رادار نيوز – احتضن المركز الثقافي العراقي في بيروت مساء يوم الثلاثاء الواقع في 19 من الجاري، أمسية ثقافية تحت عنوان قراءات في كتاب سيد بغداد للكاتب الدكتور محمد طعان بمشاركة وتقديم الأب بطرس عازار الأنطوني الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان، وبحضور مستشارة الملحقية الثقافية العراقية الدكتورة احلام شهيد، والدكتور محمد الشهال عميد كلية الدراسات العليا في الجامعة اللبنانية، والدكتور اياد عبيد عميد كلية الاعلام والثوثيق في الجامعة اللبنانية، وحشد من الشخصيات الثقافية والاعلامية ومهتمين.
تناول الأب عازار في بداية كلمته الدكتور علي عويد العبادي مدير المركز الثقافي العراقي في بيروت بالشكر على ما قدّم ووفّر بهذا اللقاء الثقافي، من مجالات جديدة للتلاقي والعمل الثقافي، الذي يساعد على تعميق الناس ببعضهم البعض ولإغناءهم من كل تراث وحضارة.
وأضاف بالقول، عن رواية سيد بغداد، بأنها كانت مثيرة للجدل عند صدورها، وترجمت الى اكثر من لغة، وكانت صورة لواقع عاشه الشعب العراقي بعاداته وتقاليده وفقاً لقناعاته الإيمانية الأخلاقية والوطنية معتبراً ان السيد مناضل بصمت وانسان ملتزم بالصلاة واعمال التقوى والشريعة والصبر والألم والمصيبة.
واشار الأب عازار الى ان المؤلف في روايته سيد بغداد قد اتخذ المواقف والكلمات المعبرة، في زمن اهتزت فيه المقاييس واختلت الموازين، فأتت كتابته صافية صادقة، واضحة المعاني والمفاهيم. فهو لم يحتفظ بها لنفسه ولم يدخرها بعيداً عن اصل العلم والمعرفة، بل كتبها ونشرها لكل طالب معرفة، فكان رسولي التوجه ليعمم المفيد.
بعدها تحدث المؤلف الدكتور الروائي محمد طعان بكلمتة، التي أتت بعرض بعض من مقاطع روايته، (سيد بغداد قصة جيمي الجندي الأميركي الذي اكتشف سر عاشوراء) ليؤكد لنا ايضاً، ان على الانسان المثقف والواعي لدوره ان يكون صادقاً وحاملاً عدداً من القيم الأساسية، مستعداً للتضحية، وبستوجب عليه ان يحمل هموم مجتمعه ويلتزم بالتحديات التي تواجهه، بذكره واقع العراق ايام صدام وخلال الاحتلال الاميركي وما تعرّض له الكثير من الناس من انتهاكات للكرامات ومن تهديد حياة. كما ورأى في كل ذلك عاشوراء جديدة في نتيجة التسلط وحكم الغريب. فكانت لغة المؤلف الخاصة الذي عرّف بها على بعض من مزايا المجتمع العراقي، رغم انه لم يصل او يطأ ارض العراق.
وضع الدكتور طعان بروايته هذه، القارىء والمتلقي امام مسؤولية للتفكير بما يجب ان يكون. فهي بالنتيجة قصة يمكن ان نختصرها بكلمتين (الحرية والكرامة).
ختاماً وعند انتهاء الأمسية، كانت هناك لفتة كريمة من وزارة الثقافة العراقية، لتؤكد لنا التلاقي والتلازم بين الشعبين الشقيقين العراقي واللبناني من خلال المركز الثقافي العراقي في بيروت. بتبنيها شراء الف كتاب من رواية سيد بغداد دعماً للمؤلف اللبناني الدكتور محمد طعان، حيث تم توزيع الرواية هدية على الحضور بتوقيع المؤلف.