رادار نيوز- استضاف مركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي في بيروت في سياق سلسلة حلقاته الحوارية حول “الحركات الإسلامية والدولة المعاصرة”، الأستاذ في الحوزة العلمية والجامعة اللبنانية الشيخ الدكتور محمد شقير، في حوار بعنوان: “الدولة وولاية الفقية والعلاقة الإشكالية بينهما”، في حضور حشد من الشخصيات السياسية والفكرية والإعلامية والثقافية.
زراقط
وقدم للقاء الشيخ محمد زراقط، فعرض “اشكالية العلاقة بين مفهوم ولاية الفقيه والدولة الحديثة، لا سيما بعد تجربة الجمهورية الإسلامية في إيران”، معتبرا أن “قيام هذه الجمهورية طرح عددا من الأسئلة حول طبيعة العلاقة بين مفهوم الدولة الحديثة ونظرية ولاية الفقيه”.
وأجاب الشيخ زراقط عن أسئلة أخرى كانت تدور حول “إمكانية التوفيق بين نظرية سياسية ترجع إلى قرون ماضية وبين الدولة بشكلها المعاصر المحفوف بكم كبير من المفاهيم السياسية الحديثة التي لم تكن مطروحة آنذاك”.
شقير
واستهل الشيخ الدكتور محمد شقير كلمته بعرض “مفهوم ولاية الفقيه وما تحمله من رؤى فكرية وشرعية وعلاقة ذلك بالدولة الحديثة”.
وقال: “ولاية الفقيه تعني مشروعية التصدي للشأن العام من قبل الفقيه العادل والحائز على جملة مواصفات وشروط لتطبيق الاطروحة الدينية، وولاية الفقيه تدرس بالدرجة الاولى تحت عنوان الفلسفة السياسية وليس ادارة السلطة، واذا كانت الديموقراطية الحديثة تعني مشروعية الاكثر تمثيلا، وإذا كانت بعض نظريات الاسلام السياسي الحديث تقوم على مفهوم الغلبة للاقوى، فان ولاية الفقيه تعني نظرية الاشد كفاءة واختيار الافضل من حيث المواصفات الدينية والاجتماعية والسياسية”.
اضاف: “قد يكون مفهوم ولاية الفقيه مؤاده الدولة كما حصل في ايران او المشاركة في السلطة كما حصل في لبنان او عدم المشاركة في السلطة كما حصل في بعض المراحل في لبنان. لكن ذلك لا يعني بالضرورة ان نظرية ولاية الفقهية محكومة بالسلطة فقط كما هو الحال مع الاسلام السلطاني، الذي كان قائما منذ نهاية فترة الخلافة الاولى في الاسلام. وان ما حصل في التاريخ الاسلامي ادى لتقديم فقه الغلبة والتمكين على فقه العدالة، والانتقال من اقامة العدل الى اختزال المشروع الاسلامي بتطبيق الشريعة”.
وتابع: “علينا اعادة البحث في الفكر السياسي الاسلامي كي يعطي الاولوية لاقامة العدالة وليس لنيل السلطة، حيث يجب النظر الى السلطة في سياق العدالة، وان مفهوم ولاية الفقية ينطلق من هذه القاعدة ومن خلال ذلك يسعى لاقامة الدولة العادلة”.
وختاما، دار حوار موسع بين المشاركين والشيخ شقير وطرح العديد من الاسئلة والاشكالات حول ما قدمه من اطروحة فكرية جديدة.