/

كلمة معالي الوزير ياسين جابر في الدورة 136 للاتحاد البرلماني الدولي في دكا بنغلاديش

139 views

رادار نيوز – مثّل معالي الوزير النائب ياسين جابر، والنائب باسم الشاب المجلس النيابي اللبناني في اجتماعات الدورة ١٣٦ للاتحاد البرلماني الدولي، التي عقدت بتاريخ 1 لغاية 5 من نيسان 2017، في داكا عاصمة بنغلادش بمشاركة وفود برلمانية تمثل ١٣٢ دولة من مختلف أنحاء العالم.

وكانت كلمة لبنان لمعالي الوزير جابر قال فيها:

بدايةً أودّ ان أتقدم بالشكر من البلد المضيف ، بنغلادش على حسن الضيافة وحسن الإستقبال وعلى الجهود الكبيرة التي بذلتها لإنجاح هذا المؤتمر انه بالتأكيد شرف كبير لي ان أقف متحدثا باسم وفدلبنان من على هذا المنبر الهام، الى هذا الجمع المميز من برلمانيي العالم، ولا شك بأن الاتحاد البرلماني الدولي قد لعب عبر سنوات عمره الطويل دورا مهما في العمل على تعزيز مباديء الديمقراطية في العالم، وفي زيادة فرص السلام من خلال جمع فرقاء من مختلف دول العالم تحت سقف واحد وفتح ابواب الحوار فيما بينهم، ولكن وبالرغم من كل الجهود التي تبذل، ما تزال التحديات التي تواجه العدالة الإنسانية و السلام والديمقراطية في العالم كبيرة ومتعددة.

حضرة الرئيس انا هنا اليوم لامثل وطني لبنان الذي يقع في منطقة ملتهبة تعاني من الإرهاب ومن صراعات مسلحة ادت وتؤدي الى كوارث ومأسي بشرية في الدول المعنية ودول الجوار ومن بينها لبنان. كما ان الارهاب وبكل انواعه أخذ بالانتشار في دول المنطقة ويطرق ابواب كل دول العالم ولا يظنن احد انه سيكون بمنأى عن تأثيراته.

حضرة الرئيس: في الماضي ادت كارثة فلسطين وتفجر الصراع العربي الاسرائيلي الى نزوح مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين الى لبنان وقد شكلوا خلال العقود الماضية عبئاً كبيراً اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً على لبنان، هذا البلد الصغير بمساحته والضعيف بامكاناته المادية، وما زال هؤلاء اللاجئون محرومين من حق العودة الى وطنهم فلسطين ويعانون كل انواع العذاب والإضطهاد رغم مرور عقود طويلة من الزمن على النكبة التي حلت بهم بسبب استيلأ اسرائيل على وطنهم، وسعيها المتواصل للإستيطان في ما بقي من ارضهم، والرفض المطلق لحل عادل يقوم على أساس الدولتين. اضافة الى هذا الواقع الصعب واجه لبنان كارثة كبيرة اخرى نتيجة الصراع العسكري الدائر في سوريا التي هي دولة جارة للبنان، لقد ادت هذه الحرب في السنوات الست الماضية الى نزوح مئات الالاف من السوريين الى لبنان، وحسب الارقام الأخيرة بلغ عدد النازحين السوريين في لبنان حوالي مليون ونصف نازح انتشرو في مختلف المناطق اللبنانية، وباتوا يشكلون عبئاً كبيراً على لبنان، الذي يبذل جهوداً كبيرة للتعاطي بشكل انساني مع هذه المأساة، خاصةً في موضوع الأطفال وضرورة تعليمهم تفادياً لتحولهم الى جيلً ضائع، وقد فتح لبنان أبواب مدارسه الرسمية لهؤلأ الأطفال. لكن ورغم كل ما نبذله من جهود، يفوق ما هو مطلوب للتصدي لهذه المأساة الإنسانية قدراتنا، خاصةً وان عدد سكان لبنان في الاساس لا يتجاوز اربعة ملايين انسان، ومساحة لبنان لا تتجاوز العشرة الاف واربعماية كيلومتر مربع ، اي انه اصبح هناك في لبنان ما يفوق الماية وثمانين لاجيء ونازح في الكيلومتر المربع الواحد، واصبح عدد اللاجئين والنازحين فيه يشكل حوالي نصف عدد سكانه الاصليين وهذه ارقام مخيفة وتشكل تهديداً كبيراً غير مسبوق في اي دولة من العالم لأمن لبنان كما لإستقراره وسلامته وسلامة ابنائه واقتصاده وبناه التحتية.

