جيهان سامي سليمان – مستشار تعليم دولي
د.أحمد محمد عبد العظيم –عالم دولي ومدرس بجامعة قناة السويس
تعد مصر من الدول الرائدة التي أتخذت مسلكا عمليا في الاهتمام بالحفاظ على التنوع البيولوجي و الحفاظ على الموارد والموروثات
الثقافيةالطبيعية منذ عام 1936 عندما دخلت مصر في اتفاقية ” الميثاق الخاص بحماية الحياة النباتية والحيوانية في حالتها الطبيعية”(في عام 1983 تم اصدار القانون 102 و حدد الاطار القانوني لإعلان وإدارة المحميات الطبيعية ثم تبعه قانون 4 لعام 1994 والذي نظمت المادة 28 منه صيد الحيوانات البرية ومنعت تدمير بيئاتها الطبيعية وتنص المادة 84 من هذا القانون على قانون عقوبات الصيد الجائر لها
وفي عام 1992 وقعت مصر على ميثاق حماية التنوع البيولوجي ، ريو دي جينيرو، وتعديله عام 1994 وتنص المادة السادسة [1] على وجوب أن تقوم الأطراف بصياغة استراتيجيات قومية لوضع إطارعام لعملية الحفاظ على التنوع البيولوجي ولكن يبدو أن الكثير من العناية النظرية قد منحت للحفاظ على التنوع البيولوجي في مصر بإقامة العديد من المؤتمرات للمتخصصين وإصدار التوصيات و تعديل القوانين إلا أنه في ظل نظام التعليم المعيب لا تصل الكلمة عن الحفاظ إلى من يجب أن تصل إليهم. العامة وبالأخص طلبة المدارس والجامعات ، وهم من يمكنهم اطلاق شرر الوعي بالحاجة للحفاظ على التنوع البيولوجي، وبالرغم من وجود المادة 13 من الميثاق والتي تنص على ضرورة ربط العلوم بالحياه وخاصة بالحفاظ على التنوع البيولوجي إلا أن الواقع مختلف تماما.
فإن لم يستطع الوعي بالحفاظ على البيئة أن يصل إلى طلبة المدارس والجامعات فإلى من يتوجه إذن؟ إن مناقشة قضية التعليم في مصر يمكنها أن تستغرق سنوات وسنوات دون أن تصل بنا إلى شيء لكن توجد حقيقة بسيطة تجسد المشكلة ، معايير تعلم مادة العلوم معايير دولية أما الحفاظ على التنوع البيولوجي فمسألة تميل للمحلية. فالتنوع البيولوجي هو درجة تنوع أشكال الحياه داخل بيئة حيوية معينة. فطلبة المدارس الأمريكية مثلا يدرسون معايير التعلم الخاصة بالولايات المتحدة سواء كانت لتلك الولاية أو للأخرى( معايير إنديانا ، معايير كاليفورنيا ، ..إلخ) أو معايير عامة و في تطبيق تلك المعايير توجد مرونة كبيرة تستوعب تضمين الحفاظ على البيئة داخل إطر المنهج إن توفر الوعي والرؤية والمعلم المدرب إلا أن الواقع هو أننا نتبع الكتب الدراسية المستوردة من الخارج في تطبيقها لمعايير التعلم
شكل 1: القوى الطبيعية ، معايير ولاية إنديانا
ونرى في شكل (1) تطبيق لمعيار القوى الطبيعية في الروضة K وهو عن انفجار البراكين فكيف يدرس الطفل المصري البراكين قبل أن يتعرف على بيئته الطبيعية وما فيها وكيفية المساهمة في الحفاظ عليها بقدر قوته، فينبغي أن نفعل هذا ولا نترك ذاك، مع العلم أن مادة العلوم البيئية الدولية على عدم تعاملها مع ا
لبيئة المحلية ، في جميع صفوف نظام التعليم الأمريكي لا تدرس إلا مرة واحدة في الصف الثاني عشر وتكون إختيارية. أما في المناهج المحلية فالجميع ملتزم بالمناهج القومية ولا خروج عن الصندوق.
والعجب العجاب أن تجد في معايير الجودة الخاصة بالهيئة القومية للإعتماد وجودة التعليم معيارا كاملا عن المنهج يتم الحكم بموجبه على جودة التعليم بالمدرسة المتقدمة للإعتماد مع أن مدارسنا القومية لا تحدد المنهج ولا تتحكم به وإنما هذه المعايير مترجمة بلا وعي عن المعايير الأجنبية التي تمت ترجمتها للعربية لأول مرة في عام 2007 بواسطة كاتبة المقال عن هيئة أمريكية للإعتماد الدولي وبنظرة عامة ندرك أنه لا توجد خريطة حيوية لكائنات مصر حتى الآن رغم أن ذلك كان مشروعا ممولا من الإتحاد الاوروبي .
وقد قامت عدة محاولات لإصلاح تعليم مادة العلوم ورفع الوعي بقضايا التنوع البيولوجي في مصر إلا انها لا تزيد عادة عن إصدار الكتيبات والاسطوانات المدمجة واللوحات التي يستقر بها الحال في مكتبات المدارس والجامعات ولا يستفيد بها أحد ولكن الأغرب أنه لا يوجد حصر حقيقي لعدد الكائنات الحية(مثال www.biomapegypt.org في مصر إللهم إلا فيما يختص الفطريات التي وثق لها الدكتور أحمد عبد العظيم ويقوم بنشرها بمنحة من موسوعة الحياة على موقع Cybertruffle’s Robigalia (http://www.cybertruffle.org.uk/robigalia/ara/index.htm) ويعاونه في التحريرلغوياً كاتبة المقال، حيث أنه الموقع الوحيد على مستوى العالم الذي يتضمن تقديم المعلومات عن الفطريات والكائنات الحية المرتبطة بها باللغة العربية.
وكمستشار تربوي قمت بالعمل مع الدكتور أحمد عبد العظيم في برنامج لربط العلوم بالحياة والتعليم بقضايا البيئة[2] علميا وعمليا (©Science Across Egypt) أو العلوم عبر مصر وقمنا بإصطحاب طلبة مدرسة بورسعيد الأمريكية
، كمثال، إلى نهر النيل في يوم المياه العالمي 22 مارس 2011 لتحليل نسب التلوث في مياة النهر والمطالبة بإعلانه محمية طبيعية قما قمنا بقيادة حملات توعية عديدة خرج فيها الطلبة لتوزيع النشرات التوعوية وتنظيم العديد من الندوات وإعلان المدرسة مدرسة صديقة للبيئة 2010/2011.
وهذه المبادرة إذ تحتاج للدعم محليا ودولياً حيث تشمل أيضا تدريب المعلمين للإضطلاع بهذا الدور الرائد في ربط العلوم بالحياة في نظام التعليم على أرض مصر سواء تسمى بالدولي أو بالقومي ، تقوم مجموعة من العلماء داخل مصر وخارجها بإنشاء المنظمة الدولية للحفاظ على البيئة والإستدامة [3](تحت التأسيس) بمزيد من الأمل في التقدم بهذا المشروع إلى الأمام لنهضة مصرنا الحبيبة .
Mycosystematist
Ismailia 41522 , Egypt