//

كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في ختام مسيرة العاشر من محرم في الضاحية الجنوبية لعام 1439 هـ 1/10/2017م

294 views

رادار نيوز – دعا الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله اليهود في فلسطين المحتلة إلى مغادرتها والعودة الى البلدان التي جاؤوا منها “حتى لا يكونوا وقودا لأي حرب تشنها حكومتهم الحمقاء، لافتًا إلى ضرورة مراجعة ظاهرة “داعش” والمسؤول عن إيجادها وتمويلها وتسلحيها وتمكينها.. كما أكد رفض العدوان العدوان السعودي الامريكي على اليمن ومستنكرًا الظلم لشعب البحرين ومتضامنا مع المسلمين في ميانمار.

وخلال كلمته عبر الشاشة العملاقة المنصوبة بين الآلاف من الجماهير المشاركة في إحياء اليوم العاشر من محرم في باحة عاشوراء بالضاحية الجنوبية لبيروت، توجّه سماحته “بالعزاء لرسول الله (ص) وأمير المؤمنين وكل الأئمة وصاحب العزاء في هذا الزمان والإمام الخامنئي”.

 وتوجّه للحشود المشاركة بالقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا عبدالله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته، عظم الله أجوركم وشكر الله سعيكم.

إننا جميعاً في هذا اليوم نتوجه بالعزاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إلى أمير المؤمنين عليه السلام، إلى سيدة نساء العالمين عليها السلام، إلى الإمام المجتبى، إلى أئمتنا صلوات الله وسلامه عليهم، إلى صاحب العزاء في هذا الزمان الحجة ابن الحسن العسكري المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، إلى سماحة الإمام القائد آية الله العظمى السيد الخامنئي، إلى مراجعنا الكبار، إلى جميع مسلمي العالم وجميع مظلومي العالم وجميع مستضعفي العالم بمناسبة يوم العاشر، يوم الشهادة العظيمة والوقفة التاريخية العظيمة والتضحيات الجسام لأبي عبد الله الحسين عليه السلام وأهل بيته وصحبه ونسائه والصغار والكبار معه.

 أيها الأخوة والأخوات، إنكم اليوم تثبتون من خلال هذا الحضور الكبير صدق بيعتكم لأبي عبد الله الحسين عليه السلام، في ليلة العاشر نقول له لو قتلنا ثم أحرقنا ثم نشرنا في الهواء ثم أحيينا ما تركناك يا أبا عبد الله وفي يوم العاشر نثبت له كما أثبت أصحاب الحسين للحسين أننا ما تركناه، جبهات القتال، قوافل الشهداء، الجرحى، عوائل الشهداء، المجاهدون الذين يملأون الميادين، والآن أنتم هنا في الضاحية الجنوبية وفي بقية المناطق تملأون الميادين والساحات أيضاً نثبت للحسين عليه السلام أننا ما تركناه، عندما نقول له لبيك يا حسين اليوم أريد أن أردد معكم هذا الشعار الذي يعبر عن استجابة التلبية، (ما تركتك يا حسين).

سنقول للحسين عليه السلام بالنيابة عن شهدائتا وعن جرحانا وعن مجاهدينا وعن عائلاتهم الشريفة هذه الجملة نريد أن نقولها جميعاً بالنيابة عنهم وعنا (ما تركتك يا حسين).

اليوم نجدد مع الحسين عليه السلام موقفه وثباته وروحه والتزامه وعزمه ونعبر عن هذا الموقف من خلال كل الساحات والأحداث والتطورات التي نتخذ فيها موقفاً، في يوم العاشر الكلمة هي للحق، يجب أن نقول الحق حتى لو كان مكلفاً، حتى لو أزعج الكثيرين في هذا العالم والحسين عليه السلام قال وهو في الطريق إلى كربلاء، ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً، وفي نص آخر ليرغب المؤمن في لقاء الله حقاً حقاً فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما، والبرم هو الضجر والسآمة، الحياة مع الظالمين هي حياة الضجر والسآمة.
بالأمس تحدثت بما فيه الكفاية عن الوضع المحلي، اسمحوا لي أن نأخذ بعض النقاط في الوضع العام، أولاً في المعركة مع داعش، داعش من أسوأ الظواهر والمخاطر التي برزت في منطقتنا وفي تاريخنا، انظروا إلى حجم الخسائر البشرية الهائلة وحجم الدمار الهائل الذي ألحقته داعش بدول وشعوب منطقتنا، انظروا إلى حجم التشويه والإساءة الذي ألحقته داعش بالإسلام وبرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، انظروا إلى حجم الخدمات التي قدمتها داعش لأمريكا وإسرائيل وأعداء الإسلام والأمة.

