رادار نيوز – نظّمت كلية إدارة الأعمال والعلوم التجارية في جامعة الروح القدس- الكسليك ندوة بعنوان “أخلاقيات العمل والمسؤولية الاجتماعية للشركات: ما موقف الشركات اللبنانية منها؟”، بهدف تعريف الطلاب على أهمية الأخلاقيات في عالم الأعمال في ظل البيئة التنافسية.
سركيس
بدايةً، كانت كلمة ترحيبية للعميد المساعد للدراسات العليا ومديرة النشاطات في الكلية الدكتورة ندى سركيس أشارت فيها إلى “بروز عبارات وتعابير جديدة تتردد كثيراً في مجتمعنا حالياً، مثل أخلاقيات العمل، المسؤولية الاجتماعية للشركات، الحوكمة، الاستدامة والإدارة الصديقة للبيئة…” متسائلة: “ما موقف الشركات اللبنانية من الالتزام بهذه القيم؟”
عساف
بعدها، ألقى عميد الكلية المنظِّمة البروفسور إيلي عساف كلمة اعتبر فيها أنّ “هذه الندوة تدخل في إطار سلسلة النشاطات التي تنظمها الكلية بهدف خلق علاقة وطيدة بين عالم الأعمال والجامعة. فصحيح أنّ الشركات تجني أرباحاً، إنما يقع على عاتقها أيضاً واجب ومسؤولية اجتماعية هي العمل لخير المجتمع، والأمثلة على ذلك كثيرة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، ينبغي على الشركات أن تحترم حقوق الإنسان وترفض كل أشكال التمييز، لاسيما التمييز الجنسي بين الرجل والمرأة وأن تحارب التلوث من خلال اتخاذ تدابير تخفّف من التلوث الناتج عن عملية الإنتاج لديها”.
زمكحل
ثم تحدث رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين الدكتور فؤاد زمكحل معرباً عن فخره وسروره بوجوده في الجامعة لإعطاء الطلاب رسالة أمل. وتساءل “كيف يمكننا أن نتحدث عن الأخلاقيات والحوكمة في ظل غياب الأخلاقيات والثقافة منذ عقود؟ كيف يمكننا أن نحلم بشركات ومؤسسات ونحن نفتقر إلى استثمار فعلي؟” مؤكدًا “أن التغيير لا يأتي من الطبقة التي وضعتنا في دائرة مليئة بمشاكل الكهرباء والمياه والطرقات والنفايات، بل يأتي من الجيل الصاعد الذي يملك الأمل والإرادة والنضال وحسّ التغيير. عليكم أن تغيروا أنفسكم أولاً، ثم المحيطين بكم لبناء شركات فعلية قادرة على بناء اقتصاد قوي، وبالتالي قادرة على تغيير بلدنا”.
ورأى أنّ “التقيّد بالأخلاقيات ليس تلبية لرغبة أحد بل لأنها جزء لا يتجزأ من تربيتنا في عائلاتنا وجامعاتنا. وكشركات، لا نضع مخططاً لهيكلتنا واستراتيجيتنا لأننا مجبرون على ذلك، بل لأننا نسعى إلى اتّباع المعايير الدولية وفرض أنفسنا على الساحة الدولية. وكونوا على يقين أنّ ما سمح للبنان أن يبقى صامداً، كل هذه الفترة، هو وجود روّاد أعمال استثنائيين مبدعين وشركات مميزة ديناميكية تتنافس فيما بينها، من جهة، وتُنافس أهم الشركات حول العالم، من جهة أخرى. وأكثر ما يميّز الطلاب اللبنانيين هو مستواهم التعليمي المرتفع إضافة إلى الجو التنافسي الصعب الذي يعيشون فيه وتمتّعهم بسرعة التأقلم وقوة الإرادة والعمل بالرغم من البيئة غير المستقرة المحيطة بهم”.
وتابع بالقول: “هدفنا الأساسي هو الوصول إلى التميّز المهني من خلال التميّز في الأفكار والابتكارات والعودة دائماً إلى أخلاقيات العمل، لاسيما الاحترام والمنافسة الشريفة، والابتعاد عن التجاذبات السياسية ونبذ الفساد ورسم استراتيجية طويلة الأمد ووضع خطط مدروسة قوامها الأخلاقيات والحوكمة الجيدة والشفافية والبنية القوية”.
وتحدث زمكحل عن مفهوم حوكمة الشركات ومبادئه، مشيرًا إلى “أنه النظام الذي يتم من خلاله إدارة الشركات ومراقبتها، فهو يتناول العدالة والشفافية والمساءلة”.
وشدد على أهمية الامتثال إلى مبادئ حوكمة الشركات، لافتًا إلى أن الدراسات قد أظهرت أنها تساهم في النمو الاقتصادي والازدهار، ومعددًا الفوائد التي تعود على الشركات وعلى المساهمين وعلى الاقتصاد الوطني. كما تطرّق إلى السياق اللبناني ودور الحكومة.
وفي الختام، دعا الطلاب إلى متابعة أحلامهم والعمل على تحقيقها من دون توقف.
وختم اللقاء بحلقة نقاش بين زمكحل والطلاب.