رادار نيوز – لبى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل دعوة مشتركة من نظيره اللوكسمبورغي جان أسيلبورن، ووزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ورئيس المعهد الدولي للسلام تيري رود لارسن إلى عشاء عمل في اللوكسمبورغ. ورافق باسيل وزير التربية الياس بوصعب، وحضر العشاء وزراء خارجية: بريطانيا، هولندا، تشيكيا، فنلندا، السويد، إيطاليا، بلغاريا، سلوفاكيا، إيرلندا، اليونان، ورئيس الصليب الأحمر الدولي.
تمحور الحديث على عشاء العمل الذي استمر نحو الساعتين حول ثلاثة مواضيع هي: عملية السلام، الوضع في مصر، وتطورات الأوضاع في المنطقة لا سيما في سوريا والعراق.
وعرض باسيل موقف لبنان بالنسبة لعملية السلام مؤكدا أنه “لا يمكن إيجاد حل قابل للاستمرار، إلا على مبدأ إعطاء الحقوق لأصحابها، وفي مقدمة تلك الحقوق حق العودة إذ لا يمكن أن يقبل لبنان بأي حل لا يتضمن هذا الحق، لا سيما أن أي حل لا يحظى بموافقة سائر الأطراف سيؤسس لاعتراض المتضررين منه، وبالتالي، لن يكون حل دائم وقابل للتطبيق. كما أن أي حل يفرض بالقوة سيكون أيضا غير قابل للاستمرار، وهذا هو وضع لبنان بالنسبة لرفضه للتوطين على أراضيه”.
أما في موضوع الإرهاب، فأكد أنه “لم يعد أثره منحصرا في دولة أو منطقة دون أخرى، وقد بدأت آثاره بالتدحرج نحو أوروبا بشكل متزايد، في وقت ما زلنا لا نلمس جدية دولية كافية في مكافحة الإرهاب. لذلك، ينبغي التعاون الجدي بدءا بدعم المؤسسات الأمنية، وفي طليعتها الجيش اللبناني في بلد يقف في خط المواجهة الأول للارهاب كلبنان، كما ينبغي عدم التوقف عند المقاربة الأمنية، بل تشجيع الفكر المضاد للارهاب. وهنا، تبرز أهمية لبنان كدور ورسالة معتمدا على قيم التسامح والحوار وحرية الأديان، وبالتالي، فإن دعم لبنان هو تكريس لقيم تناقض الفكر الظلامي الذي يتغذى عليه الإرهاب”.
وقرأ باسيل للحاضرين نصا من محاضرة للبابا فرنسيس القيت خلال الشهر الماضي في مؤتمر “حرية الأديان في القانون الدولي” في روما. وجاء في كلام البابا أن ” حرية الدين لا يمكن حصرها فقط بحرية المعتقد أو ممارسة الشعائر، بل يجب أن تتعدى ذلك لتسمح للفرد بأن يعيش حياته الخاصة والعامة وفق منظومة القيم التي تنحدر من إيمانه الروحي”.
وتابع باسيل إن “الأنظمة السياسية والممارسة السياسية يجب أن تأخذ بالإعتبار بأن الحق بالمشاركة السياسية الفاعلة والمتوازنة، هي جزء من الحرية الدينية وهي تكفل استقرار المجتمع وتقدم الجواب الشافي لمنظومة الفكر التي يتغذى عليها الإرهاب”.
وفي موضوع أزمة النزوح السوري الى لبنان، عرض باسيل لخطة لبنان التي أقرها مجلس الوزراء للتعامل مع هذه “الأزمة الوجودية غير المسبوقة، من حيث عدد النازحين نسبة لعدد السكان”، مؤكدا “ضرورة أن يحظى لبنان برعاية خاصة من قبل المجتمع الدولي، لأن تأثير أزمة النزوح السوري عليه لا يشبه تأثيرها على دول أخرى، ولبنان لا يمكن أن يتساهل في موجبات استقراره وانسجام مجتمعه مهما كانت الإعتبارات”.
كما عرض باسيل “لاقتراح لبنان بإقامة مخيمات للنازحين داخل الأراضي السورية أو في المنطقة الحدودية بين البلدين مع ضمان أمنها ووصول المساعدات إليها، لا سيما أن مجلس الأمن يناقش مشروع قرار حول الوضع الإنساني في سوريا يمكن أن يحظى بموافقة كافة الأطراف بما فيها الحكومة السورية، وبالتالي، نشدد على ضرورة اغتنام هذه الفرصة لأخذ مصالح لبنان الوجودية في الإعتبار”.