لذلك نحن ندعو اليوم في يوم العاشر من محرم، أولاً إلى مواصلة المعركة في كل مكان للقضاء على داعش وللانتهاء من خطرها وفسادها وظلمها وتشويهها وتدميرها. ثانياً، مراجعة هذه الظاهرة من كان المسؤول عنها؟ من أوجدها ومن موّلها ومن سلّحها ومن سهّل لها ومن دعمها ومن مكّنها؟ هذا الأمر لا يجوز أن يمر هكذا، “أنه والله داعش على نهاياتها تنتهي داعش أصبح هذا من الماضي”، أي ماضي، مئات الآلاف قتلوا، دول وشعوب وجيوش دمرت، إسلام شوه، نبي للإسلام صلى الله عليه وآله قدمت عنه صورة خطيرة، الذين أوجدوا داعش ودعموا داعش وسلّحوا داعش وسهلوا لداعش ومكنوا داعش يجب أن يعرفهم العالم سواءً كانوا قوى دولية أو قوى إقليمية أو جهات محلية في أي بلد، من أجل أن يعاقب هؤلاء، إن لم يمكن معاقبتهم دولياً ففي الحد الأدنى أن تعاقبهم الشعوب وجدانياً وعاطفياً وسياسياً وإعلامياً وتعرف من الذي يتحمل مسؤولية كل هذه الجرائم التي ارتكبت بحقها. يجب أن يقوم المسلمون في العالم علماؤهم، نخبهم، شبابهم، قواهم السياسية بعقد لقاءات ومؤتمرات لدراسة هذه الظاهرة والعمل على مواجهتها بالأشكال المختلفة.

 داعش أيها الأخوة والأخوات هي واحدة من تجليات المد التكفيري، الأصل في هذا المد التكفيري هو الفكر الوهابي الظلامي الذي أنتج داعش ويمكن أن ينتج شبيهاً لداعش في كل زمان، في كل مكان، في كل بلد، ولذلك يجب أن تدخل الأمة مع هذا الفكر الوهابي التكفيري في موقف حاسم حتى لا تتكرر هذه المأساة التي طالت الإسلام وطالت شعوب المنطقة.
ثانياً، إسرائيل، لا تتوانى إسرائيل عن توجيه التهديدات للبنان بتدميره في أي حرب مقبلة، دائماً يخرج شخص يقول لك في الحرب المقبلة لن نبقي حجراً على حجر وسنعيد لبنان مئة سنة ومئتي سنة إلى الخلف. قبل مناورة الفيلق الشمالي وبعدها وإسرائيل تواصل عدوانها في سوريا تحت عنوان منع وصول قدرات عسكرية إلى المقاومة وتواصل خروقاتها في لبنان بأشكال مختلفة وتعمل من أجل دفع المنطقة إلى الحرب تحت أي حجة، أنا اليوم في يوم العاشر أريد أن أوجه كلاماً واضحاً للإسرائيليين ولليهود في فلسطين المحتلة وفي العالم، أقول لهم نحن في المقاومة منذ البداية قلنا أن معركتنا هي مع الغزاة الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين ولأراضينا العربية وليست مع اليهود كأتباع دين سموي وكأهل كتاب، الحركة الصهيونية هي التي استغلت اليهودية واليهود من أجل إقامة مشروع احتلالي استعماري في فلسطين والمنطقة خدمة للإنكليز قبل مئة عام ولاحقاً خدمة للسياسات الأميركية، اليهود الذين جيء بهم من كل أنحاء العالم يجب أن يعرفوا أنهم وقود لحرب استعمارية غربية بريطانية ضد الشعوب العربية والإسلامية في هذه المنطقة وهم اليوم وقود للمشاريع والسياسات الأميركية التي تستهدف شعوب المنطقة، وإذا ما قامت شعوبنا لتدافع عن وجودها وأراضيها وأعراضها في مواجهة العصابات الصهيونية اتهمت ظلماً بمعاداة السامية، هذه التهمة التي يلحقوننا بها في كل أنحاء العالم.

