التفكير الإبداعي والتفكير على مستوى عالمي وحس التصميم هي من أقل المهارات توافراً في المنطقة
بيروت، لبنان، يوليو 2017: أشارت دراسة قام بها بيت.كوم، أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط، مؤخراً بالتعاون مع يوجوف، المنظمة الرائدة المتخصصة بأبحاث السوق، تحت عنوان “المهارات في منطقة الشرق الأوسط”، بأن 63% من المجيبين يعتقدون بأنه توجد فجوة في المهارات بسوق العمل في لبنان.
وعلى المستوى الإقليمي، 65% من أصحاب العمل يعتقدون بأنه توجد فجوة في المهارات بسوق العمل في المنطقة، بينما يعتقد 7% العكس،في حين صرح 28% عن عدم معرفتهم بوجود فجوة أم لا.
ويبدو أن أصحاب العمل والباحثين عن وظائف ينظرون بالطريقة نفسها إلىموضوع الفجوة في المهارات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، حيث يعتقد معظم الباحثون عن وظائف (59%) بوجود هذه الفجوة، بينما يظن 11% بأن هذه الفجوة غير موجودة.
التحديات التي تواجه الباحثين عن عمل
يعتقد الباحثون عن عمل أن السبب الرئيسي وراء عدم إيجادهم الوظيفة المناسبة لمهاراتهم يكمن في عدم معرفتهم لأكثر المهارات طلباً (33%)، وتختلف الآراء حول هذا الموضوع بحسب العمر؛ 38% من الأشخاص الذين هم فوق 40 عاما، مقارنة بـ 34% من المهنيين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 – 39 عاماً، و30% من الأشخاص دون عمر الثلاثين.
ورأى أكثر من ربع المجيبين بقليل (26%) بأن النظام التعليمي لا يساعد الطلاب على اكتساب المهارات المطلوبة في سوق العمل حالياً، ويبدو هذا الشعور أكثر انتشاراً في شمال أفريقيا (31%) وبين الخريجين الجدد (32%).
أكثر المهارات طلباً في الوقت الحالي
يعتقد أصحاب العمل أن أكثر ثلاثمهارات أهمية للمناصب المتوسطة والمبتدئة هي “العمل ضمن فريق” (83% من أصحاب العمل يعتقدون أن هذه المهارة هي في غاية الأهمية)، و”إدارة الوقت” (80% قالوا بأنها مهمة للغاية) و”مهارات التواصل الكتابية” (76% يعتقدون أنها مهمة للغاية).
وتوافقت آراء الباحثين عن عمل في هذه الناحية مع أصحاب العمل، حيث رأى 84% منهم بأن “العمل ضمن فريق” هي من المهارات المهمة للغاية، بينما اعتبر 83% منهم بأن المهارة الأكثر أهمية هي “إدارة الوقت”، في حين احتلت”مهارات التواصل الكتابية” المرتبةالثالثة بنسبة 79%.
أما بالنسبة للمناصب العليا، فقد شملت أكثر ثلاث مهارات أهميةلأصحاب العمل: “إدارة الوقت” (89% يعتقدون أنها مهمة للغاية)، و”العمل ضمن فريق” (مهمة للغاية لـ 88%من أصحاب العمل) و”إدارة الأشخاص” (مهمة للغاية لـ 87%).
وتوافقت آراء الباحثين عن وظائف في هذه الناحية أيضاً مع أصحاب العمل، حيث شملت أكثر المهارات أهمية لهم: “إدارة الوقت” (مهمة للغاية لـ 89%)،و”العمل ضمن فريق” (مهمة للغاية لـ 89%) و”إدارة الأشخاص (مهمة للغاية لـ 87%).
أقل المهارات توافراً في الوقت الحالي
صرح أقل من 1 من كل 3 أصحاب العمل (32%) بأنه من الصعب جداً إيجاد مرشحين جيدين لشغل المناصب المتوسطة والمبتدئة. أما بالنسبة للباحثين عن عمل، فقد قال الربع فقط (25%) بأنه من الصعب جداً إيجاد وظائف تتناسب مع مهاراتهم.
