رادار نيوز – أقيم بعد ظهر اليوم، في قاعة الشرف بثكنة المقر العام، في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، حفل إعلان التوأمة بين مؤسسة قوى الأمن الداخلي وجهاز شرطة ايرلندا الشمالية في اطار التعاون القائم بين المديرية العامة والسفارة البريطانية، بحضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، السفير البريطاني في لبنان هيوغو شورتر، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، نائب رئيس شرطة ايرلندا الشمالية اندرو هاريس وقادة الوحدات وعدد من كبار الضباط.
بدأ الاحتفال بالنشيدين الوطني اللبناني والبريطاني، تلته كلمة ترحيبية لعريف الحفل رئيس شعبة العلاقات العامة العقيد جوزف مسلم.
بصبوص
ثم القى بصبوص، كلمة قال فيها: “يشرفنا أن نستقبلكم ونرحب بكم معالي الوزير وسعادة السفير في بيتنا المقر العام لقوى الأمن الداخلي، كما كان لنا الشرف باستقبالكم في حزيران الماضي في معهدنا في عرمون، حيث احتفلنا وإياكم بتوقيع مذكرة التفاهم بين وزارة خارجية المملكة المتحدة ممثلة بسعادة السفير وبين وزارة الداخلية والبلديات في الجمهورية اللبنانية بشخص معالي الوزير. كما يسرنا أن نرحب أشد الترحيب بنائب رئيس شرطة إيرلندا الشمالية السيد درو هاريس والوفد المرافق، الذي يزور لبنان لأول مرة، حيث تأتي زيارته أيضا في سياق تنفيذ هذه المذكرة التي عملنا بجدية منذ توقيعها لوضع بنودها موضع التنفيذ لإستثمارها بالشكل المناسب، خاصة لجهة التحول الاستراتيجي لقوى الأمن الداخلي واستمرار تطوير العمل فيها. ولعل من تجليات هذا الإستثمار الناجح، هو إطلاق شراكة ناشطة بين جهاز شرطة أيرلندا الشمالية ومؤسسة قوى الأمن الداخلي، عبر تكريس التوأمة فيما بينها وتبادل الخبرات والأساليب الشرطية المعتمدة عالميا، بهدف تقديم خدمة شرطة رائدة لمجتمعنا تحقيقا لرؤيتنا المتمثلة بأن نكون على قدر آمال المواطنين وأن نحظى بكامل ثقتهم”.
اضاف: “شهدت مؤسسة قوى الأمن الداخلي في السنوات الأخيرة تطورا مميزا، فتحولت من مؤسسة تقليدية إلى مؤسسة متطورة قادرة بمستوى الشرطة في دول العالم المتقدم، ويعود الفضل في هذا التطور إلى الجهود التي بذلناها، وبدعم لا محدود من معالي وزير الداخلية والبلديات الأستاذ نهاد المشنوق، في سبيل رفع كفاءة ضباطنا وعناصرنا وتدريبهم على أسس حديثة ولتجهيز قطعاتنا بأحدث التجهيزات والمعدات، كما يعود الفضل في ذلك أيضا لدعم الدول الصديقة والشقيقة، وفي مقدمتها المملكة المتحدة التي حققنا بدعمها ومساعدتها وتمويلها العديد من المشاريع، أذكر منها: المساهمة في إنشاء وتدريب فريق التخطيط الاستراتيجي ووضع خطة استراتيجية ومياومتها. مواكبة وتمويل إنجاز مدونة قواعد السلوك لعناصر قوى الأمن الداخلي. تصميم وتطبيق البرنامج التثقيفي لضباط قوى الأمن الداخلي. تحضير الدليل المهني والاحترافي للقوى السيارة في مجال حفظ الأمن والنظام. تحضير مراجعة استراتيجية شاملة، ومكننة عمل المفتشية العامة وترميم وتشييد قسم من مبنى حقوق الإنسان فيها. إنجاز مركز الفصيلة النموذجية في رأس بيروت على مبدأ الشرطة المجتمعية وتحضير فصيلتي الروشة والرملة البيضاء للعمل على نفس المبدأ. تنظيم العديد من الزيارات والدورات التدريبية للضباط إلى المملكة المتحدة”.
وتابع: “مع الإطلاق الرسمي لهذه التوأمة، نعاهدكم ونعاهد أنفسنا بأن نعمل كل ما بوسعنا في سبيل تحقيق الشراكة المتكاملة مع جهاز شرطة إيرلندا الشمالية لتحديد مكامن الضعف التي نعاني منها ومكامن القوة التي نعتز بها، لنكون قادرين سويا على معالجة نقاط الضعف واستثمار نقاط القوة لتقديم أفضل خدمة لمجتمعنا”.
وختم شاكرا “المملكة المتحدة عبر السفير على دعمها المستمر لنا وأرحب مجددا بضيوفنا الكرام، على أمل أن تكون هذه المناسبة نقطة تحول نحو مستقبل أفضل للخدمة الشرطية في بلدينا”، متمنيا أن “تتكلل هذه التوأمة بالنجاح وتؤدي إلى المزيد من التعاون والإنجازات”.