أقول اليوم لعلماء اليهود ونخبهم ومفكريهم، إن الذين جاءوا بكم من كل أنحاء العالم إلى فلسطين من أجل مصالحهم هم يعملون على دماركم في نهاية المطاف وأنتم تعرفون هذا وهذا موجود في كتبكم الدينية، الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نتانياهو تقود شعبكم إلى الهلاك وإلى الدمار لأنه لا يخطط إلا للحرب ولا يبحث إلا عنها، عمل سابقاً لمنع حصول اتفاق نووي مع إيران وفشل ويعمل حالياً مع ترامب لتخريب هذا الاتفاق ودفع المنطقة إلى حرب جديدة، إذا دفع ترامب ونتانياهو المنطقة إلى حرب جديدة فإنها ستكون على حسابكم أنتم، وأنتم الذين ستدفعون الثمن غالياً لهذه السياسات الحمقاء لرئيس حكومتكم وهو أيضاً نتانياهو يدفع المنطقة باتجاه حرب على لبنان وعلى سوريا وعلى غزة وحركات المقاومة بدواعي كاذبة وعناوين دفاعية وحرب إستباقية كما يدعي، وهنا أنا أتمنى على الإسرائيليين جميعاً أن يسمعوا هذه الجمل بدقة: إن نتنياهو وحكومته وقيادته العسكرية لا يملكون تقديراً صحيحاً إلى أين ستؤدي هذه الحرب إذا أشعلوها، ما هي مساحتها وما هي ميادينها، من سيشارك فيها ومن سيدخل إليها، نتنياهو وحكومته وقيادته العسكرية لا يعرفون إذا بدأوا هذه الحرب كيف ستنتهي، وأنا أؤكد لكم أيضاً أنهم لا يملكون صورة صحيحة عما ينتظرهم لو ذهبوا إلى حماقة الحرب هذه، لا عندهم وضوح ولا عندهم تقدير دقيق ولا عندهم صورة صحيحة، الحرب المقبلة إذا أشعلوها إلى أين سوف تصل وأية مساحات سوف تشمل ومن سوف يدخل في هذه الحرب، لذلك أنا أدعو اليوم ، أدعو أولاً كل اليهود غير الصهاينة ليعزلوا حسابهم عن حساب الصهاينة، الذين يقودون أنفسهم إلى الهلاك الحتمي، وأدعو كل الذين جاءوا إلى فلسطين المحتلة على أنها أرض اللبن والعسل إلى مغادرتها، أدعوهم إلى مغادرتها والعودة إلى البلدان التي جاءوا منها، حتى لا يكونوا وقوداً في أي حرب تأخذهم إليها حكومة نتنياهو الحمقاء، لأن نتنياهو إذا شن حرباً في هذه المنطقة قد لا يكون لدى هؤلاء وقت حتى لمغادرة فلسطين ولن يكون لهم أي مكان آمنٍ في فلسطين المحتلة.

يجب أن تعرف حكومة العدو أن الزمن تغير كما يجب أن تعرف أن الذين تراهن على التحالف معهم سيكونون عبئاً عليها، وهم أصلاً يحتاجون إلى من يدافع عنهم، وأن حجم الجرائم التي إرتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، وأما شراكتها مع داعش وتواطئها العلني في تقسيم المنطقة من خلال تأييدها المعلن والمتسرع لإنفصال كردستان، كل ذلك سيجعل شعوب منطقتنا تحكم عليها بشكلٍ حاسم.