ويعتقد المجيبون في الاستبيان أنه يوجد فجوة كبيرة في نظرة أصحاب العمل والباحثين عن وظائف إلى المناصب العليا، حيث قال حوالي الربع فقط (24%) منالموظفين الذين يشغلون مناصب عليا بأنه من الصعب جداً إيجاد وظيفة تتناسب مع مهاراتهم. من ناحية أخرى، تواجه غالبية الشركات (58%) تحديات كبيرة عند البحث عن مرشحين يمتلكون المهارات اللازمة لشغل المناصب العليا.
أما بالنسبة للمناصب المتوسطة والمبتدئة، فقد قال 47% من أصحاب العمل بأنهم يجدون أكبر صعوبة في إيجاد مرشحين يمتلكون مهارة “التفكير الإبداعي”، تليها “التفكير على مستوى عالمي” (بنسبة 44%) و”حس التصميم”(بنسبة 43%).
ويبدو بأن وجهات نظر الباحثين عن عمل لا تختلف كثيراً في هذه الناحية، فقد قيّموا أنفسهم بأنهم ضعفاء في اثنتين من هذه المهارات،حيثقالوا بأن مستواهم في مهارتي”التفكير على مستوى عالمي” (50% فقط) و”حس التصميم” (53%) هو جيد جداً.
من ناحية أخرى، تختلف آراء أصحاب العمل والباحثين عن وظائف بشكل كبير حول مهارة التفكير الإبداعي، فبينما يقيّم 59% من الباحثين عن عمل مستواهم في مهارة التفكير الإبداعي بشكل جيد جداً، يقول47% من أصحاب العمل بأنه يجدون صعوبة كبيرة في إيجاد مرشحين يمتلكون هذه المهارة.
الرسم البياني 1: المهارات الأكثر أهمية للمناصب المبتدئة
أما بالنسبة للمناصب العليا،فقد قال 53% من أصحاب العمل بأنه يجدون صعوبة كبيرة في إيجاد مرشحين يمتلكون مهارات التفكير الإبداعي، تليها مهارة التفكير النقدي (51%)والتفكير على مستوى عالمي (49%).
وكما هو الحال بالنسبة للمناصب المبتدئة، يعتقد الباحثون عن عمل في المناصب العليا بأنهم يمتلكون أكثر المهارات أهمية، حيث يرى 93% بأنهم جيدون جداً في مهارة العمل ضمن فريق، و87% في إدارة الوقت، و87% في مهارات التواصل الكتابية، في حينيعتبر 86% أنفسهم بأنهم جيدون جداً في إدارة الأشخاص.
من ناحية أخرى، تبدو الفجوة كبيرة بين أصحاب العمل والباحثين عن وظائف عندما يتعلق الأمر بمهارات إدارة الوقت والعمل ضمن فريق، فبينما يقيّم 87% من الباحثين عن عمل أنفسهم كأشخاص جيدين جداً في إدارة الوقت، يعتبر 47% من أصحاب العمل بأن إيجاد أشخاص يمتلكون هذه المهارة هو من أكبر التحديات التي يواجهونها عند التوظيف. وفي حين قيّم 93% من الباحثين عن عمل أنفسهم كأشخاص جيدين جداً في مهارة العمل ضمن فريق، صرّح 45% من أصحاب العمل بأنهم يجدون صعوبة كبيرة في إيجاد هذه المهارة لدى المرشحين.
الرسم البياني 2: المهارات الأكثر أهمية للمناصب العليا
وفيما يتعلق بالتقييم الذاتي للباحثين عن عمل، كشفت الدراسة بأنهم قيّموا أنفسهم كأشخاص يمتلكون مستويات عالية من المهارات التي اعتبروها الأكثر أهمية. ويعتبر هذا الأمر منطقي، ولكنه قد يشير أيضاً إلى حاجة المرشحين لإظهار أنفسهم بمظهر الأشخاص المتميزين بأدائهم فيما يتعلق بالمهارات التي اعتبروها مهمة.
