رادار نيوز – استضاف “منتدى الأربعاء” في “مؤسسة الإمام الحكيم”، أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية الباحث والكاتب وجيه قانصو في لقاء حواري تحت عنوان: “قراءة منهجية حول نشوء المذاهب الإسلامية”.
وقال قانصو “أن موضوع الندوة صدى لكتاب أصدره مؤخرا بعنوان “الشيعة الإمامية بين النص والتاريخ: دراسة في مراحل التكوين الأولى”. حيث قدم فيه مقاربة مختلفة لمذهب الشيعة الإمامية عن المقاربات السائدة”.
وتناول قانصو “الجوانب المتعلقة بظاهرة نشوء المذاهب الإسلامية”، مشيرا إلى أنها تتميز بثلاثة جوانب الأول: أنها ظاهرة في غاية التعقيد والتركيب، الثاني: أنها ظاهرة ممتدة بالزمن في حالة صيرورة. أي أنها ليست حدث، إنما مراحل. الثالث: أن المذاهب نتاج تفاعل مع محيط واسع، نتاج الـأنا” والآخر معا، حيث ثمة ذهنية مشتركة تقف عليها كل المذاهب.. وعدم الالتفات إلى هذه الذهنية والأعماق المحركة والمحددة للأفكار التي تطفو على السطح، تجعلنا لا نتمكن من التقاط المشهد وحقيقة الأحداث ومحراكتها الحقيقية والبناءات الأسياسية التي تقوم عليها أفكار المذاهب”..
وتابع: “لا بد من المنهج البحثي أن ينتقل من البحث عن صحة معتقد معين ما إلى البحث في شروط الإمكان لنشوء هذا المذهب. أي البحث حول العوامل والظروف والشروط التاريخية والاعتبارات السياسية والثقافية والاقتصادية التي تسببت بظهور هذه الظاهرة مع غض النظر عن المنطق الداخلي لها أو منطق الصحة أو الخطأ، الضلال أو الهداية”.
ثم تحدث قانصو “عن كيفية فهم ظاهرة نشوء المذاهب والعقبات التي تعترضها”. واشار الى “جدلية ومفارقة لم نلتفت إليها وهي أننا في الوقت الذي نحمل فيه يقنيا قاطعا في كثير من معتقداتنا المذهبية ننسى أننا نستعيرها من التاريخ وشواهده وأحداثه، وهنا تمكن المشكلة”.
وخلص قانصو إلى أنه “من الناحية العلمية لا يمكن حسم مسألة تاريخية معينة. لذا، علينا أن نخرج من الدوغمائية التي نعيش فيها، أي الخروج من عقلية الحسم والجزم والقطع في إثبات حقائق تاريخية وصلتنا عبر مصنفات ومدونات لم نعاينها بأنفسنا”.