حضرة الرئيس ان ما يجري هو كارثة انسانية غير مسبوقة يتحمل لبنان وزرها بصبر، بدافع انساني، ونحن نناشدكم ونناشد كل دول العالم التي تنشد السلام والعدالة الإنسانية والمساواة بين البشر وحماية الأطفال والنساء، المبادرة الى مساعدة لبنان وشعبه، كما مساعدة الشعب السوري الضحية، والسبيل الاساس الى ذلك هو وقف الحرب في سوريا من خلال ايجاد حل سياسي لمشكلتها ما يسمح بعودة النازحين الى ديارهم.

حضرة الرئيس بانتظار هذا الحل هناك حاجة كبيرة للمساعدة في معالجة اوضاع النازحين من خلال الدعم المادي، ونطالب البرلمانات الممثلة في هذا المؤتمر ان تحث دولها على المساعدة بكل وسيلة ممكنة لدعم لبنان ودوّل الجوار في هذه المِحنة التي نعيشها، المطلوب العمل على استيعاب النازحين في دول اخرى غير لبنان، خاصةً في دول المنطقة التي لديها إمكانات مادية كبيرة ومساحة جغرافية واسعة قادرة على الإستيعاب، إضافةً الى ذلك يجب العمل بجدية على تأمين عودة أمنة لأكبر عدد من النازحين السوريين الى وطنهم سوريا.

كما ان المطلوب حضرة الرئيس مد يد المساعدة الى الدولة اللبنانية لتمكينها من الصمود في هذه الظروف الكارثية وتلبية الحاجات الطارئة التي يواجهها لبنان خصوصاً وان البنك الدولي قدر حجم الخسائر التي تكبدها لبنان من انعكسات الحرب في سوريا والنزوح الكثيف وتداعياته بحوالي 7 مليارات ونصف مليار دولار اميركي.

ختاماً اسمحوا لي ان اغتنم فرصة وقوفي على هذا المنبر اليوم لاطلب من الوفود البرلمانية المشاركة نقل هذه الصورة المأساوية الى حكوماتها والى شعوبها لاجل ان تتحمل مسؤولياتها وتبادر الى المساعدة في ايجاد الحلول وتأمين الدعم السياسي والمادي خصوصا وان الاوضاع الحالية التي يمر بها لبنان وسوريا ودول المنطقة تشكل وضعا خطيرا اذا تفجر ستصيب شظاياه الكثير من دول المحيط والعالم ، وما شهدناه مؤخراً من عمليات ارهابية في عدد من عواصم العالم الكبرى خير دليل على ذلك وآخر هذه العمليات ما حصل أمس في روسيا في مدينة سانتبيتسبورغ واسمحو لي هنا ان اضم صوتي الى صوت رئيس الإتحاد البرلماني الدولي الذي تحدث في بداية هذه الجلسة ، في ادانة هذه العملية الإرهابية البشعة وفِي تقديم التعازي الى روسيا، المطلوب أيها السيدات والسادة جهد دولي موحد في محاربة الإرهاب ومعالجة المأسي الإنسانية التي يتسبب بها.المطلوب توحيد الجهود دولياً، ولا شك بأن ذلك سيساعد في تعزيز العدالة الإنسانية والسلام العالمي. 

الوزير جابر والنائب الشاب في مؤتمر دكا

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Previous Story

حفل الزمن جميل أواردز في موسمه الثاني كرم نجوما عرب

Next Story

ندوة طبية عن تقويم العظام لنادي ليونز ارجوان وروتاري المتن بالتعاون مع بلدية برمانا في فندق برنتانيا

Latest from Blog