وأختم بالقول للإسرائيليين الناس في الكيان الغاصب: أنتم تعرفون أن الكثير مما تقوله قيادتكم السياسية والعسكرية عن قدرة إسرائيل على حسم أية معركة مقبلة الكثير مما يقال لكم أكاذيب وأوهام، الكثير مما يقال لكم أكاذيب وأوهام، وتعرفون حجم الخلل والتصدعات الموجودة، ولذلك لا تسمحوا لقيادة حمقاء ومتكبرة أن تأخذكم إلى مغامرة قد تكون فيها النهاية لكل شيء، ولكل هذا الكيان.

ثالثاً: فيما نواجه في المنطقة الآن، أمس تكلمنا عن داعش وعن التقسيم، في معركة داعش، لو لم يعتمد العراقيون على أنفسهم في قتال داعش بالدرجة الأولى ولو لم يعتمد السوريون على أنفسهم ولو لم يعتمد اللبنانيون على أنفسهم ولو لم يستعن العراقيون والسوريون بأصدقاء حقيقيين لبوا ندائهم وإستغاثتهم، من إيران إلى روسيا حسب إختلاف البلدان، إلى فصائل المقاومة العراقية وإلى ألوية المجاهدين من أفغانيين وباكستانيين وإلى المقاومة اللبنانية وإلى مقاومة حزب الله، لو إنتظر العراقيون والسوريون واللبنانيون الإدارة الأميركية أو ما يسمى بالتحالف الدولي للحرب على داعش، الذي لم يفعل شيئاً خلال الثلاث سنوات ولم يغير شيئاً في المعادلة، لكانت داعش ما زالت الآن موجودة ولصح شعارها باقية وتتمدد. إذاً الذي غير مسار المعركة مع داعش هو إعتماد هذه الشعوب وهذه الحكومات على أنفسها وعلى شعوبها وعلى جيوشها وعلى أصدقائها الحقيقيين.

الآن في مواجهة التقسيم، والذي يجب أن يواجهه الجميع، أيضاً إذا كنتم تراهنون على أميركا  وإذا كنتم تثقون بأميركا فإن التقسيم سوف يحصل، لأنه كما كان داعش مشروع أميركا في المنطقة، التقسيم هو المشروع الحقيقي لأميركا في المنطقة، هل تلجأ إلى المتواطئ وإلى المتآمر عليك لتستعين به في مواجهة المؤامرة؟

اليوم الشعب العراقي وكل شعوب المنطقة والحكومات في كل المنطقة مدعوون إلى أن يعرفوا عدوهم وخصمهم وصديقهم، لا يجوز أن يثقوا بالأميركيين، ولا يجوز أن يراهنوا عليهم، ولا يجوز أن يتكلوا عليهم. إعتمدوا على أنفسكم كما في معركتكم مع داعش، واستعينوا بالأصدقاء الحقيقيين الذين يرفضون بجد مشاريع التقسيم، حتى لو كنتم تختلفون معهم في ملفات أخرى.

أميركا اليوم والإدارت الأميركية المتعاقبة ويضاف إليها هذه الإدارة الحالية أساساً هي المسؤولة وهي سبب كل هذه المآسي التي حلت بمنطقتنا وما زالت تتوالى على منطقتنا،وهذه الإدارة الجديدة أليست هي التي تحضر لحروب جديدة؟ وأليست هي التي تأخذ العالم وليس فقط المنطقة إلى حافة الحرب مع كوريا الشمالية وإلى التأزم مع الصين وإلى العدوان على فنزويلا وإلى التوتير مع كوبا إلى .. إلى.. إلى..؟

إذاً يجب أن نعرف أننا أمام إدارة هي سبب المآسي، ولا يمكن الوثوق بها، وإدارة من السهل عليها جداً أن تتبرأ وأن تتخلى عن المعاهدات وعن الإتفاقيات وعن المواثيق دون أن يرتجف لها جفن.