وفي هذا السياق، قال سهيل المصري، نائب الرئيس لحلول التوظيف في بيت.كوم: “من الواضح بأن المنطقة تشهد العديد من التغييرات والاتجاهات الجديدة التي تؤثر على سوق العمل ونوعية المهارات ذات الطلب المرتفع. وأضاف: “لقد صممناموقعنا الذييعتبر أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط، خصيصاً لتسهيل التواصل وتبادل المعلومات بين الباحثين عن وظائف وأصحاب العمل بهدف توظيف الكفاءات المناسبة وتوفير المزيد من فرص العمل. ولسد الفجوة الحالية في المهارات ومواكبة التغييرات التي يشهدها الطلب على الموظفين، نشجع جميع المهنيين علىالاستفادةمن موقع بيت.كوم، ومنتجاته، وخدماته والمعلومات القيّمة التي يقدمها كهذه الدراسة مثلاً، للتعرّف بشكل أفضل علىالفجوة الحاليةفي المهارات، وبالتالي تعزيز مسيرتهم المهنية وبناء استراتيجيات ناجحةلجذب الكفاءات.”
التحضير للوظائف المستقبلية
صرح معظم الباحثين عن عمل (78%) بأنهم ملتزمون باكتساب مهارات جديدة وتطوير مهاراتهم الحالية. وقد أظهرت الدراسة بأن الباحثين عن عمل في المناصب العليا يهتمون أكثر ممن هم في المناصب المبتدئة بتطوير مهاراتهم من خلال قراءة الكتب حول المهارات الجديدة (63% مقابل 57%) ودراسة أفضل الممارسات في مجال عملهم (51% مقابل 41%)، والمشاركة في الدورات التدريبية التي تقدمها الشركة (42% مقابل 27%)، وحضور المؤتمرات (35% مقابل 23%) وحضوردورات تدريبية إضافية خارج الشركة (31% مقابل 18%).
وقد أظهر الاستبيان بأن 8 من كل 10 شركات تدعم موظفيها من خلال العديد من المبادرات، حيث تعمل الشركات بشكل عام على تنظيم دورات تدريبية (49%)، وتوعية الموظفين بأفضل الممارسات في مجال العمل وتطبيقها داخلياً (38%)، إضافة إلى منحهم الفرصة للمشاركة في دورات تدريبية خارج الشركة (24%)، وتنظيم اختباراتللموظفين خاصة بمجال العمل (23%) وتشجيع الموظفين علىالمشاركة في المؤتمرات ودفع التكاليف اللازمة (23%).
وتعليقاً على الاستبيان، قال سيلفيو ماتي، المدير الإداريلقسم الأبحاث وتحليل البيانات في منظمة يوجوف:”أصبح سوق العمل في الوقت الحالي أكثر تنافسية وتطوراً، حيث يجب على المرشحين السعي جاهدينلإيجاد أفضل الطرق لتعزيز مهاراتهم، والتميّز عن غيرهم وتحسين ملفاتهم الشخصية. وأضاف:أصبح من الضروري جداًاليوم التعرّف على أكثر المهارات طلباً في سوق العمل الحالي والمستقبلي، فبهذه الطريقة سيتمكّن أصحاب العمل والباحثين عن وظائف من التواصل مع بعضهم البعض.”
تم جمع بيانات استبيان بيت.كوم حول “المهارات في منطقة الشرق الأوسط” خلال الفترة الممتدة ما بين 29 ابريل وحتى 29 مايو 2017، بمشاركة 6,229 شخصاً من الإمارات، والسعودية، والكويت، وعُمان، وقطر، والبحرين، ولبنان، والأردن، ومصر، والمغرب، وغيرها.