رادار نيوز – بداية لا بد ورغم الحزن العميق والاسى الذي اصابني بفقدان شقيقي ان اتقدم الى كل من واساني ووقف الى جانبي بهذا المصاب الجلل، بخالص شكري وامتناني، عسى الله ان لا يريكم مكروها. وهذا ما اثلج صدري وصبرني، والله مع الصابرين ان صبروا. لا شك ان لبنان يمر بمرحلة استثنائية، تفرض علينا النظر بكل الظروف المحيطة به.
فالعين على الانتخابات النيابية تستأثر بكل ما يحيط بنا من احداث ومتغيرات، لا شك ستنعكس بشكل او بآخر على مجريات هذا الاستحقاق. لو تمحصنا قليلا عما يدار ويحاك في اروقة القرار، لرأينا مدى الاهتمام الاقليمي والدولي، بهكذا استفتاء، فالرهان على التغيير له طابع اكثر من اختيار ممثلين عن هذه الامة. نحن في لبنان لا نراه سوى سباق على الندوة البرلمانية لاختيار الانسب والافضل، والذي يخدم هذا الشعب، وقادر على الانجاز في محيط قد اضمحل واصابه قحط في الانماء والبناء والانجاز. ففي جردة حساب ومنذ ما يقارب الخمسة والعشرون عاما، كان هذا الانماء خجولا ولا يلبي طموح هذا المواطن الذي راهن، ومنذ البداية على خط انتهجه وسار في ركبه.
لا بد هنا من مراجعة دقيقة وحقيقية لهذه الجردة، لا بل هي حاجة ملحة لرفع هذا الغبن الذي لحق بالكثير من المناطق، وعلى رأسها بعلبك – الهرمل، ولا نستثني منطقة عكار، حيث اصبح الاهمال ثمة وطبعت بها ووقع الكثير من الظلم عليها. كل المؤشرات تدل على ان هذا التغيير لا بد آت.
ان استمزاج الرأي العام في تلك المناطق يشي به، فالكل مجمع على ضخ دم جديد وفتح أفق لتلك الفئات المهمشة منذ عقود للعب دور فعال في تحقيق هذا الطموح. وينشدون تغييرا يحقق به التوازن الانمائي والمناطقي، ولا تكون للمحسوبيات والفساد اليد الطولى في كبح جماح هذا الطموح. بالنظر الى شكل التحالفات اليوم نرى مدى التغيير في اللوائح والاصطفافات السياسية والحزبية. فالحزب السوري القومي وحزب البعث كان لهم في العقود الماضية الحصة المحفوظة لهم ولا يستثنوا من اي تمثيل في الندوة البرلمانية..
ان هذا القانون ورغم انتقاصه للكثير، فلا بد ان يفتح كوة في جدار هذا التمثيل، فبعلبك – الهرمل أيقنت ان لا مناص من السعي الى تغيير حقيقي في النهج المتبع، وهذا ما ستحدده صناديق الاقتراع.. هناك أزمة حقيقية داخل دائرة بعلبك ــ الهرمل بعد بروز بوادر لائحة منافسة للخيار الواحد الذي كان مفروضاً على أبناء المنطقة في العقود الماضية، بسبب غياب إمكانية الخرق بسبب القانون الأكثري. لكن مع القانون النسبي بات الخرق للائحة أمراً محتماً وعلى الأرجح بمقاعد مسيحية وسنية وشيعية ما يجعل هناك مواجهة (وكسر عظم) على أكثر من جبهة ولعل أبرزها الجبهة الرديفة التي تعلو فيها الاعتراضات على الإهمال اللاحق بالمنطقة التي شكّلت خزاناً وقدمت الشهداء داخل وخارج الحدود، لكنها في المقابل لم تلق العناية والرعاية الطبيعية من نوابها.
ان الاعتراضات والتلميح إلى عدم المشاركة بالتصويت احتجاجاً، اضطر هذه اللائحة الرديفة لدق ناقوس الخطر واللجوء إلى الاساليب القديمة والاستعانة بما لديها من نفوذ لشحذ الهمم، وتهدئة النفوس في البيئة الموالية، من خلال تأييد موجبات الشكوى إنما تأجيل الانتقاد لما بعد الانتخابات النيابية.
ليس خافيا على احد ان الانتخابات ليست سوى وسيلة لرفع هذا الحرمان وتصويب الاعوجاج، انما لا بد ان نقر، ان لا حياد عن خط لطالما حمى وحرر، لكن بالانماء فشل….