رادار نيوز – أقامت مطرانية صور للروم الملكيين الكاثوليك احتفالا تكريميا للمطران الراحل هيلاريون كبوجي بعنوان “المثلث الرحمات المطران هيلاريون كبوجي”، برعاية راعي أبرشية صور وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت ميخائيل أبرص، في قاعة كاتدرائية القديس توما الرسول في مدينة صور، في حضور عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب عبدالمجيد صالح، عضو قيادة منطقة الجنوب الأولى في “حزب الله” الشيخ أحمد مراد، رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق، رئيس منتدى الفكر والأدب الدكتور غسان فران وعدد من العلماء وممثلي الفصائل الفلسطينية والفاعليات.
بعد النشيد الوطني، ألقى صالح كلمة رأى فيها أن “رحيل المثلث الرحمة المطران هيلاريون كبوجي خسارة كبيرة للأمة ولفلسطين بعد حياة طويلة قضاها في خدمة القضية الفلسطينية، وهو الذي كرس حياته من أجل تحرير مدينة القدس، وكان مثالا لرجل الدين المقاوم الذي جسد البعد الوطني والقومي والديني لمعنى المقاومة الفلسطينية، وهو أحد أهم رموز النضال والمقاومة ضد العدو الصهيوني”.
واعتبر أن “المطران كبوجي هو عنوان الوحدة والمقاومة والتضحية والعطاء، والتعبير الأساسي والمهم الذي يمكن أن نطلقه اليوم عليه هو مطران المقاومة وشيخها، ليس فقط على مساحة معينة، إنما على مساحة العالم العربي، لأنه كان يؤمن بالوحدة الوطنية وبوحدة الموقف، وإذا كنا أوفياء له، فعلينا بداية أن نترجم هذا الوفاء على المستوى الفلسطيني من خلال وحدة الموقف الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي الذي لا يفهم لا لغة الحوار، ولا يلتزم المواثيق الدولية أو قرارات الأمم المتحدة ومجلس الامن، ولا يخشى ويخاف إلا من المقاومة”.
مراد
وألقى مراد كلمة رأى فيها أن “المطران كبوجي كما كان قلبه على المقاومة الفلسطينية كان قلبه على المقاومة في لبنان، وكما كان شريكا في دعم المقاومة الفلسطينية، حاول من موقعه وعلى الرغم من الحصار المضروب عليه أن يدعم المقاومة في لبنان بما أوتي من قوة”، وقال: “مع رحيل مطران القدس الأبدي ومطران المنافي، ندرك القيم الروحية والانسانية التي يجب أن يتحلى بها رجل الدين إلى جانب روح المقاومة، ليبين الفرق بين رجل الدين الذي يسعى إلى الكرامة والمجرمين الذين يتلبسون ثياب الدين ويقتلون الانسانية باسم الأديان”.
شرف الدين
وأكد عضو بلدية صور المهندس علي شرف الدين في كلمة باسم البلدية أن “المطران كبوجي كان نموذجا ومثالا يجسد عمق انتماء الشعوب العربية وإيمانها، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والجغرافية، وانتمائهم للقضية الفلسطينية والنضال العالي والمشرف الذي يسعى لدحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس”، مشيرا إلى أن “المطران الراحل كبوجي كان واحدا من رجال الدين الكنسيين الذي جسدوا إيمانهم نضالا وكفاحا من أجل نصرة الشعوب المقهورة ودفع الظلم والاضطهاد الذي لحق بالشعب الفلسطيني، وما زالت المعاناة مستمرة تحت وطأة الاحتلال”.
أبرص
بدوره، أكد أبرص في كلمة أن “المطران كبوجي دافع عن الحقوق الفلسطينية المعتدى عليها منذ عام 1948، دون أن يكترث لا لعقوبة السجن ولا لألم المنفى الظالم، وناضل من أجل الحق والعدل بالفكر والقول والفعل معا، فجسد إيمانه بأعماله، وعارض التفرقة العنصرية على أساس الدين والعرق والقومية، منطلقا من عقيدة أبوة الله للانسان، وكانت حياته مليئة بمواقف وتضحيات مؤيدة للسلام، ومناصرة للمقاومة ضد الاحتلال بغية استعادة الأرض المحتلة، بصرف النظر عن ديانة المنتسبين للمقاومة من أجل تحريرها، وكان يعتبر المسلمين والمسيحيين عربا بالدرجة الأولى، لهم قضية إنسانية رئيسية مشتركة واحدة، ألا وهي القضية الفلسطينية العادلة التي لا تنحصر بأبناء فلسطين، ولا تقتصر على المسلمين، ولا تعني القيادات غير الروحية، ولا تتعلق بجنسية محددة”.
وقال: “انتقل المطران كبوجي من منفاه في روما إلى العراق عام 1990 رسولا متوسطا لإطلاق سراح إيطاليين ممنوعين من مغادرة البلاد بعد احتلال الكويت، وكذلك سافر عام 2000 على رأس وفد من رجال الدين والمثقفين إلى العراق رسولا متضامنا معه، ورافضا للعقوبات الدولية المفروضة عليه، وكان رسول الحملات والنشاطات حول العالم التي لا تعد ولا تحصى لدعم القضية الفلسطينية وإثبات عدالتها، وأيضا لرفع الحصار عن قطاع غزة، فأبحر عام 2009 ضمن أسطول الحرية لإغاثة أهالي غزة المحاصرين، وكرر الأمر عام 2010 دون أن تثنيه أي عقبات، لا العمر ولا التعب ولا الخوف من الموت”.
ورأى أن “التاريخ لن ينسى أن يدون اسم هذا البطل، ألا وهو المطران الرومي الملكي الكاثوليكي الفدائي المناضل الثائر، المحق العادل، المؤثر في ضمير الشعوب، الذي كرس حياته من أجل العدالة والعدل، لذا فقد كرمته السودان ومصر وليبيا والعراق وسوريا والكويت بطابع بريدي يحمل صورته، وحزنت لموته سوريا وإيطاليا ولبنان وفلسطين وتونس والدول العربية”.
وختم أبرص: “رقد المطران كبوجي على رجاء القيامة في لبنان، وقلبه على سوريا حيث الولادة، وعينه على فلسطين القضية حيث سار على درب التضحية والصلب، ورجاؤه المكافأة الإلهية السماوية”.
وتخللت الاحتفال كلمات لعدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية أكدت أن “المطران الفدائي كبوجي، ناضل من أجل القضية الفلسطينية في شتى المجالات ومختلف الوسائل، وأصبح عنوانا بارزا من عناوين القضية الفلسطينية وأحد أبرز المناضلين في صفوفها مجسدا حقيقة قدسية القضية الفلسطينية”.