أقيمت ندوة عن “الميثاق الاجتماعي وفكر موريس الجميل”، بدعوة من “منتدى بيار أمين الجميل”، في بيت الكتائب المركزي – الصيفي، شارك فيها رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل، الوزير السابق سليم الصايغ والنائب السابق سمير فرنجية.
وحضر النواب جان اوغاسبيان وهادي حبيش وفادي الهبر، النائب الأول لحزب الكتائب شاكر عون، النائب الثاني سجعان قزي، الأمين العام ميشال الخوري وعدد من الشخصيات السياسية والحزبية.
بداية عبر الجميل عن فخره بالحديث عن موريس الجميل “الرجل المميز والخارق ذي الأفكار والمبادرات الخلاقة التي وضعت في أطر تطبيقية”. وقال: “أنطلق منذ أول نشأته بمشاريع متواضعة في بلدته بكفيا من عيد الزهور الى التعاونيات الزراعية والإستهلاكية والمعارض، ثم ساهم في العديد من المشاريع، ومنها: اقترح انشاء وزارة التصميم التي طمح الى جعلها أهم الوزارات للتخطيط لمستقبل لبنان. احتل منصب رئيس منظمة الأغذية العالمية بالرغم من عدم الدعم اللبناني الرسمي له آنذاك. أسس مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ومجلس الجنوب بهدف إعطاء لبنان دورا طليعيا في الصراع العربي-الإسرائيلي، كما ساهم في مشروع نهر الليطاني وفي جعل الجنوب منطقة حرة للصناعة والتجارة، ووضع تصميما شاملا للمياه اللبنانية، ومشروع تصميم امانة سر الشعب ومن بينها البرلمانات الإقليمية، وتصميم نهر بيروت وربطه بالمرفأ، ومشروع مجلس الخدمة المدنية او عصرنة الوظيفة، وسياسة الطرق اللبنانية ومشروع نفق الساحل البقاع، ونفق افقا- بعلبك، ومشروع الأرصفة المتحركة، ومشروع اللامركزية الإنمائية، والمركز الدولي لعلوم الإنسان، ومشروع بنك الأدمغة. وركز على الإرث الثقافي والإنمائي وعلى التنمية الإجتماعية الشاملة في كل القطاعات، والحق في الحماية الإجتماعية وتأمين فرص العمل”.
واعتبر الجميل أن بيت المستقبل هو “خلاصة لبعض الأفكار التي طرحها موريس الجميل لجعل لبنان مساحة حوار للأديان والثقافات، كما أن اللامركزية هي من الأفكار التي تبناها الحزب وطرحت في برنامجه الإنتخابي في دورتي 2005 و2009”.
ورأى “أن الميثاق الإجتماعي من أهم الإنجازات التي تحققت في الحكومة السابقة، وتنفيذه من أساسيات عملنا”.
وختم بأن “الشعار الذي رفعه قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني خلال زيارته للبنان “لبنان أكثر من وطن إنه رسالة”، هو الشعار نفسه الذي طرحه الشيخ موريس في محاضرة ألقاها في طرابلس عام 1958، وجاء فيها “إن لبنان أكثر من أي بلد آخر، هو عالم مصغر تختلط فيه جنسيات وديانات وعقائديات كثرة وثقافات ولغات مختلفة…معنى لبنان هو أكثر عمقا، فهو لا يكفي أن يكون منصهرا بذاته، بل يعمل ويريد أن يعمل كعنصر انصهار بالنسبة الى التجمعات الإنسانية التي تحيط به. أنه يقوم عن حق “برسالة حسية يمكن وصفها بأنها رسالة فلسفية وروحية”.
واعتبر فرنجية “أن موريس الجميل من الأشخاص القلائل الذين دقوا ناقوس الخطر بعد احداث 1958، منبهين الى أن النظام في خطر إذا لم يقدم على إصلاح نفسه. كان سباقا في إدراكه ضرورة الإصلاح السياسي والإجتماعي، وصاحب اقتراحات في هذا المجال تميزت بالنظرة الثاقبة والرؤية البعيدة. وجاءت حركة كمال جنبلاط والإمام الصدر لتلقي مزيدا من الضوء على ازمة الإصلاح ولتؤكد صحة التوجهات التي عبر عنها موريس الجميل”.
أضاف: “في تاريخ لبنان الحديث أزمة دائمة بين قيمتين هما الحرية والعدالة، حرية لبنان وعدالة نظامه السياسي، ولم تجد هذه الأزمة حلا إلا بعد حروب دامية، حين جاء اتفاق الطائف ليربط بين حرية لبنان وسيادة دولته، وعدالة نظامه والمشاركة المتساوية في السلطة على قاعدة الإقرار بنهائية لبنان”.
ورأى “أن مشروع الميثاق الإجتماعي الذي وضعته وزارة الشؤون الإجتماعية محاولة قد تكون الأولى من نوعها لتسوية هذه الأزمة بين الحرية الإقتصادية والعدالة الإجتماعية. وهو خطوة لتحرير الدولة من الهيمنة التي تفرضها عليها القوى الطائفية بحجة تأمين الحقوق الإجتماعية العائدة الى طوائفها. هذا الميثاق يعيد الى الانسان كرامته لأن لبنان دخل مرحلة جديدة مع سقوط المنظومة الإقليمية التي بناها النظام السوري منذ السبعينات. وهذا يعني أن علينا العمل لتحرير بلدنا من رواسب التبعية التي فرضت عليه وبناء دولة حديثة قادرة.
واعتبر الصايغ “أن موريس الجميل شهيد البرلمان والمؤسسات، وهو أول شهيد سياسي سقط بعد خطابه الوصية. قبل عام 1975 كان هناك نضال كتائبي انمائي عمالي رائد، وخلال الحرب استعملنا عبارات معينة كالهيئات الشعبية، وأدركنا لاحقا أنها من فكر موريس الجميل، فهو أول من تكلم عن اللامركزية الإدارية. وعظمته أنه آمن بالحرية وبتحرير كل انسان في الوطن. كان ثائرا تكلم بشكل واضح عن الثورة والإصلاح الذي هو أساس العدالة. وعندما أسس بيت المستقبل في الحرب اعتبر بعضهم أنه ترف، لكنكم آمنتم يا فخامة الرئيس بأن الأمور يجب أن توضع على مستويات متوازية، لأن مشروعنا هو مشروع الحياة من خلال تنمية قدراتنا، وكان بيت المستقبل التعبير الأفضل عن أفكار موريس الجميل الذي كان أول من تكلم عن المجتمع المدني والأهلي وتطوير النظام”