هاريس
بعدها القى هاريس كلمة قال فيها: “انه لشرف عظيم وجودي هنا واشكركم على حسن الضيافة، وانه لمن دواعي سروري ان نكون شريكا استراتيجيا بهذه التوأمة مع قوى الأمن الداخلي. واجهنا كجهاز شرطة في ايرلندا الشمالية اياما صعبة وتحديات جمة فطبقنا مشروعا للاصلاح وخضنا بهذا البرنامج لمدة 15 سنة وتخطيناها وطورنا شخصيتنا في مواضيع عدة منها حقوق الانسان والشرطة المجتمعية وقد ساعدنا عدة خبراء على مر السنوات ولا نزال نتعلم من خلال زيارة البعثات الامنية، لذلك يسرنا ان نساعد بعض المؤسسات الأخرى لإنفاذ القانون. ومما رأيته وسمعته، لدينا الكثير لنتعلمه منكم ومن نجاحاتكم، وآمل بنتائج مثمرة مستقبلا وتفاهم شامل لمصلحة مجتمعاتنا”.
شورتر
والقى شورتر كلمة قال فيها: “ما يحصل اليوم خطوة اساسية للتعاون الوثيق والاستراتيجي مع قوى الامن الداخلي في لبنان. خضعت شرطة ايرلندا الشمالية لعملية اصلاح شجاعة لتصبح احدى اهم قوى الشرطة في العالم، تسدي النصائح للشركاء من كل انحاء العالم حول الشرطة المجتمعية، والنظام العام وحقوق الانسان. انا فخور بأننا نقدم صديقا ومستشارا لقوى الامن الداخلي التي تباشر في خطة اصلاحها. وبدوره سيستفيد اعضاء شرطة ايرلندا الشمالية من دروس وتجارب قوى الامن الداخلي في العمل ببيئة اجتماعية وامنية معقدة”.
المشنوق
ثم القى المشنوق، كلمة قال فيها: “نلتقي اليوم لنشهد على توقيع إتفاق التوأمة بين المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والشرطة في إيرلندا الشمالية.ان قرار التوأمة مع ايرلندا الشمالية له رمزية خاصة واهمية مميزة: فالكل يعرف التحديات والظروف التي مرت بها ايرلندا الشمالية لسنوات مضت والإنقسامات الطائفية والاشتباكات الأهلية التي جعلت من شوارع بلفاست ومدن أخرى خطوط تماس لسنوات عديدة. طبعا، من الناحية النظرية هناك تشابه كبير بين ما جرى هناك والواقع اللبناني هنا بالإضافة إلى التشابه بين إتفاق الجمعة العظيمة وإتفاق الطائف. المهم في هذا الموضوع هو الإستفادة من التجربة في ايرلندا الشمالية والأخذ من إيجابياتها مع تفادي سلبياتها. ولهذا الإحتفال قصة: وقد بدأت هذه القصة حين زرت المملكة البريطانية في شهر اذار من العام الماضي على رأس وفد أمني وإداري رسمي مثل الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية والبلديات. يومها كنا في خضم الفراغ الرئاسي والشلل المؤسساتي وغياب الموقف اللبناني الرسمي الموحد تجاه القضايا العربية والأزمات في المنطقة. بالرغم من كل هذه التحديات والتصدعات المختلفة، لم تتردد الحكومة البريطانية في إعلانها عن زيادة الدعم لوزارة الداخلية اللبنانية وخصوصا للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بمبلغ 13 مليون جنيه إسترليني من أجل مساعدتها على القيام بمهامها نظرا لزيادة الإحتياجات والتحديات في آن واحد”.
اضاف: “بعد بضعة أشهر، قمنا مع الصديق السفير هوغو شورتر بتوقيع مذكرة تفاهم في 30 حزيران من العام الماضي في معهد قوى الأمن الداخلي. كان لصدى هذا الإعلان أثر طيب ومهم لأنه اثبت ان لقوى الأمن الداخلي ووزارة الداخلية حلفاء وأصدقاء ملتزمون بمساعدتها. وها نحن اليوم مجتمعون لنشهد ليس فقط على تثبيت هذه الصداقة إنما لرفعها إلى درجة التوأمة. أهداف هذه التوأمة عديدة وهي تصب في خانة تعزيز تبادل الخبرات والدعم التقني لقوى الأمن الداخلي لناحية التخطيط الإستراتيجي بالإضافة الى دعم الأقسام والقطعات المتعددة مثل القوى السيارة والشرطة المجتمعية اضافة الى تعزيز دور المراقب العام. ومن شأن كل ذلك المساعدة في تعزيز ثقة المواطنين بالمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وبكافة اجهزتها. كما ان هذه الخطوات ستساعد بنقل قوى الأمن الداخلي إلى مرحلة أكثر تطورا وحداثة بالإضافة إلى العمل الموازي الهادف الى تعديل القانون 17 الذي يرعى تنظيم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي من أجل مأسسة كل هذا التطور والتحديث”.
وختم: “يقولون إن الصديق وقت الضيق وقد صدقت هذه المقولة ووجدت ترجمة عملية في تعاوننا الوثيق على الصعيد الثنائي اللبناني – البريطاني . وهنا لا يمكنني إلا ان احيي السفير هوغو شورتر على جهوده ومتابعته للملفات المشتركة بكل عناية واهتمام ومثابرة وإنني على يقين بأن التعاون بين السفارة البريطانية في بيروت ووزارة الداخلية اللبنانية سيستمر وسيتعزز بكل جدية وحيوية وفعالية”.
ثم جرى تبادل الدروع التذكارية بين اللواء بصبوص ونائب رئيس شرطة ايرلندا الشمالية، وفي الختام اخذت الصور التذكارية بالمناسبة واقيم حفل كوكتيل.