يصر القضاء الجزائري على إجراء المحاكمة للمسؤولين في نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بأسرع وقت ممكن، قبل موعد إجراء الانتخابات المقرر بتاريخ 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري، ما يثير الشك حول جهود السلطات في إخماد غضب الشارع الرافض للانتخابات.
منذ الإعلان عن تاريخ المحاكمة شهدت الجزائر جدلاً واسعاً (AP)
بدأت محاكمة عدد من المسؤولين الجزائريين في نظام عبد العزيز بوتفليقة السابق بتهم الفساد وإساءة استغلال الوظيفة وتبديد المال العام وتبييض الأموال والرشوة، وتضم اللائحة وزراء ومسؤولين كباراً في الحكومة السابقة، بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال، وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الجزائر التي يمثُل فيها مسؤولون بهذا الحجم أمام القضاء بتهم الفساد.
ومنذ الإعلان عن تاريخ المحاكمة شهدت الجزائر جدلاً وطالبت هيئة الدفاع المكونة من عشرات المحاميين بتأجيلها نظراً إلى عدم توفر شروط إجرائها في ظروف عادية وسرعة برمجتها، بخاصة أن البلاد تعيش سباق الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بينما رفضت المحكمة إرجاء موعدها واكتفت بتأجيلها ليومين.
وزير الداخلية الجزائري صلاح الدين دحمون وصف المعارضين لإجراء الانتخابات بأنهم “خونة ومرتزقة ومثليون جنسياً وبقايا استعمار”، فيما ينقسم الشارع الجزائري بين مؤيد لها كونها ضرورة لإخراج البلاد من الأزمة الحالية، ومعارضين يعتبرون أنها مصمَّمة لإعادة تدوير رموز النظام السابق.
تصريحات وزير الداخلية أثارت غضباً كبيراً في مختلف شرائح الشارع الجزائري بخاصة عندما وصف المشاركين في المظاهرات الرافضة للانتخابات بألفاظ مشينة جداً، حسب مراسِلة TRT عربي، زينب بن زيطة.
كما تطرقت الصحف المستقلة الجزائرية إلى الموضوع وقالت إن تدخل الاتحاد الأوروبي في الشأن الجزائري خدم السلطة في هذه المرحلة الحساسة التي تسبق الانتخابات. وعن دوافع التصريحات، قالت بن زيطة: “لا أحد يعرف المغزى منها”.
بدء محاكمات رموز نظام بوتفليقة في ملفات الفساد وعلى رأسهم الوزيران الأولان أحمد أويحيى وعبد المالك سلال