اللاجيء السوري المعزز – ملاك خنافر

الخميس, 19 سبتمبر 2013, 22:47

بعد تفاقم الأزمة السورية مؤخراً وازدياد عدد المهجرين السوريين لجئت معظم الدول كتركيا و الأردن إلى حصر التواجد السوري في مخيمات جهزت خصيصاً لستيعاب المهجرين وحصرهم خارج نطاق الدوله حفاظاً على امن المنطقة وشعبها , إلا ان الوضع اختلف في لبنان فبظل الأزمة اللبنانية وانقسام الرأي السياسي حول وضع اللاجئ السوري في لبنان ,توزع اللاجئين السوريين في كافة المناطق اللبنانية حتى باتت معظم المناطق  حكراً على الشعب السوري بل ما عدنا نميز ما إذا كانت هذه المنطقة تابعة للأراضي السورية ام اللبنانية . وقد نُشر في معظم الصحف والقنوات الإخبارية تقارير حول الوضع المأساوي اللاجئين السوريين والتميز وسوء المعاملة من قبل الدولة اللبنانية والمواطنين لأي مواطن سوري  ومن هنا قصد موقع رادار الإخباري منطقة الجنوب تحديداً لكثرة اعداد العائلات السورية التي لجئت إلى الجنوب و للبحث في وضع السوريين هناك  وإليكم الوقائع التي تعكس حقيقة ما نشر .

 ولأن الشعب اللبناني ليس عنصرياً وهو الشعب الذي مازال يحتضن اللاجئين الفلسطنيين و العراقيين وغيرهم بالرغم من عجز المواطن اللبناني وكثرة همومة قصد فريق عمل رادار نيوز القرى الجنوبية المتاخمة للحدود الفلسطينية  للبحث عن مهاجرين سوريين لنجد ان معظم القرى الجنوبية لا بل اكثرها ازداد عدد سكانها بعد توافد اعداد كبيره جداً من الجالية السورية للعيش فيها , وما إن سألنا سكان القرية عن مكان إقامة السوريين حتى نهال علينا اسماء احياء ومنازل تم إستأجرها من قبل عائلات نازحة وقد قصدنا منزل السوري” س.م” وهو اب لخمس اطفال و الذي تحدث عن وضع العائلات التي نزحت معه فور تفاقم الوضع في حمص . يقول” س.م” انه عندما بدأ الوضع يتأزم في حمص بين النظام و الجيش الحر قرر الهروب من المحافظة حفاظا على عائلته وقصد لبنان لأنها الأقرب لطبيعة الحياة السورية وخوفاً من الأوضاع التي يتحدث عنها الناس في مخيمات الأردن وتركيا , وما إن وصلوا إلى الحدود اللبنانية نصحه احد اقربائة بالعيش في المناطق الجنوبية  وهو منذ عامين إلى اليوم يعيش في هذه القرية .

وبسؤالنا عن الإعانات والوضع المادي وعمله اخبرنا انه يتم توزيع صناديق “إعاشة ” للعائلات النازحة بشكل نظامي يحتوي كل صندوق على اكياس ارز, سكر , طحين وزيت وانواع من الأجبان والألبان يصل احياناً إلى اثني عشر صندوق من الأجبان لكل عائلة مما شجع اللاجئين  على بيع هذه الصناديق للمحلات الغذائية في القرية بهدف الحصول على المال , اما بالنسبة للدخل الشهري فكل ام تحصل على مبلغ وقدره خمسون الف ليرة لبنانية وكذلك الأب و كل طفل يحصل على عشرون الف ليرة بالإضافة إلى المدخول التي تحصل عليه الزوجة من تنظيف بيوت القرية و مدخول الزوج من العمل في فلاحة الأراضي الزراعية او بناء المنازل . واكمل القول بأن الوضع هنا افضل بكثير من وضعهم بسوريا حتى انهم سرعان ما تأقلموا خصوصا الأطفال الذين يستعدون للعوده إلى المدارس بعدتسجيل اسمائهم في مختلف مدارس المنطقة مجاناً.

اما زوجتة “ع.ي” فقد عبرت عن فرحتها بالنجاة من المجازر واصوات الإنفجارات حيث قالت: هنا نحن بأمان ولم ينقصنا شيء لابل اصبح لدينا دخل شهري ثابت على عكس حياتنا في سوريا , نعم نحن نشتاق لمنازلنا وبلدنا إلا اننا هنا ننعم بهدوء ساعد اطفالي على النوم بعمق دون خوف من صوت قذيفة هنا او هناك, واكدت على انهم لن يغادرو القرية في حال تحرير حمص إلا في حال عودت الأوضاع إلى ماكانت عليها قبل بدأ الأزمة السورية.

