هل ان قانون الانتخاب الذي أقر هو أفضل الممكن؟!
عندما طالب الشعب اللبناني بقانون انتخاب جديد، كان يمني النفس بقلع قانون الستين من جذوره واستبداله بقانون يراعي ويدغدغ طموحهم في التمثيل الحقيقي، ولا يغبن اي من المكونات السياسية، وخصوصا تلك التي همشت على مدى عقدين بعد تركيبة (الترويكا) التي استأثرت بإنتخابات عام 1992 حتى وقتنا الحالي….
كان وكما عرف بقانون (غازي كنعان) قد وضع كما (بزل) مركب بشكل ان لا يخرق او يتشكل.
هذا السد او الحائط الذي كان تحميه المحادل والتسوناميات لا يعطي مجال لأي مكون، إن كان منفردا أم ضمن تمثيل فئوي او حزبي معين، ليأخذ دوره في البرلمانات السابقة!
وكان هذا القانون الحديدي قد قبض على مفاصل السلطة، وقد لعب الوجود السوري، وخصوصا غازي كنعان وبعده رستم عزالي على نوتات الاوركسترا السياسية في لبنان.
لا شك ان هذه الانتخابات وان حصلت ستكون مختلفة عن سابقاتها، ان كان في التمثيل الجديد لبعض الفئات المهمشة ام في دخول دم جديد الى مفاصل الندوة البرلمانية التي لا شك تحتاج لهذا ومن جميع فصائله وتركيباته.
لكن هل نحن أمام قانون يلبي طموحات الناخب اللبناني؟!
إن التجاذبات والمناكفات التي نراها هي رأس جبل الجليد الظاهر بين الرئاسات الثلاث، وما ورائها يشي بأن الامور ذاهبة الى التصعيد، ان كان من خلال اقرار بعض المراسيم ام في آلية إجراء هذه الانتخابات.
في المجمل فإن التحالفات الانتخابية التي تشكل الآن تلحظ مدى التوجس من الخرق في ظل هذا القانون. كما ان التكتل في مضمونه ظاهرة وان كانت مألوفة ولكن بصيغ مختلفة صحية ولكن لها هدفها الغير مستساغ، لأنه يعيد الامور الى المربع الاول للمحادل.
بلسان كل من هو حريص على تمثيله لما يناسب ما يطمح ويصبو اليه في بلد قد ارهقته سياسات المحاصصة والمصالح، لا بد ان يكون صوتك لما يخدم طموحاتك وحاجاتك بالعيش في بلد، يكون فيه المواطن وحاجاته هو الهاجس الاول والاخير لكل من تنتخب ليمثلك في الندوة البرلمانية.
لبنان مقبل على عصر النفط، وهو ما بشرنا به الكثيرون من اصحاب النظريات التفاؤلية والتي يجب ان تصب في صالح شعبه ومواطنيه وان لا يذهب الى جيوب الفاسدين واصحاب الملايين، والذين كما العادة تصب في مزارب المستفيدين من حالة متجذرة ومستفحلة في الكثير من مفاصل المؤسسات.
إن وجود رئيس في أعلى السلطة هو لا شك ضوء أمل في هذا النفق المظلم، ووجود الرئيس ميشال عون سيكون بمثابة ضمانة ربما لم ولن تتكرر، في فترة هذه الانتخابات.
فهو من مدرسة لا شك يشهد لها بالمناقبية والاستقامة ووضع الامور في نصابها، حتى في تصويبها.
إن هذا الشعب يعول الكثير على هذه الانتخابات، فلا تكررون نفس السيناريوهات في إقصاء كل من هو مؤهل ليمارس حقه ودوره في خدمة أهله، ووضع العصي في دواليب عجلة التغيير والتجديد….