رادار نيوز – أعلن عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب هادي أبو الحسن، أنه “في زمن القلق والازدواجية، في زمن الظلم والظلام، في زمن التناقضات والمؤامرات، في زمن الاستقواء والاستغباء، نمضي مع كل فرد تواق إلى الحرية، مع كل فرد يسعى إلى تحقيق الذات الإنسانية، مع كل فرد متمرد على الطغيان متسلح بالإيمان”، مردفا “لن يقلقنا الانتظار، ولن تثنينا الأقدار، ما دمنا للأفكار منبعا، ما دمنا للخير نزرع، ما دمنا للضمير نسمع، وما دمنا للأمل نصنع، فلن نجزع ولن نخضع ولن نفزع”.
كلام أبو الحسن، جاء في كلمة ألقاها، خلال رعايته حفل توقيع كتاب “انتفاضة روح” للكاتبة غادة بو فخر الدين، في قاعة “النادي الاجتماعي” في بلدة قبيع- المتن الأعلى، في حضور وكيل داخلية المتن الأعلى في “الحزب التقدمي الاشتراكي” عصام المصري ووفد من أعضاء الوكالة، عقلية النائب أبو الحسن نهلا المصري، مدير فرع قبيع في الحزب نائب رئيس بلدية قبيع ابراهيم بو فخر الدين، ممثلي الجمعيات الأهلية والنسائية والأندية في منطقة المتن الأعلى، فاعليات تربوية واجتماعية وحشد من الشعراء وأهل الفكر والقلم.
بعد النشيد الوطني وتقديم للزميلة غنوة غازي زيتوني، عرض فيديو من إنتاج “الأنباء” تحية تقدير للكاتبة، وتضمن مقتطفات من مقابلة مصورة معها.
ثم تحدثت باسم أصدقاء الكاتبة أنطوانيت شاهين، معددة صفات غادة بو فخر الدين وهي “الغالية والأصيلة والدؤوبة والتأملية”، منوهة ب”قوتها النفسية التي تساعدها على تخطي وضعها الصحي من أجل الإبداع”، وشاكرة “كل من يقف بجانبها ويدعمها”.
بعدها توالى على الكلام كل من الشعراء يامن رضا، ناجي بو عساف، إياد بو علي، وهيفاء العنداري، عارضين أهمية الكتاب وقيمته الإنسانية والثقافية، في قوالب شعرية متميزة، وفي قصائد لقيت تفاعلا كبيرا في صفوف الحاضرين.
أبو الحسن
ثم تحدث راعي الاحتفال، فخاطب الكاتبة قائلا: “كم أنت مميزة وكم أنت رائعة، كم أنت شفافة وكم أنت راقية، كم أنت مبدعة وكم أنت واعية، كم أنت بقيمتك عالية وكم أنت غالية؟ أقول هذا الكلام، ليس من منطلق المديح، الذي لم أؤمن به يوما، وليس من منطلق الإطراء أو المسايرة أبدا، أو من منطلق التحسس بواقع إنساني أو معنوي معين”.
أضاف: “لكنني، أقول هذا الكلام بكل قناعة، وبعدما انصرفت عن أعمالي وانشغالاتي، التي لا تنتهي، ورحت بشغف أتنقل بين صفحات كتابك مشدودا إلى العنوان “انتفاضة روح”، وأقرأ بعمق السطور وما بينها، فوجدت فيه نبض ذلك الإنسان الواقعيِّ الحالم والمدرك العالم للواقع والزمان، والمتمرد على الصعاب مهما كبرت، ومهما استفحلت، ووجدت ذلك الإنسان الواعي لكل جوانب الحياة القاسية وتحدياتها المريرة، ينظر بعين ثاقبة، ويروي بطريقة رائعة ونادرة واقع الحال في كل مجال، ورحت أسبح في خيالي، أستحضر من ذاكرتي صورا ومواقف، وأبحث عن أناس يحملون جزءا مما تحملين، فوجدتهم قلة قليلة”.
وتابع: “وكم نحن بحاجة اليوم، إلى ساسة ولاعبين في مسرحية الحياة، التي ذكرت، يتمتعون بصفاء أفكارك، ونقاء روحك، وصدق مشاعرك، وصلابة إرادتك، ووضوح رؤيتك، خصوصا في هذا الزمن بالذات، زمن التباهي والحرمان، زمن التباكي على الأوطان، وزمن التخاذل والنكران”.
وأردف: “وكم أنت محقة أيتها العزيزة غادة. فعلا تغيب الأدوار الاستثنائية، ويصبح الاستثنائيون نوادر، ويرتفع منسوب الأنانية المدمرة، وينخفض فائض الوعي البناء، وتعصف بنا لوثة الطائفية، وتأسرنا الارتهانات الخارجية، ولا يبقى من الحرية إلا الشعارات المبتذلة، ومن الإنسانية إلا المظاهر المزيفة”.
واستطرد: “أجل يا غادة، كم نحتاج إلى صرختك الحرة، في زمن القلق والازدواجية، في زمن الظلم والظلام، في زمن التناقضات والمؤامرات، في زمن الاستقواء والاستغباء، نمضي معك، ومع كل فرد تواق إلى الحرية، مع كل فرد يسعى إلى تحقيق الذات الإنسانية، مع كل فرد متمرد على الطغيان، متسلح بالإيمان، لن يقلقنا الانتظار، ولن تثنينا الأقدار، ما دمنا للأفكار منبعا، ما دمنا للخير نزرع، ما دمنا للضمير نسمع، وما دمنا للأمل نصنع، فلن نجزع ولن نخضع ولن نفزع”.
وختم مخاطبا الكاتبة: “إمضي يا غادة، وسنمضي معك، ومع كل الأحرار، نرفع الجباه عاليا ونردد من هنا، من قبيع الوفاء، من قبيع العطاء، من مقلع الرجال، ومن مرتع الأبطال، إن الحياة انتصار، نعم، إنها انتصار للأقوياء في نفوسهم، وأنت منهم، وأنت منا، ونحن معك، نحن جنبك، فامضي واشمخي وارفعي رأسك وافخري، وانبعثي بروحك القوية من بين الرماد الذي ذكرتيه، ارتقي بعلمك، ارتفعي بإرادتك واستمري ببناء كيانك، زيني زمانك، واحفظي مكانك في معركة الحياة، إنك حتما متألقة، إنك حتما متميزة، إنك حتما لمنتصرة على الصعاب، فهنيئا لك، وهنيئا لأهلك بك وبإبداعك”.
بو فخر الدين
وفي كلمتها، قالت الكاتبة: “إنني الآن أمام امتحان جديد، امتحان تطبيقي لما كتبته وما اعتقدته، وأنا جزء من هذا الكون، أتلقى ذبذباته، فيشملني بعطفه، ويجسد لي أفكاري”.
أضافت: “إن كتابي هذا انتفاضة روح، هو انتفاضتي على شعوري بالوحدة، تصديقا لمواهبي ووفاء لأحلامي، وهو أيضا امتداد لكتابي الأول “خربشات على جدران الواقع”، وقد ضمنته مختلف الألوان من خربشاتي، ليكمل ما بدأته ويضعني على المسار الصحيح”، شاكرة أهلها والأصدقاء وكل من شارك ودعم من الحاضرين.
بعدها وقعت غادة الكتاب للحضور، وكان حفل كوكتيل بالمناسبة.