رادار نيوز – تكاثرت في الآونة الأخيرة الشعارات الرنانة التي تطالب بالدفاع عن حقوق الإنسان! عن أمنه وعيشه ومعتقده… عن حقه في العلم والمأكل والملبس، وعن ضرورة الدفاع عنه حتى إن تطلب ذلك استعمال القوة !!
صراعات عدة نشهدها في منطقتنا العربية… البعض منها عسكرية، والبعض الآخر سياسية وإقتصادية… صراعات اقل ما يمكن توصيفها بأنها خسارة كبيرة على جميع الصعد، ومهما يكن نتاج هذه الصراعات ومهما اختلفت وجهات النظر، تبقى الشعارات تحلّق في مكان والواقع يغرد في مكان آخر!!! فالبشر في صراع والإنسان يتألم والسؤال الكبير الى متى؟
تفيدنا علوم الإيزوتيريك – علوم الباطن الإنساني والتي قد فاقت مؤلفاتها المئة كتاب حتى تاريخه وبست لغات مختلفة بأن مشكلة إنسان الزمن الراهن أنه قد غاص في الماديات الى درجة انه حتى مقاربته للأمور اللامادية كالصفات الإنسانية والأخلاقية والأمور العقائدية وحتى الإيمانية بات يعالجها من منطلق فكر مادي بحت بعيداً كل البعد عن جوهر الإنسان وحقيقة وجوده…
نعم البشر في صراع مع بعضهم البعض لكن الصراع الأكبر هو صراع المرء مع نفسه! صراع لا تشفيه الشعارات ولا تحله الحروب… فقد اوضح الدكتور جوزيف مجدلاني، مؤسس مركز علوم الإيزويتريك في لبنان والعالم العربي، في احد اللقاءات الصحافية بأن الإنسان يتطلع الى السلام مع الآخرين في حين انه يعيش في صراع مع نفسه… فكيف للسلام ان يُبنى خارجياً ان كان من يسعى الى تحقيقه لا يمتلكه داخلياً… ففاقد الشيء لايعطيه! اما الهدف فهو عودة المرء الى نفسه ومصادقة نفسه ومعرفة نفسه والغوص في حقيقة نفسه وغير ذلك عبثاً يحاولون! فالمطلوب ان يعيش المرء في توازن بين افكاره ومشاعره والتي ان تباعدت في وجهتها عن بعضها البعض كبر الشرخ الداخلي وعمق الصراع النفسي. وإن تقاربت من بعضعها البعض ضعفت الصفات السلبية ونظف الإنسان من الداخل وحينها يستطيع تحقيق السلام الذي يسعى اليه! فمنهج علوم الإيزويتريك يقدم لكل مريد التقنية العملية لتحقيق التوازن الباطني، والذي عند تحقيقه تتكشف للمرء حقائق لم تمر في خلده من قبل.
كما ويكشف كتاب الإيزوتيريك “حروب صغيرة لسلامٍ كبير” انه اذا ازلنا حرف الراء من كلمة حرب تبقى كلمة حب!!!
فخطوة صغيرة تبدل مفهوم بكامله… حركة بسيطة تبدل مسار بكليته!!! وما الإيزوتيريك سوى اصبع يشير بإتجاه الحقيقة القابعة في كل امرىء مهما اختلفت افكاره ومعتقداته وتطلعاته. من هنا فإن مسؤولية الإنسان الحقة هي في خوض معركة الوعي والفهم عوضاً عن الإنجرار وراء معارك الجهل والتعصب. فهل هناك اجمل من ان يحل الوعي بدلاً من الجهل والفهم بدلاً من التعصب؟ وهل هناك خيار غير خيار الوعي كفيل بوضع حد لهذه الصراعات التي لا نفع منها؟
وتبقى الإجابة عن هذا السؤال رهن بإرادة كل شخص. فحرية الإختيار حق كل انسان شرط ان يتحمل مسؤولية اختياره!!!
وليد فرح