رادار نيوز – عماد جانبيه
الإنسان بطبعه يُحب أن يكون متفائلاً، ويتحاشى التشاؤم قدر المستطاع، ويتمسّك بالأمل أيّا تكن الإعتبارات… وقديماً قيل: (ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل).
لا أحد، بطبعه، يُحب أن يكون سلبياً، والصحافي هو إنسان يملك الأحاسيس والمشاعر، وأحياناً أكثر من غيره لأنه يعايش هموم الناس وغالباً ما يتفاعل معها. وكم يتمنى أن يجد كل يوم قضايا ايجابية ليكتب عنها، ولكن أين يجدها؟
التيار الكهربائي وأزمات السير اليومية التي تتفاقم من دون حلول جذرية… والوضع الإقتصادي، الذي يعتمد على ثلاثة أعمدة أساسية لتحقيق النمو(القطاع السياحة والقطاع العقاري والقطاع المالي)، الذي يواجه وضعاً داخلياً صعباً وتحديات مقلقة مثل أزمة اللاجئين الذين تدفقوا إلى البلاد… والقطاع العقاري، الذي يشهد تراجعاً ملحوظاً، ما ينذر بتفاقم أزمة البطالة على اعتبار أن هذا القطاع يؤمن واحدة من أصل كل عشرة وظائف بالبلاد، ويجر الوضع إلى مزيد من التردي… والانقسامات الطائفية التي تؤثر بشكل مباشر، وغير ذلك…
لم نصل بعد في لبنان، الى بناء الدولة التي تحترم الإنسان، الذي يطمح بمستقبل أفضل. رغم أن الأسباب التي تشكّل مصدر قوة لبنان، إنما هي مصدر ضعفه أيضاً. فتعدديتنا تجعلنا معرّضين لخطر التفتت، ارتباطنا الطائفي يدفع بنا الى التعصب، سؤ نظامنا السياسي الذي يعجز مجتمعنا عن التخلّص من الإقطاعية والمحسوبية والفئوية التي تقلل شأنه.
فلا يمكن للصحافي أن يستسلم لقدر هؤلاء ويقبع في الجمود معهم. فهو عين على الماضي، وأخرى على المستقبل مروراً بالواقع الراهن.
لا يستطيع الصحافي أن يتغاضى عن الإنجازات، لا بل يعبّر بمواقفه، لتحرير الشعوب من ظلم الإستعباد والإستغلال والفساد، فلا إغماض لعينيه أو صم لأذنيه عن أي تقصير، ولا يلقي اللوم حنقاً، فأحكامه تطلق، بمنطق الحق، وميزان البصيرة، لواقع يريد تصحيحه قبل التخطيط لخطأ أفدح.
وإذا اراد المعنيون أن يكون الصحافيّون إيجابيين فليبادروا الى اتخاذ خطوات ايجابية.