رادار نيوز – محمد العاصي
انطلاقا من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الصعبة الراهنة التي يعيشها وطننا لبنان على كافة الأصعدة، والتي جعلت من شعبه مُكبَّلاً ومُحطَّماً داخلياً وعاجزاً عن ممارسة أبسط حقوقه وواجباته، وعدم توافر فرص عمل تضمن له حياةً كريمة وراقية، أتت فكرة مشروع افتتاح “Beydoun Bakery” بادارة الإعلامية مريم بيضون، التي تقدّم أكبر تشكيلة من أجود أنواع المعجنات، على أيدي أمهر الاختصاصيين، وبأسعار تراعي الوضع الاقتصادي اللبناني الحالي.
وتشجيعا منا لمثل هذه المبادرات الشبابية الفردية، وللاضاءة على تجربتها الحديثة في هذا المجال، تحدثنا الى زميلتنا مريم بيضون، التي أكدت في لقاء خاص مع “رادار نيوز” أن” كثيرون من الشباب هاجروا إلى الخارج، ومنهم من يستعدون حالياً للمغادرة.. ولكن أنا شخصياً عجزت عن هذا الفعل، لذلك قررت أن أوظّف خبراتي وقدراتي في وطني وليس في وطن آخر من خلال افتتاح هذا المشروع الذي يضمن حقوقي ويحفظ كرامتي في وطني أولاً، ورغبةً مني في الإستعانة يأبناء بلدي ولو بفرصة عمل صغيرة ثانياً، ولتقديم أفضل أنواع الجودة وبأسعار تراعي أوضاع المواطن المادية في هذا الوقت الصعب”.
أما الصعوبات التي تواجه مثل هكذا مشاريع تجيب بيضون: ان”هذا المشروع يواجه صعوبات عديدة، ومنها تتعلَّق بإرتفاع أسعار المواد الأولية والمستلزمات الضروريَّة لكل المهن بشكل لافت لدى تجار الجملة، فلا أحد يستمع لأحد، ولا أحد يشعر بإهتمام… اضافة الى أزمة المصارف وفرق سعر الدولار عن السعر المتداول به رسميا عبر محال الصيرفة..”
وتختم بيضون حديثها بالقول:”رغم كل هذه الصعوبات التي نعيشها، سيبقى لدينا أمل بالغد، لذلك، أتمنى من المواطن اللبناني أن لا يغادر ارض بلاده ويتخلى عنها. بل عليه أن يبقى مشعلاً يضيء الدرب لإنتصار قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، وأن يحاول قدر المستطاع أن يُناضل في سبيل بقاءه واستمراره ونهوضه..” لسبب إن غاب سيعود يوما ما إلى الوطن، مهما طالت غربته ومهما طال الزمن، سيعود مختلفاً وليس كما كان، في برود يقتل اللهفة… وكلام يخنق الصمت…
كلمة أخيرة، نجاة السفينة من قوة الإيمان، برب إذا دعي استجاب وسمع… وكل الشكر على هذا الإهتمام…
باختصار، أن تجد البقاء في النقاء، والإنسان من دون وطن هو إنسان ضائع بلا هويَّة..”