/

نهاية داعش… ومثلث الموت السوري… بقلم سعدالله فواز حمادة

143 views

رادار نيوز – تتقاطر الحشود من كل حدب على الجبهة الشمالية والشمالية الجنوبية لسورية، وما انتقال عاصمة داعش من الرقة سوى اشارات على ان هذا التنظيم قد فقد مقومات استمرار ولاية الرقة، اقله في المدى المنظور. حيث ان هذه الحشود اصبحت تتسابق على من يرث تركات ما يطلق عليه ( الدولة الاسلامية).

تحرك جبهة الجنوب في سوريا له دلالات كبيرة في هذا التوقيت بعد التوتر الذي لحظناه. وتصاعد وتيرته في الآونة الاخيرة بين حزب الله وسوريا من جهة، والجبهة الشمالية للكيان الاسرائيلي من جهة أخرى. كله يشي بأن الامور ذاهبة الى التصادم الحتمي، وان كان ضمن ستاتيكو (اكثر من صدام اقل من حرب)….

كان الجنوب السوري بعد حرب تشرين سنة ١٩٧٣ يخضع لخطة وقف الاشتباك الذي اقره مجلس الامن، وقد نعمت هذه المناطق بهدوء لافت طيلة اربعين سنة، ولم تحرك ساكنا، بحيث قوات (الاندوف) التي هي قوات فصل تابعة للامم المتحدة تعتبر انتقال عناصرها وتنقلها في تلك المناطق هي عبارة عن رحلة للاستجمام، حيث تتمتع بمناخ معتدل ومناظر خلابة. يجمع المراقبون على ان اي صدام سيحصل في المستقبل لن تكون هذه المنطقة بمنأى عن حلبة هذا الصراع، بل هي المكان الاكثر سخونة وتهيئة من حيث استراتيجيتها وتداخلها مع جبهة الجنوب اللبناني، بل المسرح الاساس. وهنا للتذكير فإن سفوح جبل الشيخ ومناطق شبعة، مناطق متداخلة تفصل الجبهتين تلك وهي على مرمى حجر من الحدود الاسرائيلية. الحدود الاردنية والجبهة الجنوبية..

في التفاصيل ومن خلال تسريبات اعلامية فقد أوكل لأحد الجنرالات الكبار في الدول العربية مهمة التنسيق مع الجانب الاميركي وبالتعاون مع قوات على الحدود الاردنية – السورية لتجهيز قاعدة كبيرة ستكون بمثابة تجميع لتلك الحشود التي بدأت طلائعها بالقدوم، وسيكون هناك تعاون وثيق بين قوات معارضة في الجنوب السوري وقد جهزت بمعدات حديثة جدا لتؤازر تلك القوات مع بداية تنفيذ الخطة.

وحسب مراقبين فإن وجهة هذه القوات ستكون ضمن اتجاهين: الاول التوجه نحو معركة دير الزور الكبرى التي اصبحت اليوم العاصمة الرئيسية لداعش، بحيث تكون معركة الموصل قد اسدلت، فيتم الاجهاز عليهم في معقلهم الاخير…. والثاني رفد الفصائل التي تحارب في درعا وريفها والجنوب السوري بالدعم اللوجستي والعنصر البشري لترجيح كفتهم واغلاق تلك الجبهة نهائيا في وجه اي محاولة لتحريكها في المستقبل بوجه اسرائيل. ضرب عصفورين بحجر واحد بالنظر الى كل هذا فأن نجحت الخطة، فستكون بمثابة انجازين اساسيين، حيث يتم ترسيم منطقة تمتد من حدود القنيطرة في اقصى الجنوب، الى دير الزور في اقصى الشمال الشرقي لسوريا. ويتم بذلك وضع منطقة آمنة من حيث الجيوغرافيا السياسية والامنية تكون اسرائيل بذلك يحاذيها محيط آمن ومنطقة مستقرة، كما انه يتم التحكم بالحدود العراقية – السورية في منطقة البادية ومناطق التداخل المترامي الاطراف على الحدود مع العراق….

تسريب هذه الخطة وعدم اظهارها سببه الضوابط والتوجس من فشلها. فهناك الكثير من العوائق تعترضها ولا سيما كيفية عدم الاصطدام مع الجانب الروسي الذي يشكل العائق الاساس لها……

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Previous Story

12 عملية دهم في برشلونة في إطار مكافحة الارهابيين

Next Story

يوم امني في الشمال: توقيف 71 مطلوبا بجرائم مختلفة

Latest from Blog