رابعاً: من واجبنا في اليوم العاشر من المحرم، في يوم قول الحق، أن نجدد وبكل شجاعة وبكل صدق وإيمان، أن نجدد إدانتنا للعدوان الأميركي السعودي على اليمن، وعلى شعب اليمن، وإدانتنا أيضاً، أن نجدد إدانتنا للمجازر اليومية، للأسف أصبحت المجازر في اليمن يومية، للمجازر اليومية التي يرتكبها العدوان السعودي وسلاح الجو السعودي بحق اليمنيين في بيوتهم وأسواقهم ومدنهم وقراهم، ونجدد دعوتنا إلى وقف هذه الحرب الظالمة، والتي لن يستطيع فيها حكام السعودية من تحقيق أيٍ من أهدافهم، أمام صمود اليمنيين وصلابتهم وشجاعتهم.

أما آن لهؤلاء الحكام أن يفهموا أن لا أفق لحربهم وأن لعنة هذه الدماء الزكية ستلاحقهم في الدنيا والآخرة، وهم يشاهدون أمامهم في كل يوم شعباً مصمماً على الصمود والثبات والمواجهة والتضحية، ومصمماً على الإنتصار أيضاً، هذا الشعب اليمني الذي يملأ الجبهات للقتال في ميادين القتال، ويملأ الساحات للتظاهر، وتشاهدون مظاهراتهم الضخمة ما شاء الله، التي تعبر عن إرادتهم وعن تصميمهم بالرغم من كل المخاطر، واليمنيون يعرفون جيداً أن هذا هو خيارهم الوحيد، خيار الصمود والثبات.

لو نظرنا جميعاً إلى جنوب اليمن الذي أخذ خياراً آخراً ما هو مصيره الأن؟ أصبح أرض محتلة يفرض فيها الغزاة قرارهم وسلطانهم ويصادرون خيراتها وموانئها ومقدراتها الحقيقية، اليمنيون يعرفون قياداتهم وشعبهم أن نتيجة الصمود والبسالة هو الإنتصار في نهاية المطاف وأن كلفة المعركة مهما كبرت هي أقل من كلفة الإستسلام لمن يريد أن يصادر سيادتهم وقرارهم وكرامتهم وخيراتهم.

خامساً، في يوم العاشر من محرم يجب أن نذكر العالم أيضاً بشعب مظلوم ومضطهد ويعيش في سجن كبير في البحرين تصادر أبسط حقوقه الطبيعية ويُزج بعلمائه وقادته وشبابه ونسائه في السجون ويُمنع حتى من التعبير السلمي عن رأيه ومطالبه، يجب أن نذكر العالم بقائد حكيم وشجاع مظلوم ومحاصر مع عائلته هو سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، وفي الوقت الذي تُغلق فيه في البحرين تُغلق فيه الأبواب على علماء البحرين الشرفاء وشبابها البواسل تُفتح أبواب التطبيع أمام الصهاينة ويستقبلون بالترحاب وبالأفراح وبالرقص. خائب هذا المليك الذي يرى ضمانة عرشه في عدو أمته وفي الخضوع له، لا في التصالح مع شعبه والإصغاء إليه. العالم وخصوصاً العالم العربي والإسلامي يجب أن يتحمل المسؤولية تجاه هذا الشعب المظلوم.

سادساً لا بد اليوم أيضاً من أن نعبر عن تضامننا مع مسلمي ميانمار الذين قتلوا والذين أحرقت بيوتهم وقراهم ومزارعهم والذين هجروا منها، حتى الأن غادرها ما يقارب النصف مليون إلى بنغلادش وكل هذه الجرائم إرتكبها نظام عنصري فاشي، هذه الفاجعة الجديدة التي حلت بالمسلمين هي من شواهد الفشل الذريع لمنظمة التعاون الإسلامي التي كان إسمها منظمة المؤتمر الإسلامي والتي لم تستطع للأسف حتى أن تجتمع لتتحمل أبسط المسؤوليات إتجاه هؤلاء المظلومين والمضطهدين.
اليوم المسؤولية الكبرى على عاتق الدول الإسلامية التي يجب أن تتحرك قبل فوات الأوان، قبل أن يُقتل من بقي، وقبل أن يُهجر من بقي من تلك البلاد، وطبعاً يجب أن نعرف جميعاً أن هذه المشكلة هي مع نظام عنصري فاشي، ويجب أن نحاذر من أن تحول بعض الدول الكبرى في العالم نتيجة صراع أمريكي ـ صيني وتستخدم بعض الدول الإقليمية لتستخدم جماعات إسلامية وتُدخل العالم في حرب إسلامية ـ بوذية على إمتداد العالم، هذه المشكلة هي مع نظام ميانمار ويجب أن تبذل الدول الإسلامية ضغوطها على نظام ميانمار.

