رادار نيوز – في سياق الإنجازات الأمنية لمكافحة الارهاب، تمكنت شعبتي المعلومات في قوى الأمن الداخلي والأمن العام، من تفكيك خلية إرهابية كانت تحضر لسلسة عمليات ارهابية في ضاحية بيروت الجنوبية وطرابلس ومناطق لبنانية أخرى.
وفي التفاصيل، بحسب مصادر مطلعة، أن الأمن العام أوقف شخصاً من التابعية اليمنية أثناء دخوله إلى لبنان، وبالتحقيق معه أفاد أنه حضر إلى لبنان تمهيداً للانتقال إلى سوريا للقتال إلى جانب تنظيم “داعش”. لكن، وبسبب صعوبة الانتقال، طلبت منه قيادة التنظيم تنفيذ عملية انتحارية في لبنان، وهنا كانت نقطة الانطلاق لملاحقة الخلية.
وبحسب المصادر، تمّ التنسيق المباشر والتام بين شعبتي المعلومات في الأمن الداخلي والأمن العام بهدف توقيف بقية المتورطين في الخلية، وهو ما حصل، حيث كان الأمن العام يتابع الإتصالات مع اليمني لتحديد أهدافه، فيما كان فرع المعلومات يتابع حركة الإتصالات بين الرقة وعين الحلوة، حيث ظل التنسيق بين الفريقين لإرسال الحزام المفخخ من عين الحلوة إلى مشروع “الربيع” عبر أحد العناصر التابعين لخالد السيد، المدعو محمود خليفة، والذي فور إلقاء القبض عليه وعلى اليمني إعترف أن خالد السيد هو نفسه بائع الخضار في مخيم عين الحلوة خالد مسعد، والذي اختفى من المخيم فور افتضاح أمره.
وتوضح المصادر أن القصة بدأت عندما طُلب من اليمني المذكور الانتقال إلى مدينة صيدا بغية الالتقاء بشخص سيحضر إلى مكان محدد وأن يتقيد بتعليماته بشكل حرفي. وبعد الرصد والمتابعة تمّ تحديد هذا الشخص وأوقف من قبل شعبة المعلومات في صيدا، وتبين أنه الفلسطيني علي عبد الرحمن، وباستجوابه الفوري أفاد بأنه مكلف بالذهاب إلى مخيم شاتيلا بغية استلام حزام ناسف من الفلسطيني محمود خليفة، الملقب محمود شاتيلا، ومن بعدها تجهيز اليمني ونقله بسيارته وهي من نوع مرسيدس إلى مقربة من محطة الأيتام على أطراف الضاحية الجنوبية بغية تفجير نفسه قرب محطة الأيتام أو داخل مطعم الساحة.
وعليه، تروي المصادر، تمّ اصطحاب علي عبد الرحمن إلى بيروت وقام بالاتصال بخليفة طالباً منه إحضار الحزام الناسف إلى خارج المخيم، فتوجه خليفة إلى منطقة مجمّع الربيع حيث نصبت “المعلومات” كميناً وأوقفته في عملية أمنية احترافية دون أن ينفجر الحزام الناسف الذي كان بحوزته، وعمل الخبير العسكري على تعطيل الحزام بواسطة المياه، (التفجير بالمياه)، وتوجت العملية بتسليم الموقوفين (عبد الرحمن وخليفة واليمني) إلى الأمن العام.
وخلال التحقيقات اللاحقة، اعترف عبد الرحمن بأنه يعمل مع المدعو خالد السيد الذي يعمل بدوره مع تنظيم “داعش”، وأوضح أنه تمّ الإعداد لسلسلة عمليات لكن جرى العدول عنها في آخر لحظة لأسباب ظرفية، ومنها تفجير مطعم الساحة، وتنفيذ اغتيالات لعناصر أمنية وأخرى من “حزب الله” بمسدس كاتم للصوت، والعمل على وضع عبوات ناسفة في مدينة طرابلس وغيرها.
وكشف التحقيقات مع عبد الرحمن أيضاً أنه كان مكلفاً بتجنيد خلية تعمل لصالحه، وهو ما حصل فعلاً عبر تجنيد شخصين اثنين، سرعان من تمّ توقيفهما واحد من قبل جهاز أمن الدولة وآخر من قبل الأمن العام.