/

القومية العربية بين الأمس واليوم… سعدالله فواز حمادة

182 views

رادار نيوز – كانت الدول العربية قبل اتفاقية سايكس – بيكو التي قسمت بموجبها الدولتين المنتصرتين بريطانيا وفرنسا الحصص على كل منهما ودفنت الحلم العربي في مهده! بعد الوعود المعسولة التي اخذها الشريف الحسين لقاء مساعدة الحلفاء ضد الدولة العثمانية المسلمة. وكان الشريف يمني النفس بجمع كل الاطياف في كيان صاغه ورسمه ليكون بمثابة استرجاع ما استباحته الخلافة الاسلامية في الاستانة وخلال ستمائة سنة من تهميش العنصر العربي والقومي.

بعد خزلان العرب من قبل الغرب وتقويض قوتهم وشرذمة قرارهم اخذت كل من هذه الدول بوضع كيانات موالية لكل منها وتمارس عليها ضغوطات وتجلب من خلالها استثمارات تعود بالفائدة والنفع اليها في الدرجة الاولى ومن ثم تقوم بتوزيع الباقي على من يمتثل لمطالبها وارادتها.

عندما اراد جمال عبد الناصر سنة ١٩٥٦ تأميم قناة السويس قامت قيامة هذه الدول وارسلت اساطيلها لتقويض سلطة الرئيس ناصر ووضع قناة السويس تحت أمرتها، وهنا تقاطعت مصلحة اسرائيل في احتلال سيناء ومؤازرة الغزاة. في حينها استشف ومن خلال كاريزمة جمال عبد الناصر قوته وفي ذروة الحرب الباردة بين القطبين الرئيسيين، اميركا- روسيا ومن خلال تحولق الشعوب العربية نحو ما أطلق عليه (بالقومية العربية والناصرية) وهذا الزخم الذي حظي به الرئيس المصري كان لا بد من الخطوة هذه! وقد أدرك حينها الكثيرين ان ما لاقاه الحسين من خزلان قد لحق بناصر وهو نهج لا زلنا نراه بالانقسام الافقي الحاد والذي اخذ منحى مختلف كليا عما سلف. في تلك المرحلة كان الصراع هو صراع مصالح ونفوذ، وكانت البلاد العربية مقسومة في ما بينها لدخول عامل الفرقة والتحريض بإتباع السياسة المعروفة حينها (بفرق تسد)…

اليوم ونحن نرى وضع الامة وهي متشرذمة ومتناحرة فيما بينها وتتناهش بعضها البعض بحروب تارة بإسم الديمقراطية وتحرير الشعوب وطورا بإسم الطائفية البغيضة التي تنخر كالسوس في هيكلية المجتمعات وتفتك به من حيث لا يدري!!… درج في العادة وبالسياسات الحكيمة التي اتبعت في فض الخلافات العربية – العربية وخصوصا الخليجية ان يتم ذلك وبأقل الاضرار ان كان من حيث عدم ترك الامور تنزلق على عواهنها ام من حيث ايقاف الحساسيات وتوسيع الهوة بين الشعوب ووقف الشرخ.. لكنها اليوم اصبحت خارج عن عقالها واصبح حتى البيت الواحد منقسما في توصيف الآخر ويشير اليه بأصبعه على انه المحرض والممول. ان الارهاب وان كان آفة استفحلت وكبرت واصبحت عبئا على الكثيرين، لكن معالجته لا تكون بتخريب البيت على رؤوس الجميع.

ان الامة بحاجة الى الوعي والحكمة حتى تنجو مما يحاك لها من دسائس، وعليه فلا بد للحكماء واصحاب الايادي البيضاء من أخذ المبادرة واصلاح ذات البين، بين الجميع ليعود نفعه الى كل انسان عربي شريف ينبذ الارهاب والطائفية الرعناء. لقد فعل الارهاب ما لم يستطع فعله اي عدو بهذه الامة. فقد اجهز على جيوش لطالما كانت في الخط الامامي للدفاع عن هذه الامة من بعدما تشتت جمعها واوغل في تقسيمها.

اتقوا الله في أمة لا يخلوا جسدها من طعن ولا يوجد بعد مكان لغرز السكاكين….

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Previous Story

الرئيس عون ينشر قانون انتخاب اعضاء مجلس النواب

Next Story

فرنسا: نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية بلغت 17,75 بالمئة حتى منتصف النهار واحتدام المنافسة بين الأحزاب المرشحة رغم حظوظ حزب ماكرون

Latest from Blog