رادار نيوز – تتسارع الاحداث في هذا الخضم المتلاطم في منطقتنا… فالاحداث الاخيرة التي حصلت في مسار الحرب على الارهاب ذهبت الى خلط الاوراق ووضعت الكثير في خيار صعب لعدم تدراكهم او الالتحاق بركب تلك المتغيرات… في سوريا ومع اعلان الكثيرين من صناع القرار على قرب نهايتها ودنو نهاية داعش في العراق، ومع السيطرة الكبيرة للحلف الروسي – الايراني على الكثير من الجغرافية السورية، ان كان في معركة دير الزور الاخيرة ام في السيطرة على المعابر التي تعتبر جسر التواصل ما بين القوات العراقية والحشد الشعبي وبين القوات الرديفة للنظام في سوريا، قد وضع جدار صلب ومانع قوي في ترسيخ هذا الخط الممتد من ايران بإتجاه الانبار ومن ثم البادية السورية وصولا الى لبنان….
فبالنظر الى تلك البقعة، ومن خلال مراقبة تسلسل الاحداث نرى مدى الانجذاب لتلك البقعة المهمة في بسط نفوذ ووضع أسس لمرحلة لا شك انها ستغير الكثير من المشهد (السيريالي) الذي شاهدناه منذ انطلاق ما يسمى (الدولة الاسلامية في العراق والشام).. الخروج من عنق الزجاجة…. عندما اقدمت داعش على فتح تلك الممرات وازالت السواتر الترابية التي تفصل الحدود السورية – العراقية، كانت تدرك بهذا التواصل المهم ما بين مكونات وطيف اللون الواحد وايجاد محيط آمن يعول عليه في بناء دولة الخلافة.
ان اتجاه الرياح لم تكن كما تشتهي سفن من خطط لكي تطول تلك الحرب! والحالة الداعشية، والدليل الكثير من التصريحات التي تنبأت (الدولة باقية وتتمدد)…. الجميع في مأزق، وعلى رأسهم من أطلق مشروع تقسيم سوريا والعراق والمراهنة على تقويض سلطة النفوذ الايراني وحتى الروسي.. فالمتغيرات التي شاهدناها اخيرا كانت بمثابة دق جرس الانذار لتلك المتحولات، وهي اتت لتدارك ما ستؤول اليه لو إستمرت بتلك الاندفاعة المتواترة…
يعتبر لبنان ورغم سياسة الابتعاد عن المحاور التي اتبعت منذ اندلاع الازمة السورية، لاعب أساس في مجريات ما يحصل مع الجار الاقرب، وهذا ما لم يستطع الاتفاق (الصفقة) الذي بموجبها أتى الرئيس ميشال عون رئيسا وسعد الحريري رئيس وزراء، ورغم المساكنة التي حصلت خلال سنة من العهد لم يستطيع هذا الاتفاق لجم الجموح في الغوص بكل التجاذبات الاقليمية التي هي منافية ونقيض (لزواج الاكراه) هذا…
ان استقالة الحريري أتت لتكون الشعرة التي قصمت ظهر هذه المساكنة. حسب احد المراقبين المقربين من الحريري، فقد وضع بين خيارين لا ثالث لهم، اما الاستقالة اما السكوت عن ما يدار حوله وهذا ما لم تستسيغه السعودية وخصوصا بعد هذا التحول في مسار الاحداث… العداء الذي ظهر بالخطاب ما بين السعودية وايران، وهذا الكم من سوق الاتهامات بالتدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما، يشي بأن الامور وصلت لحافة المواجهة.
الكثير من المعطيات تدل على أن هناك غيوم ملبدة وكثيفة في المنطقة، وان ما تخبئه من احداث لا شك ستؤثر بمصير شعوب…. هل زفت الحرب… كثير من المراقبين يرى ان الخروج من هذا النفق لا بد ان يكون بفتح كوة فيه، وهذا سيكون اما بشن حرب بالوكالة تكون اسرائيل الفاعل الاساس بها. أم بقطع أذرع إيران، كما وصفها الخطاب الاعلامي المتداول من خلال الحملة على وسائل الاعلام، وهذا لا شك سيؤول الى وضع المنطقة برمتها في آتون من لهب..