تركنا عائلة “س.م” وتوجهنا لقرية اخرى وفي طريقنا إلى القرية وجدنا مجموعة اطفال يلعبون بوسط الساحة ومنهم الطفل ” احمد ” الذي تشجع للحديث معانا معبراً عن حلمه بأن يصبح صحافي يكتب كل ما قد حدث معه في سوريا , فقد قال ” احمد ” وهو البالغ من العمر عشر سنوات لقد هربنا من حلب لأن هناك من يريد ان يقتلنا فقد سرقوا منازلنا و قتلوا اصدقائي, كنت دائماً اختبئ في زوايا المنزل خوفاَ من الملثمين الذين يقتحمون المنازل ولكن قرر والدي الرحيل وجاء بنا إلى هنا منذ ستة اشهر , واليوم اعيش مع والدي وامي واختي في غرفة استأجرنها من رجل لبناني, لدينا حديقة صغيرة زرعنا فيها خضروات وورد لأن والدتي تحب الورود وانا اهتم بسقايتها يومياً لأن والدي يعمل طوال النهار في تعمير البيوت وامي واختي في بيع الخبز الذي تحضره والدتي في المنزل , قاطع الحديث طفل اخر يدعى ” خالد ” وعمره سبع سنوات والذي اكد على سعادته في لبنان وان القرية جميله جداَ ويحب ان يكمل حياته هنا ففي سوريا هناك الكثير من الناس التي قتلت وقطعت وقد هدمت المدرسة التي كان يتعلم فيها وهو منذ عامين لم يدخل للمدرسة اما اليوم فقد سجله والده في احد المدارس اللبنانية  مع اخواته وابناء عمه وقد اصر علينا ان نذهب معه إلى المنزل ليرينا ادواته المدرسية التي حصلوا عليها من الجمعيات المعنية باللاجئين السورين, لكننا قررنا إكمال الطريق ووعدنا الطفلين بزيارة خاصه لهم لاحقاً .

قصدنا احد القرى القريبة من بنت جبيل والتي لاحظنا وجود كثيف للسوريين فيها حتى ان معظم المطاعم والمحلات عُمالها من الجالية السورية توقفنا عند احد المطاعم وتحدثنا مع ” خليل ” الذي يعمل منذ عام في هذا المطعم فهو المسؤول عن كل شاردة ووارده فيه, وقد قال انه تنقل كثيراً بين بيروت والجنوب إلا ان حسن الحظ قد جمعه برجل كان قد افتتح هذا المطعم منذ فترة قصيرة ومنعه المرض من متابعة عمله فسلم إدارة المطعم لخليل. خليل والبالغ من العمر ثلاثون عاماً قد هاجر من دمشق بعد التفجيرات التي طالت معظم الأحياء فقد عبر عن إستيائة للوضع الذي وصلت إليه سوريا قال : كنا اكثر الدول امناً واماناً وبتنا اليوم موزعين على كافة الدول دون وطن , الحمد الله انا اعمل و لدي مدخول جيد. استطيع اليوم تأمين دخل شهري لعائلتي التي مازلت في دمشق واعيش مرتاح البال بوسط اهل الجنوب , وعن سؤاله عن وضع اللاجئ السوري في لبنان قال : عشت في بيروت تحديداً في الضاحية قرابة الشهرين  وهناك من كثر اعداد المهجرين لا مكان للعمل كلهم اتخذوا من حراسة المباني عملاً لهم وبعظهم فتح محلات للخضروات والفواكة ومهن اخرى, فلم اجد لي عملاً مناسباً فجئت إلى الجنوب فهنا الغرفة التي استأجرتها ارخص بكثير من بيروت ومدخولي افضل , غير ذلك الكل يسجل إسمه ويحصل على صندوق ممتلئ بالطعام يكفي لشهر واكثر ومبلغ من المال والذي يشتكي هو إما لا يعرف من اين يحصل على الإعاشة او انه لم يجد له عملاً يعيش من ورائه ولكن بشكل عام انا ومن حولي هنا من اقرباء واصدقاء لا نعاني من شيء سوا فقد الأحبة والوطن .

وبنهاية هذه الجولة نكتشف ان ما تحدث عنه وزير الداخلية اللبنانية عن تفاقم اعداد الجالية السورية وعن الوضع الإقتصادي الذي تدهور بسبب لجوء معظم السوريين اصحاب الدخل المرتفع لفتح مطاعم و محلات تجارية في بيروت و معظم المناطق قد اثر سلباً على حياة المواطن اللبناني وحتى على صعيد اصحاب المهن محدودة الدخل بات يلجئ صاحب العمل  لتوظيف السوري بدلا من اللبناني لرخص سعر الأيدي العاملة السورية مما زاد الحمل على الدولة اللبنانية و المواطن معاً وازدياد عدد العاطلين عن العمل.

اللاجئ السوري و بحسب التحقيق ينعم بحياة افضل من حياته في سوريا على عكس الصورة التي نشرت مؤخراً عن تردي وضع الجالية في لبنان , وهذا ما اثبت ايضا بعد احتجاج المواطنيين اللبنانيين على غلاء رسوم المدارس مقابل تدريس السوري مجاناً وقد شهدت معظم المناطق في البقاع وغيرها على إعتصامات من قبل الأهالي ويبقى ملف اللاجئ السوري برسم الدولة اللبنانية فمن واجب الدولة تأمين مواطنيها قبل الوافدين عليها وحتى يحين موعد إستياقظ المسؤولين يبقى المواطن اللبناني يردد ” رضينا بالدولة والدولة ما رضيت فينا ” !!

 n00044069-b 08-31-syria --_1_~1

اترك تعليقاً

إضغط هنا

Latest from Blog

أم عبدالله الشمري تتحدث عن الشهرة والعائلة والتحديات في أولى حلقات “كتير Naturel”

استضاف برنامج “كتير Naturel” في حلقته الأولى، الذي يُعرض عبر تلفزيون عراق المستقبل من إعداد وتقديم الإعلامي حسين إدريس، خبيرة التاروت أم عبدالله الشمري. وتحدثت أم عبدالله بكل صراحة عن مسيرتها، الشهرة،

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop