رادار نيوز – ألقى العميد موسى كلمة اللواء ابراهيم، وقال: “يا أهل الفقيد الغالي، يا شهيد الغدر والارهاب. تعود اليوم الى معانقة تراب الارض التي اطلعتك. فأحببتها والتزمت الدفاع عنها. وافتديتها كما افتديت الطيبين الذين كانوا على موعد مع موت يسرق منهم الفرح وحب الحياة.
تمضي اليوم الى ملاقاة وجه ربك شهيدا ملتحقا بمواكب الابطال الذين تقدموك الى جنات الخلد. ابطال الامن العام، الجيش، قوى الامن الداخلي، امن الدولة، الذين فتحت لهم ابواب النعيم بعدما جاهدوا الحسن، وقدموا اغلى ما يملكون في سبيل ان يبقى لبنان واحدا موحدا، ارضا وشعبا ومؤسسات ، محصنا في وجه الفتن الجوالة التي تبدل لبوسها، لكنها تظل واحدة في اطلالاتها الدامية والعبثية”.
“يا عبد الكريم، ما من مجد يساوي المجد الذي سموت اليه بإندفاعك الاسطوري ضد الجاني الذي كان يحمل الى اهلك الموت الزؤام. فقد اثبتت انك ابن بار لهذا السلك، سلك الامن العام، الذي جعل خدمة المواطن والمجتمع وامنهما في مقدم الاهداف التي يسعى اليها من دون حساب لتضحية مهما غلت. فليس قليلا ما قمت به، وهو يحسب لك عند الحديث عن ابطال لبنان وحماته.
انك مثل الكثيرين الذين يحبون وطنهم بصمت، ويبذلون من اجله الروح عندما يحتاجهم حين يدلهم الافق، وتنذر عواصف الشؤم بالهبوب”.
“إن وطنا يضم أمثالك من المخلصين الشرفاء، هو وطن لا يموت. وأن الأمن العام كما سائر المؤسسات العسكرية والأمنية، لم يسمح للبنان أن يسقط في قبضة الارهاب التكفيري ولا في براثن العمالة مع العدو الاسرائيلي، لأن كل عنصر من عناصره هو عبد الكريم حدرج، فيتصدى وبصلابة لكل الخلايا ومحركيها وداعميها, وللفكر المتهالك الذي يزين لها محاسن الاجرام، وإلغاء الآخر، وتعميم فكر القرون الظلامية التي تبيح كرامة الانسان بفتاوى لا يقرها شرع الله، ولا دين محمد الذي ما أمر إلا بمعروف، ولا نهى إلا عن منكر”.
“لن نفسح مكانا للارهاب، سنضربه من دون هوادة. وسنعمل على اقتلاع جذوره ومنابته. ولن ندخر جهدا إلا وبذلناه في هذا السبيل. ولن نتسامح مع من يختلق التبريرات ويجد الأعذار لهذه الجرائم الموصوفة. فالإرهاب هو الإرهاب. والإجرام هو الإجرام.
إن من قتل نفسا بغير ذنب، كأنما قتل الناس جميعا. ومن هنا، فإن أي تهاون أو إستكانة يرقيان مرتبة الخيانة. وواجبنا الوطني يدفعنا إلى العمل والعمل، حتى الإنتصار النهائي على هذه الموجة الغريبة عن تاريخ لبنان وتراثه وحضارته وتقاليده”.
“ماذا اقول فيك وعنك ساعة الوداع؟ فلو نظمت من درر الكلام عقودا لاطوق بها جثمانك الطاهر، اظل قاصرا عن الاحاطة بعظمة ما اقدمت عليه، وما قدمته لوطن لم يعد في حاجة الى من يلقي عليه دروسا، بل الى من يفتديه بدمه، ويدفع عنه الاخطار الداهمة.
رحمة الله عليك، ايها الشهيد العائد ايقونة، اسطورة بطولة الى التراب الذي اطلعك. يا ترابا فت مسكا في التراب”.