رادار نيوز – التطور العلمي والقفزة النوعية التي نشهدها في عصرنا الحالي الغت الكثير مما سلف، في مجالات العولمة والمكننة وحتى ما عهدناه في مجال الاعلام. في الماضي استذكر عندما كنا ننجز احد المحلات العريقة اللبنانية، وهي مجلة (الحوادث) الاسبوعية والتي كان مقرها في عاصمة الضباب لندن، كنا نمر بأسبوع عصيب من التوتر في التنفيذ، ناهيك عن معاناة السباق مع الوقت. كان هذا في مطلع التسعينات، حيث بدايات ما يعرف بالمكننة ودخول بدايات التكنولوجيا الرقمية مجال صناعة الاعلام.
استذكر تلك الايام، حيث استعملنا ما يطلق عليه بال (ماكينتوش)، وكان هذا الجهاز المتطور في حينه، كما العقل المجهول الذي لا بد منه ليشاركنا في أدق التفاصيل! في ايام كان هذا العقل كما الانسان يصيبه الخرف! مما يستدعي حالة الطوارىء في الاقسام قاطبتا. وهنا تتعقد الامور لنرجع الى الوسائل السالفة من صف الاحرف والتنقيح وما شابه، حيث التراتبية كانت تستلزم الممر الاجباري في التنفيذ! بعدها ليتم تشغيل باقي متممات المجلة…. فقسم التنفيذ كان يتوقف في انتظار المواد المرسلة من الطابعة، التي بدورها تكون قد توقفت نتيجة خرف (الماكينتوش)… الطبع ومخاضه… عند الطبع كان عليك تجميع كل الصفائح على الواح، وبعدها يتم ارسالها الى المطبعة، وتجمع وتنظم وترقم الصفحات كلها، كل حسب ترتيباتها وعدد صفحاتها. هنا بيت القصيد! اي خطأ لا بد ان يعيدك لنقطة الصفر! حيث يعاد ترتيب العدد كم البداية لارساله مجددا الطبع كم كان هذا الانجاز يأخذ من جهد ومثابرة وسباقات ماراتونية لجهد انتفى في وقتنا الحاضر. اليوم في ظل هذه القفزة اصبح باستطاعة ايا من المواقع الالكترونية وبأقل عدد وعدة من انجاز ما كان يأخذ منا الوقت الكثير، ناهيك عن السرعة في توصيل المادة المنشورة وهدفها. العشوائية والمهنية هي المقياس…
الاعلام هو ما يهدف اليه الخبر ليكون ذو مصداقية لتوصيل المعلومة صحيحة ولا يشوبها اي شائبة الى المتلقي. هنا نرى ان التطور هذا قد اضر بالاعلام كما انه وفر عليه الكثير مما ذكرته سابقا. الضرر هذا سببه ان العشوائية وعدم التزام المعايير الاعلامية في نقل الحدث، ودخول عامل الاستفادة من الاشاعة وعدم مصداقيته. بالمقابل فإن على الرقابة الاعلامية ان تأخذ بعين الاعتبار مدى آهلية أي وسيلة اعلامية، ان كانت مرئية او مكتوبة، وحصوصا عبر المواقع الالكتروني، التي هي مستقبل الاعلام ورديف وسائله القادمة. ان الكثير من المتبع قديما سيحال الى التقاعد، ان كان عاجلا ام آجلا…. يجب تنظيم الاعلام وضبط كل الشوارد، ان كان عبر التواصل الاجتماعي ام في هذا الفضاء المفتوح على غاربه، لكي يعود بالفائدة لتلك السلطة الرابعة، التي طالما وصفها احدهم (بالجنرال) الذي يراقب ويضبط اي اعوجاج….