو غيرها من البقع الملوّنة من الجلد التي تثير الشبهة قد تكون عوارض وعلامات تشير إلى الإصابة بسرطان الجلد. ووفقاً للسجل الوطني للسرطان للعام 2007، يتم تشخيص حوالى 602 حالة إصابة بسرطان الجلد في لبنان و44 حالة إصابة بالميلانوما وهو أخطر أشكال سرطان الجلد1.
وحول الموضوع، قالت ليلى قليلات، مسؤولة العلاقات العامة في شركة روش لبنان: يشكّل شهر أيار هو شهر التوعية العالمي حول سرطان الجلد، فرصة للتشديد على التدابير الوقائيّة لا سيّما مع حلول أولى أيام الصيف. ونحن على ثقة أنّ التثقيف الصحي هو المفتاح، فلا يجوز بعد اليوم اهمال أيّ نموٍ مشبوهٍ يظهر على الجسم خوفاً من التشخيص أو العلاج لأن الإهمال لن يقضي على المرض. فالكشف المبكر وإستشارة الطبيب المختص هما خطوتان أساسيتان لتجنّب العيش مع القلق من المجهول. “
من جهته، قال البروفسور رولان طنب، عميد كليّة الطبّ في جامعة القديس يوسف: “إن الحماية من أشعة الشمس عادة لا تقتصر على فصل الصيف فحسب”، مؤكّداً على أهميتها في مرحلة الطفولة المبكرة للمساهمة في تفادي الإصابة بسرطان الجلد في الكبر.
وأضاف: “إنّ سرطان الجلد مرتبط بمدى التعرّض طوال الحياة للأشعّة فوق البنفسجية. صحيح أنّ معظم حالات الإصابة بسرطان الجلد تظهر بعد سن الخمسين، لكنّ الآثار الضارّة للشمس تبدأ في سنٍ مبكرة. فاعتماد روتينٍ متكاملٍ للحماية من أشعّة الشمس وارتداء ملابس واقية مثل قبّعات الشمس والأكمام الطويلة، والجلوس في الظلّ من العاشرة صباحاً حتى الرابعة عصراً، ووضع كريم الوقاية من الشمس يومياً يساهم في الحماية من أشعّة الشمس، والتخفيف من احتمال الإصابة بسرطان الجلد”.
وبدوره أشار رئيس الجمعيّة اللبنانيّة لطب الأورام، البروفسور جورج شاهين إلى أنّ “سرطان الجلد الذي يتم اكتشافه وإزالته في وقت مبكر يكون في معظم الحالات قابلاً للشفاء، إلاّ أن الحاجة الطبيّة ما زالت ماسة إلى توفّر العلاجات الفعّالة، خصوصاً بالنسبة لمرضى الميلانوما -وهو أكثر أنواع سرطان الجلد خطورةً 2– في مرحلة تفشي المرض. ففي السنوات الثلاثين الأخيرة وحتى العام 2010 لم تطرأ تطورات جمة على علاج سرطان الجلد المنتشر من نوع الميلانوما. وتقدّر نسبة المرضى3 الذين يتجاوبون للعلاج القياسي4 الحالي بين 10 و20%. لذا غالباً ما يكون أثر تشخيص الإصابة بهذا المرض صعباً للغاية على المريض وعائلته والأطباء”.
أما الدكتور فادي نصر، رئيس قسم الأورام وأمراض الدم في مستشفى جبل لبنان، فعرض لحالات دراسية مختلفة من سرطان الجلد قائلا: “إن المريض الذي يعاني من سرطان الجلد المنتشر من نوع الميلانوما- وهو النوع الأكثر فتكا وعدوانيةً من سرطانات الجلد- يكون معدّل بقائه على قيد الحياة قصيراً . ويتوقّع أن يعيش واحد من كل أربعة أشخاص مصابين بسرطان الجلد من نوع الميلانوما المنتشر لمدّة سنة واحدة من تاريخ التشخيص5. فالكثير من المرضى يكونون من الشباب وفي مقتبل العمر، وبالتالي يكون للمرض أثر مدمّر عليهم وعلى عائلاتهم على حد سواء.”
وأضاف نصر: “إن اهمال الكشف المبكر، الذي يرتكز في بعض الأحيان على ازالة بقعة ملوّنة فحسب، يؤدي إلى تقدّم المرض بشكل عدوانيّ فيصعب علاجه في مراحل متقدّمة، لذا فالكشف المبكر ضروري”.
وفي نهاية اللقاء، أوصى الخبراء بضرورة إدراج التدابير الوقائية من أشعة الشمس في برنامج الحياة اليومية للحد من مخاطر الإصابة بسرطان الجلد6:
- البقاء في الظل خصوصاً من العاشرة صباحاً حتى الرابعة عصراً عندما تكون الشمس في أوجّها.
- التنبّه إلى عدم إحتراق الجلد الذي يزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد.
- عدم الجلوس لفترة طويلة بالشمس أو اللجوء إلى مقصورات الاسمرار الداخلية التي تستخدم الأشعة فوق البنفسجيّة. فالتعرّض للأشعّة فوق البنفسجيّة، سواء من أشعّة الشمس أو من أسرّة الاسمرار الداخلية يساهم في الإصابة بسرطان الجلد7. و يزيد التعرّض لأسرّة الاسمرار قبل الخامسة والثلاثين من العمر من خطر الإصابة بسرطان الجلد من نوع الميلانوما8 بنسبة 75%. ويؤدّي استعمال أسرّة الاسمرار ولو مرّة واحدة إلى زيادة مخاطر سرطان الخلايا الحرشفية بنسبة 67% وسرطان الخلايا القاعدية بنسبة 29%. ويزداد الخطر عندما يبدأ استخدام أسرّة الاسمرار قبل الخامسة والعشرين من العمر9.
- الإنتباه إلى حماية الجلد من اشعة الشمس من خلال وضع قبّعة واسعة الحواف ووضع نظارات شمسية واقية من الأشعّة فوق البنفسجية إذ تساعد الألبسة والقبعة على حماية الجلد من مخاطر الشمس.
- ضرورة الاستعمال اليومي لكريم الوقاية من اشعة الشمس (UVA / UVB) مع عامل الحماية من الشمس (SPF) بنسبة 15 أو أعلى. ويجب استخدام كريم الوقاية المقاوم للماء، واسع الطيف (UVA / UVB) مع عامل الحماية من الشمس (SPF) بنسبة 30 أو أعلى للنشاطات اليومية أو رحلات المشي وغيرها.
- وضع كريم الوقاية من الشمس على كامل الجسم قبل نصف الساعة من موعد الخروج، مع إعادة وضعه كلّ ساعتين أو مباشرة بعد السباحة أو التعرّق المفرط.
- إبقاء الأطفال حديثي الولادة بعيداً من الشمس. ويمكن استخدام الكريم الواقي من الشمس للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن الستة أشهر. وينبغي حمايتهم في الظل أيضاً من خلال ارتداء الثياب. فالأطفال حساسون جداً للأشعة فوق البنفسجية.
- فحص البشرة من الرأس إلى أخمص القدمين بحثاً عن أيّ تغييرات. غير أن فحص البشرة لا يغني عن فحص الجلد السنوي الذي يقوم به طبيب إختصاصي .
- محاولة زيارة الطبيب كل عام لإجراء فحصٍ طبّي للجلد.




