//

الأمين العام يؤكد الحاجة للإصلاح والموارد فيما يتعرض حفظة السلام لمخاطر يومية أهم ما تود معرفته عن عمليات حفظ السلام

506 views

رادار نيوز — مناسبة اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة، كتب الأمين العام أنطونيو غوتيريش مقالا بدأه بالقول “عندما دخلتُ إلى مبنى الأمانة العامة للأمم المتحدة لأول مرة كأمين عام في كانون الثاني/يناير، كان أول عمل قمت به هو أنني وضعت إكليلا من الزهور إحياء لذكرى أكثر من 500 3 موظف من موظفي الأمم المتحدة الذين جادوا بأرواحهم في خدمة السلام.

وفي وقت لاحق من الأسبوع نفسه، قتل اثنان من حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث كانا يؤديان عملهما للحيلولة دون أن تتحول المواجهات العنيفة بين الطوائف إلى عمليات قتل جماعي. ففي كل يوم يخاطر حفظة السلام التابعون للأمم المتحدة بحياتهم وهم يقومون بالوساطة بين الجماعات المسلحة التي تحاول قتل بعضها بعضا أو تسعى إلى إيذاء المدنيين”.

وعلى امتداد الحقبة الماضية التي تفوق السبعين عاما، ساهمت عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في إنقاذ وتحسين حياة عدد لا يحصى من البشر، كما ساعدت عددا يعز حصره من الأسر التي نكبتها الحروب على أن تبدأ صفحة جديدة في حياتها. وقال الأمين العام في مقاله إن الأبحاث المستقلة دلت على قيمة حفظ السلام لدوره في منع انتشار أعمال العنف، وخفض عدد القتلى في صفوف المدنيين بنسبة تفوق 90 في المائة عادة، مقارنة بما قبل الانتشار. وذكر أن حفظ السلام فعّال من حيث التكلفة. فميزانية الأمم المتحدة لحفظ السلام أقل من نصف 1 في المائة من الإنفاق العسكري العالمي، ويتقاسمها جميع أعضاء الأمم المتحدة البالغين 193 دولة عضوا. وأضاف “تُبيّن الدراسات في الولايات المتحدة أن تكلفة بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام أقل بثمانية أضعاف من التكلفة التي تتكبدها الولايات المتحدة عندما تقوم بالعمليات بمفردها. على أن ثمار هذا الاستثمار أكبر من ذلك بكثير إذا راعينا النمو والرخاء الاقتصاديين اللذين يتحققان بفضل زيادة الاستقرار والأمن بعد نجاح بعثات حفظ السلام”.

وتطرق غوتيريش إلى ظهور الإرهاب العالمي في عالم اليوم المترابط، وقال إن ذلك يعني أن عدم الاستقرار في أي مكان هو خطر على الاستقرار في كل مكان. وقال “تتصدر عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام الطليعة في جهودنا من أجل منع ظهور مناطق تسود فيها الفوضى ويمكن أن تصبح مرتعا يزدهر فيه انعدام الأمن والجريمة العابرة للحدود الوطنية والتطرف. فهي استثمار في السلام والأمن والرخاء العالمي”.

ووفق ما جاء في مقال الأمين العام، الذي نشر في صحيفة بوسطون غلوب، فقد ساهمت بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في إحراز جملة من الإنجازات في ميادين تحقيق الاستقرار والتنمية والنمو الاقتصادي في بلدان تمتد من السلفادور إلى ناميبيا، ومن موزامبيق إلى كمبوديا. وقد أنجزت أربع وخمسون عملية ولاياتها وأنهت نشاطها، وسيضاف إلى تلك الحصيلة في الأشهر القادمة بعثتان أخريان في ليبريا وكوت ديفوار. ورغم أن الأمم المتحدة تواجه تحديات ونقائص في جهودها في مجال حفظ السلام، أكد الأمين العام ضرورة الإقرار بالنجاحات المحرزة في العمل من أجل السلام. وقال غوتيريش “فقد كانت جمهورية أفريقيا الوسطى تواجه خطر الإبادة الجماعية عندما دخلها حفظة السلام قبل عامين. لكنها اليومَ قد انتخبت حكومة جديدة في سياق عملية سلمية وديمقراطية، وهي تعمل جاهدة من أجل المضي قدما صوب تحقيق السلام والاستقرار ونزع السلاح وسيادة القانون. وإضافة إلى ذلك فإن بعثتنا، وهي بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، تقدم دعما حاسما لتقليص خطر الجماعات المسلحة، رغم أن الوضع لا يزال صعبا. ومن المفزع أن يتخيل المرء العواقب المأساوية إن لم يكن حفظة السلام قد توجهوا إلى هناك”.