أيها الإخوة والإخوات بعد هذ الجولة على أهم ما نواجهه اليوم في المنطقة وفي العالم نعود إلى الحسين عليه السلام في يوم العاشر عندما وقف ليتحدى كل هذا الظلم وكل هذا الطغيان وكل هذا التأمر وكل هذا الإستبداد ومضى في الطريق إلى النهاية حتى الشهادة وإنتصر دمه على السيف.

 إن وجودكم اليوم في الساحات وفي الميادين هو دليل إنتصار الحسين (ع)، إنتصار الدم على السيف. نحن نقول للحسين (ع) اليوم: إن دمنا الذي هو من دمك ينتصر على السيف، وإن سيفنا أيضاً ينتصر على السيف، ونحن سنواصل دربك وموقفك ونردد معك كما في كل يوم عاشر عندما يضعنا طواغيط العالم أمام الحرب كما يفعل ترامب كما يفعل نتانياهو كما يفعل آخرون في المنطقة كما تفعل داعش كما يفعل المد التكفيري إما الحرب وإما الإستسلام، إما الحرب وإما الذل، إما الحرب وإما الخضوع والإنسحاق، موقفنا يا أبا عبد الله هو موقفك آلا إن الدعي إبن الدعي قد ركز بين إثنتين بين الثلة والذلة وهيهات منا الذلة.

هذه الجملة تعبر عن فكرنا، عن ثقافتنا، عن عاطفتنا، عن أصولنا، عن مبادئنا، عن ثوابتنا، عن موقفنا، عن سلوكنا، عن جهادنا، عن حضورنا في الميدان، ومن خلالها نكون صادقين مع الحسين (ع) عندما نقول له لبيك يا حسين.
ونحن، الذي قلته في البداية، انا أحب أن ندخل ايضاً هذا الشعار إلى شعاراتنا الحسينية في أيام محرم غير لبيك يا حسين، “ما تركتك يا حسين”، ما تركتك يا حسين، شهداؤنا يقولون اليوم للحسين ما تركتك يا حسين، جرحانا يقولون له ما تركتك يا حسين، عوائل شهادئنا يقولون له ما تركناك يا حسين، مجاهدون الذين يملئون الجبهات يقولون له ما تركناك يا حسين، وأنتم الذين تملئون الساحات قولوا له ما تركتك يا حسين.

ليعرف كل العالم، لنعيد ما قلناه ليلة العاشر ونحن أمام كل أشكال التحدي هذا الموقف الذي نعبر عنه بالحسين نحن أصحابه الذين نقول له والله يا أبا عبد الله لو انا نعلم اننا نقتل ثم نحرق ـ وقد أُحرقت بعض أجساد شهدائنا في سوريا من قبل هؤلاء الدواعش سابقاً ـ لو انا نعلم اننا نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء ثم نحيا ثم نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء يفعل بي يفعل بنا ذلك ألف مرة ما تركتك يا حسين.

أنتم كذلك، انتم الصادقون، أنتم المبايعون، أنتم الثابتون في هذا الطريق.
السلام عليك يا سيدي يا ابا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين، وعلى علي ابن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام. وعظم الله أجوركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Previous Story

ياحسين – فاطمة عاشور

Next Story

معهد غوته – لبنان يحتفل بافتتاح مقره الجديد  

Latest from Blog