رادار نيوز – تميزت ندوة جنكيز تشاندار تركيا إردوغان الجديدة، التي حاضر فيها الكاتب والصحافي التركي جنكيز تشاندار، وأدارها ميشال نوفل، في مؤسسة الدراسات الفلسطينية يوم الخميس 16/2/2017 شكلاً ومضموناً.
من حيث الشكل
كان الحضور مميزاً عدداً ونوعاً، مثقفون وأكاديميون، صحافيون، طلاب، مهتمون ومختصون أيضاً في المسألة التركية؛ وقد انعكس ذلك من خلال التفاعل بين المحاضر والمشاركين,وفي نوعية الأسئلة التي طرحت.
ولقد سهلت الترجمة الفورية التفاعل بين الحضور والسيد تشاندار الذي فضل أن يتكلم باللعة الانكليزية كي يتمكن من التعبير بأسلوب أفضل. وكان هناك عرض للندوة بشكل مباشر عبر شبكة الأنترنت.
من حيث المضمون
قدم السيد تشاندار سياقاً زمنياً تحليلياً يربط بين الإيديولوجيا القومية التركية التي تبناها حزب “الإتحاد والترقي” السياسي الحاكم في آخر عهد السلطنة العثمانية وقاد إلى زوال السلطنة وظهور كمال اتاتورك مؤسساً لتركيا ما بعد السلطنة، وبين التحولات القومية التي تشهدها تركيا الآن، ونزوع رجب طيب اردوغان الشمولي وعمله على تركيز السلطة في يده.
قال إن الدمج بين التوجه القومي والإسلامي في تركيا يعني التخلي عن “النموذج التركي”، الذي روج له خلال “الربيع العربي”.
رأى أن جل اهتمام تركيا اليوم في سورية هو منع قيام كيان كردي، ولم يعد دعم الثورة السورية أو سقوط الرئيس بشار الأسد هو الدافع الحقيقي.
قدم دلائل رقمية عمّا يجري في تركيا بعد الانقلاب الفاشل، وقال: بلغ عدد من فصلوا من أعمالهم أكثر من 128 ألف شخص بمن فيهم نحو 7300 من الأكاديميين الذين فقدوا وظائفهم و3543 قاضياً ووكيل نيابة تم فصلهم ووضع بعضهم في السجن. وفي تركيا اليوم نحو 92 الف معتقل و45 ألف موقوف. وهي الآن أكبر سجن للصحافيين في العالم، مع وجود 162 صحافياً خلف القضبان، وبعضهم من كبار كتّاب الأعمدة وكتّاب الرأي المرموقين، وهو عدد يتجاوز مجمل أعداد الصحافيين المعتقلين في إيران وروسيا والصين مجتمعة.
رأى أن روح العصر الحالي هي ظهور “الرجال الأقوياء”، وليس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوى أفضل مثال، في حين يُعتبر الرئيس طيب رجب إردوغان بالنسبة لكثيرين، نسخة تركية عن بوتين. وحتى في الاتحاد الأوروبي يعتبره البعض قدوة، مثل فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر.
اعتبر أن إردوغان يتحلى بكثير من الصفات المشتركة مع شخصيات تبدأ من صدام حسين وتنتهي مع معمر القذافي، ومن هوغو تشافيز في فنزويلا إلى سيلفيو برلوسكوني في إيطاليا، وكل هذا يجعله شخصية فريدة لإضفاء مزيد من التميّز على النموذج التركي للحكم الطويل لحزب العدالة والتنمية تحت قيادته الاستثنائية.
“النموذج التركي” والسمات الفريدة التي يحملها هي ظاهرة معقدة، وصعود إردوغان إلى مكانة عالمية مرموقة سار جنباً إلى جنب مع صعود نزعة إضفاء الطابع الشخصي أو “شخصنة” النظام السياسي في تركيا.
قال إن المخيف هو أن هناك قاعدة شعبية صلبة خلف إردوغان من الشعب التركي.. وشبه ما يرفع من شعارات بشأن النظام بما كانت ترفعه الأنظمة القومية في اوروبا في منصف ثلاثينيات القرن الماضي “علم واحد نظام واحد دولة واحدة”… واستطرادا قائد واحد هو إردوغان الذي يطلق عليه مريدوه اسم “الريس” والصحافة التابعة له بـ “القائد العالمي”.
ورأى أنه بعد قرن تقريباً من انهيار السلطنة العثمانية، قد تكون للقومية التركية التي تبناها هذه المرة حزب العدالة والتنمية بقيادة إردوغان وهو شخصية في مثل قوة كمال أتاتورك، تبعات مدمرة على تركيا والمنطقة المجاورة، وسأل في تلخيصه لمضمون الندوة، ما إذا كانت تركيا ستتلاشى كدولة؟؟.