أما في جنوب السودان، فحفظة السلام التابعون للأمم المتحدة يوفرون المأوى لأكثر من 200 ألف مدني فروا لما دمرت ديارهم من جراء الاقتتال. وفي الوقت الذي يهدد فيه شبح المجاعة البلد، فإن حفظة السلام يوفرون الأمن لوكالات المساعدة الإنسانية لإيصال المعونة المنقذة لأرواح الناس. ويقول الأمين العام “إن السلام قد يبدو في عالمنا كالمفهوم المجرد. ولكن تحقيق السلام في الميدان يتوقف على العمل الشاق المرهق يوميا وفي ظروف خطيرة صعبة. والعالم يعول على حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة في أن يذهبوا إلى حيث لا يستطيع ولا يريد الآخرون أن يذهبوا، رغم الحواجز الكثيرة التي يتعين عليهم تجاوزها”. على أن عمليات السلام التي تضطلع بها الأمم المتحدة تواجه في الأغلب الأعم ثغرة بين أهدافها وبين الوسائل المتاحة لنا من أجل بلوغها. “وفي كثير من الأماكن، ينتشر حفظة السلام حيث لا يبدي الأطراف المتحاربون أدنى التزام بالسلام. بل إن بعثات الأمم المتحدة ذاتها قد أصبحت بشكل متزايد هدفا يترصده كل من أطراف النزاع وأهل التطرف العنيف”.

وقال الأمين العام إن التصدي لهذا الواقع الجديد يتطلب القيام بإصلاحات استراتيجية جادة، استنادا إلى تحليل ولايات وقدرات “بعثاتنا وشراكاتنا مع الحكومات والآخرين. ويجب علينا أن نكيف عمليات السلام مع الظروف الخطيرة والصعبة التي تواجهها حاليا”. واستطرد غوتيريش قائلا ” لقد تلطخت سمعة حفظ السلام في السنوات الأخيرة بقضايا الاستغلال والانتهاك الجنسيين التي هي انتهاك صارخ لجميع القيم التي نؤمن بها. والتصدي لهذه الآفة هي إحدى أولويات منظومة الأمم المتحدة. ولقد قدمت خطة إلى جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تهدف إلى إنهاء الإفلات من العقاب، وسوف أعين مدافعين عن حقوق الضحايا في بعثاتنا لحفظ السلام وفي مقر الأمم المتحدة. وإنني أنوي أن أعبئ دعم قادة العالم لهذه الإجراءات الحاسمة”.

واختتم الأمين العام مقاله بالقول “عندما يُسأل الناس في أرجاء العالم قاطبة، من نيويورك إلى نيو دلهي، ومن القاهرة إلى كيب تاون، عما هي أولوياتهم، فإن جوابهم يكون هو نفسه. فهم يريدون السلامة والأمن، ويريدون أن يربوا أطفالهم في جو السلام وأن يوفروا لهم التعليم الجيد والفرص التي تفتح لهم باب المستقبل على مصراعيه. وحفظة السلام التابعون للأمم المتحدة هم إحدى الوسائل التي نستعين بها في بلوغ تلك المطامح وفي العمل من أجل تعزيز الأمن في العالم لصالح الجميع.”

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Previous Story

قوى الأمن عممت صورة المشتبه بها بقتل سلمان خيامي في جبال البطم

Next Story

مؤسسة “خليفة الانسانية” تكفل 200 يتيم سوري في لبنان

Latest from Blog